28 نوفمبر.. بين مطرقة الداخلية وسندان تحريم علماء الدين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:39 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

28 نوفمبر.. بين مطرقة الداخلية وسندان تحريم علماء الدين

دعوة للمشاركة في تظاهرت شعبية بالمصاحف - أرشيفية
دعوة للمشاركة في تظاهرت شعبية بالمصاحف - أرشيفية
كتب– مصطفى ندا
نشر في: الأحد 23 نوفمبر 2014 - 2:33 م | آخر تحديث: الأحد 23 نوفمبر 2014 - 2:45 م

دعوة للحشد تحت مظلة الثورة الإسلامية إنزعجت منها مؤسسات الدولة واجهزة الإعلام وأصدروا بيانات لإدانتها .. «الشروق»، دخلت في رحلة بحث لمعرفة منبع الدعوة والفكرة التي ترتكز عليها، وهل لها علاقة بدوافع سياسية بعد عزل مرسي أم أن الأمر متعلق بالهوية الإسلامية كما ورد في دعوتهم وكذلك ردود افعال الطراف المعنية بلأمر وانشقاق حزب النور عن الحشد.

ظهور الفكرة بعلم أسود

علم أسود مكتوب عليه عبارة «لا إله إلا الله .. محمد رسول الله»، وأيقونة حمراء مكتوب عليها «معركة الهوية»، وانتظرونا يوم 28 نوفمبر .. هكذا كان شعار الصفحة التي تم تدشينها في الـ15 من نوفمبر الجاري عبر فيسبوك وتحمل اسم «انتفاضة السباب المسلم» ويتابعها أكثر من 12 ألف عضو، والتي وضع القائمون على إدارتها فيديو لعدد من الشباب يدعون للمشاركة في تظاهرت شعبية بالمصاحف تحت دعوى إنقاذ هوية مصر الإسلامية وتحرير السجناء الشرفاء وعودة الخلافة الإسلامية.

وصفحة أخرى «مجهولون ضد الانقلاب» يتابعها 43 ألف عضو عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ذكرت عبر بيان لها تعليقا على تظاهرات 28 نوفمبر "الآن هي صراع بقاء .... أكون أو لا أكون .... بين ربيع الثورات العربية وبين الثورات المُضادة أو بين حُرية الشعوب في حُكم نفسها وهويتها الإسلامية."

الجبهة السلفية منبع الدعوة 

وربما كانت تلك الصفحات بمثابة المياة المتدقفة من المنبع وهو الجبهة السلفية التي دعت من خلال «بيان رسمي» لها عبر منسقها العام خالد سعيد بتاريخ 31 أكتوبر 2014 من خلال فيسبوك إلى التظاهر يوم 28 نوفمبر المقبل ضد النظام وطالبت وفقا لنص البيان بـ«سرعة التحرك لتنظيم ثورة إسلامية لا تبقي ولا تذر، ترفع راية الشريعة لترجع الحق وتحقق القصاص لا أن تطالب به، وتحاكم عملاء الأمريكان والشخصيات الليبرالية والعلمانية التي شاركت في عزل محمد مرسى».. بحسب ما جاء في بيانها.

دوافع الدعوة

«من أطلق الفكرة وعمل بها من أكثر من 3 شهور قبل ظهورها للعلن هم شباب الجبهة السلفية لذا من الطبيعي أن نكون نحن مصدرها .. ولكنها مفتوحة للجميع كما قلنا» .. هي واحدة من النقاط التي وصفتها الجبهة السلفية بالهامة عبر صفحتها على فيسبوك مؤكدة أن تدشين هاش تاج «انتفاضة_الشباب_المسلم» لا تعبر عن كيان جديد أو تنظيم وانما هي فكرة تدعوا جميع التيارات السياسية الناقمة على النظام للإنضمام اليها وفق تحليلها للموقف.

وقد وصفت الجبهة السلفية بأن الواقع في مصر صار شبه راكد .. ويحتاج لمن يرمي حجرا في هذا الماء يحركه .. وأن الدعوة قد تساهم في تغيير أفكار عدد كبير من الشباب من خلال انتفاضة ليست ثورية وإنما انتفاضه على الأخلاق ونصرة الدين من خلال لم شمل الشباب المسلم وفقا لرؤيتهم.

