خرجت كعادتها صباح كل يوم من شقتها متخفية في ملابس رجل، عيناها تراقبان الطريق يسارا ويمينا خوفا من أن يراها جيرانها بهذه الملابس، ترجلت قليلا حتى وصلت إلى «التوك توك» الذى تقوده يوميا بحثا عن لقمة عيش شريفة لصغارها الثلاثة بدلا من مذلة طلب العون.
ظلت أمل تجوب شوارع مسطرد شرقي القاهرة بـ«التوك توك» بحثا عن لقمة العيش إلا أن حظها العاثر قادها إلى كمين مرتكز بنهر الطريق على غير العادة، اقترب منها الملازم أول أمير عبدالمنعم، ضابط مباحث كمين مسطرد، بعد أن ظهرت عليها علامات الخوف والارتباك، طلب منها الاطلاع على بطاقتها الشخصية فأخرجت بطاقة كانت بحوزتها لأحد أقاربها وبالكشف عن اسم صاحبها بقاعدة بيانات تنفيذ الأحكام تبين أنه مطلوب لتنفيذ الحكم عليه في قضيتين.
قرر الضابط اصطحابها إلى سيارة الترحيلات إلا أنها سرعان ما أزالت الشارب المثبت على وجهها واعترفت والدموع تنهمر من عينيها أمام الضباط بأنها تدعى أمل السيد، (29 عامًا)، وأنها اضطرت إلى ارتداء ملابس الرجال لتتمكن من ممارسة مهنة سائق «توك توك» لتوفير احتياجات أطفالها من مأكل ومشرب، تم تحرير محضر بالواقعة.