قال باحثون من كندا وأمريكا إن حيتان جرينلاند تتعمد الاحتكاك بصخور في مياه ضحلة للتخلص من جلدها القديم.

ورجح الباحثون، في دراستهم التي نشرت اليوم الأربعاء في مجلة «بلوس ون» المتخصصة، أن الحيتان تتخلص بذلك من طحالب ملتصقة بجلدها ومن أجزاء جلدها التي أتلفتها الشمس.

ولم يستبعد الباحثون أن تكون الحيتان تقوم، في أشهر الصيف، برحلة إلى مناطق المياه الدافئة ذات المياه الضحلة من أجل هذا الغرض.

وتعيش حيتان جزيرة جرينلاند في المياه القطبية شديدة البرودة.

ورصد الباحثون، تحت إشراف سارا فورتشن من جامعة كولومبيا البريطانية في مدينة فانكوفر الكندية، حيتان جرينلاند في أرخبيل كامبرلاند ساوند في بحر لابرادور في منطقة نونافوت التابعة للأراضي الكندية. وكان لبعض هذه الحيوانات سلوك غير معتاد في صيف عام 2014، حيث ظهرت وهي تتدحرج على جانبها في المياه المنخفضة رافعة زعانف صدرها من المياه.

ولم يعثر الباحثون على الهوام البحرية، التي يمكن أن تأكلها الحيوانات في هذه المنطقة. لذلك استبعد الباحثون أن يكون سلوك هذه الحيتان ذا صلة بالبحث عن غذاء، مما جعلهم يقررون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا التصرف.

ثم التقط الباحثون بعد ذلك بعامين حيتان جرينلاند، وصوروها أثناء تواجدها في هذه المياه الضحلة باستخدام طائرات موجهة.

وظهر لدى جميع الحيتان الـ81، التي تم تصويرها، جلدا منسلخا على جسم هذه الحيوانات.

وتبين أن الطبقة العليا من جسم نحو 40% من هذه الحيتان، عليها علامات امتزاج الجلد القديم والجلد الجديد.

كما اكتشف الباحثون آثار حك على شكل خطوط لدى هذه الحيتان. ورصدوا كيف كانت الحيتان تقوم بحك منطقة أسفل الفم، والرأس، والظهر، والأجنحة في الصخور.

ويعتقد الباحثون أن المياه الدافئة للسواحل تسهل على الحيتان الانسلاخ من جلدها، حيث تسرع المياه الدافئة من نشاط عملية التمثيل الغذائي لديها.

غير أن هذا النشاط الجسدي في المياه الدافئة ينطوي على خطر تعرض هذه الحيتان، ذات الطبقة الدهنية السميكة تحت الجلد، لارتفاع مفرط في درجة حرارتها، لذلك فإن هذه الحيتان تحرص على أخذ فترات كثيرة من الراحة أثناء السباحة، وتنقل على الأرجح الحرارة الزائدة في جسمها عبر جهاز خاص بضبط درجة حرارة الجسم.

وتبين للباحثين، من خلال عملية المراقبة، أن هذه الحيتان كانت تسبح كثيرا وهي فاتحة فمها، وهو ما فسره الباحثون على أنه سعي منها لتمرير المياه الباردة مقارنة بدرجة حرارة جسمها عبر هذا الجهاز.

وتحافظ حيتان جرينلاند على سلامة جلدها على المدى البعيد، من خلال التجديد المنتظم له، وتتجنب في سبيل ذلك أيضا أي أضرار به جراء التعرض للأشعة فوق البنفسجية، حسبما يرجح الباحثون.

وقال الباحثون إن عملية تغيير الجلد سنويا مهمة جدا لهذه الحيتان، التي تعيش عمرا طويلا وذلك بسبب تراكم ما يلحق بها من أضرار.