انتفاضتنا مكملة لثورة يناير واستعادة لروح أبو إسماعيل

ويتصدر هشام كمال المتحدث باسم الجبهة السلفية المشهد ويظهر للإعلام ليكشف النقاب عبر قناة الجزيرة مباشر مصر، عن اهداف الانتفاضة قائلا "انتفاضة الشباب المسلم التي قد دعت اليها الجبهة انطلقت لاستكمال ثورة يناير؛ فضلا عن أن هناك قطاع عريض من الشباب الإسلامي يحتاج الى راية تقوده من بعد ما وصفه بجهاد حازم صلاح أبو إسماعيل، وأن نزول الشباب يؤدي الى حسم المعركة ووضع حد لما وصفه بـ"الانقلاب العسكري".

مؤسسات الدولة الأمنية والدينية تعادي الدعوة وتحرمها

منذ إطلاق الجبهة السلفية دعوتها إلى تظاهرات 28 نوفمبر الجاري ورفع المصاحف تحت ما أطلق عليه «انتفاضة الشباب المسلم» و«الثورة الإسلامية»، أعلنت مؤسسات الدولة الأمنية والدينية رفضها لتلك الدعوة.

الداخلية: يوم فسحة.. التعامل فيه بالرصاص الحي

وقال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، «في تصريحات صحفية» مهونًا من الدعوة للتظاهر يوم 28 نوفمبر، واصفا يوم التظاهر بأنه «سيكون فسحة للمواطنين»، فيما أكد أن القوات ستتعامل بمنتهى الحزم، ضد أي متظاهر يخرج على القانون وأن جميع قطاعات الوزارة وضعت خطة محكمة وتم رفع حالة الاستعداد القصوى للتصدي لأية محاولات للعبث بمقدرات الوطن، والتصدي لدعوة بعض الجماعات المتطرفة للتظاهر بالأسلحة.

بينما قال هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، «في تصريحات صحفية» «إن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أكد على الحسم في التعامل مع أي نوع من أنواع الخروج عن القانون أو تهديد المؤسسات الشرطية فيما يخص التظاهرات التي تدعو لها ما يسمى بـ«الجبهة السلفية» يوم 28 نوفمبر الجاري، والتعامل بالذخيرة الحية تجاه من يهدد أمن البلاد»، على حد قوله.

الحكومة: «لا داعي للقلق.. الداخلية والجيش موجودين»

اعتبر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن دعوات الجبهة السلفية للتظاهر يوم الجمعة المقبل هدفها وقف مسيرة الشعب بعد أن اختار طريقه وأوشك على استكمال خارطة الطريق، وذلك باستغلال الدين والمصحف الشريف.

ويقول محلب: «إن الشعب المصري أجمع حول قائده وحديثهم لا قيمة له، ونحن متوكلون على الله، والحمد لله لدينا جيش يحمى الأمن القومي، وشرطة تحمى الأمن الداخلي، وشعبنا واعٍ، ولا داعي للقلق إطلاقا فالداخلية تحمى المنشآت وأفراد الشعب المصري، وأخذنا جميع التدابير لحماية أمنها القومي والداخلي».

المشاركة في 28 نوفمبر «حرام» وإراقة الدماء فيها «حلال»

المؤسسات الدينية رفضت تلك الدعوة عبر فتاوى وتصريحات لمشيخة الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف، عبر بيانات منسوبة إليهم، معتبرين إياها أنها تتشبه كثيرا في مقاصدها بفكر الخوارج، وأنها نوع من أنواع التطرف والإرهاب، فيما ذهب بعضهم إلى حرمة المشاركة فيها.

واعتبرت مشيخة الأزهر، «في بيان رسمي»، أن الدعوة إلى رفع المصاحف في 28 نوفمبر دعوة إلى جهنم، ودعاتها دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها وأنها إحياء لفتنة كانت أول وأقوى فتنة قصمت ظَهر أمة الإسلام ومزقتها، ويكون الدين فيها لغير الله، واصفا إياها بأنها دعوة إلى الفوضى والهرج، وتدنيس المصحف، وإراقة الدماء، والخداع والكذب، وهو ما حذرنا منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنا.

بينما رأى الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، «في بيان رسمي للمركز الإعلامي لدار الإفتاء» أن الدعوة لتظاهرات 28 نوفمبر دعوة مشبوهة ومساومة سياسية من بعض التيارات المحسوبة على الإسلام السياسي للزج بفصيل من المصريين في أتون حرب أهلية، لتحقيق مكاسب سياسية يستحيل تحقيقها، وصفا الدعوة إلى التظاهر بأنها تناقض سنن السلوك المصري الذي لا يلتفت للخلف وخلط صريح بين الدين وأغراض سياسية، وردة تاريخية إلى أساليب أثارت لغطًا تاريخيًّا في فترة ظهور الخوارج»، على حد وصفه.

وذهب الدكتور صبري عبادة، وكيل وزارة الأوقاف، «في تصريحات صحفية» «أن الدعوات التي أطلقها عدد من الكيانات المؤيدة للرئيس الأسبق محمد مرسي، للتظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري، دعوات الخبيثة ولولي الأمر الحق في التصدي لها وأن الدماء التي تُراق بتكليف منه ليست دماء حرام؛ لأنها أريقت بحق وأصل من أصول الشريعة الإسلامية»، على حد وصفه.

وافتى الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، عبر «تصريحات صحفية» بـ«إن الدعوة متاجرة بالدين وأن المشاركة فيها "حرام"، وإثم كبير وخيانة للدين والوطن، مشددا على الالتزام بخطبة الجمعة الموحدة الموافقة ليوم التظاهر 28 نوفمبر تحت عنوان «الدعوات الهدامة كشف حقيقتها وسبل مواجهتها»، ومن يخالف ذلك سوف يتم إحالته للتحقيق وتوقيع الجزاء المشدد عليه.

صراع محتدم بين النور وغنيم على هامش الانتفاضة

موقف حزب النور لم يختلف كثيرا عن مؤسسات الدولة تجاه رفض دعوات التظاهر يوم 28 نوفمبر وذلك المتحدث الرسمي للحزب نادر بكار ليقول أن الدعوى للتظاهر يوم 28 نوفمبر من قبل بعض التيارات المحسوبة على الإسلام السياسي هو حرام ويؤدي الى فوضى وعبث بمقدرات الوطن، معتبرا أن رفع المصحف في كل التظاهرات إهانة وابتذال من الناحية المعنوية، فضلا عن أن تلك الدعوات لم تظهر ولم نلاحظها إلا بعد الإطاحة بالرئيس المعزول مرسي والرغبة العارمة من قبل هؤلاء في سقوط المصحف على الأرض لتصوير الأمر وكأن السلطات المصرية تهين المصحف الشريف»، حسب وصفه.

رافضوا المشاركة «خائنون وخوارج»

وجاء الرد من الداعية وجدي غنيم، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين التي تمت الإطاحة بحكمها في 3 يوليو 2013، عبر قناة مكملين التي تحمل شعار رابعة العدوية بأن الدعوى للتظاهر يوم 28 نوفمبر أمر مقبول خاصة وأن التظاهرات سلمية ولا تدعوا لاستخدام السلاح أو العنف وأن الهدف منها هو إنقاذ الهوية الإسلامية لمصر، واصفا حزب النور وغيره من رافضي الدعوة بالخائنين والخوارج الذين شاركوا في اجتماع القوى الوطنية في 30 يوليو 2013 وأطاحوا بالرئيس الشرعي»، على حد قوله.

انتحار سياسي لمروجي الملصقات في قطاع غزة

وعلى صعيد آخر حاولت وسائل الإعلام المصرية إيجاد عنصر الربط بين دعوى انتفاضة الشباب المسلم في 28 نوفمبر وما يوجد من ملصقات في قطاع غزة المكتوب عليها «ترقبوا الحدث الإسلامي الكبير في 28 نوفمبر» دون اي إشارة الى ملامح ذلك الحدث الكبير .

وسلطت المواقع الإخبارية الضوء على إحتضان شوارع غزة بالمنطقة المحيطة بجامعة الأزهر بفلسطين ، وكتب على الملصقات: «ترقبوا .... الحدث الإسلامي الكبير في 28 نوفمبر»

تضامن فصائل بغزة لدعوات 28 انتحار سياسي

وعلى صعيد آخر، قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن ما أثير عن وجود ملصقات في قطاع غزة تدعوا للمشاركة في تظاهرات 28 نوفمبر في مصر أمر مكروه، ودعوات حمقاء لا علاقة لها بفلسطين ولا الفلسطينيين وهي دعوات معزولة، وهو وانتحار سياسي لتلك لأي فصيل في القطاع يتضامن مع تلك الدعوات يؤدي الى التهلكة لمحفزيه مؤكدا أن الموقف الرسمي لفلسطين هو تضامنها الكامل مع الدولة المصرية والجيش المصري.

هاجس إعلامي .. شياف 28 نوفمبر هايبقا إزاي؟

أينما تذهب بعينك لأي من البرامج الحوارية عبر الفضائيات المصرية المختلفة لا صوت يعلوا فوق شعار 28 نوفمبر ويكون السؤال المعتاد للضيوف من النخبة السياسية والخبراء .. «إيه رأيك في يوم 28 نوفمبر وازاي شايف الموقف؟ وهل في أي مخاوف على المن القومي؟».

وليس هذا فحسب بل تطرق بعض من افعلاميين للإدلاء بدلوهم في هذا الصدد فيقول احمد موسى مقدم برنامج على مسئوليتي عبر فضائية صدى البلد أن لا يجب التهاون والاستهتار من قبل الأجهزة الأمنية أثناء تلك التظاهرات ويضيف بأنه يجب تصعيد الأمر ووصول عدد الجثث الى مليون إذا لزم الأمر وحدثت اشتباكاتبين الفئة المشاركة في التظاهرات مع قوات الأمن لحماية الأمن القومي المصري في ذلك اليوم بحسب وصفه .

وأضاف موسى أن من يفكر في النزول في تلك التظاهرات يجب أن يحمل كفنه على يده.

وعلى صعيد آخر قال مصطفى بكري مقدم برنامج حقائب وأسرار عبر فضائية صدى البلد أن الأجهزة الأمنية تعد مفاجآت كبيرة لمن يفكر في المشاركة في تلك التظاهرات .

مليار دولار هدية لـ«الثورة الإسلامية»

قال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق، «إن المواطنين في مصر من المستحيل أن يستجيبوا لأي تظاهرات إلا إذا كان وراءها هدف حقيق مثل الجوع، مضيفا أن زعم بعض التيارات الإسلامية المحسوبة على الإخوان بإغلاق الجوامع وتغييب الدين عن المجتمع المصري أمر غير حقيقي ولعب على مشاعر المجتمع المصري المتدين بطبيعته».

ويضيف نعيم، «إن فكرة 28 نوفمبر جاءت في الاجتماع الأخير لمندوبين من دولة قطر في إسطنبول الذين خصصوا صندوق أطلقوا عليه «دعم الجيش المصري الحر» والمسئول عنه علي قرة زادة، مسئول الإخوان في التنظيم الدولي وتم رصد مليار دولار للتحفيز على ما يسمى بالثورة الإسلامية في مصر على غرار ما حدث في إيران»، على حد قوله.

سيناريو مكرر من الإخوان

ويرى سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الوسط للدراسات والمتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، أنه على أجهزة المخابرات والأمن الوطني تحجيم التظاهرات المتدفقة على الميادين في ذلك اليوم من عين شمس والمطرية وحلوان والهرم وفيصل، معللا بأنها سيناريوهات متكررة لما يحدث من الإخوان في كل يوم جمعة.

ومع اختلاف وجهات النظر ما بين داعين لثورة إسلامية، وأخرين مهاجمين للفكرة، وسط استعداد قوات الأمن للضرب بيد من حديد، يظل يوم 28 نوفمبر الأمر الواقعي الذي سيحدد ما ستئول إليه الأحداث بعد ذلك.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك