الملك فاروق الأول.. نقش خالد بماء الذهب على جدران المسجد الأقصى منذ 72 عاما - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الملك فاروق الأول.. نقش خالد بماء الذهب على جدران المسجد الأقصى منذ 72 عاما

المسجد الاقصى
المسجد الاقصى
رام الله - أ ش أ
نشر في: الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 10:16 م | آخر تحديث: الثلاثاء 24 فبراير 2015 - 10:16 م
بين المدخل الرئيسي للمصلى القبلي بالمسجد الأقصى والباب الذي يقع غربه، توجد بلاطة من المرمر نقشت عليها سطور بماء الذهب تتضمن أعمال الترميم التي قامت بها الحكومة المصرية في عهد الملك فارق الأول، وذلك على خطى من سبقه من الملوك والسلاطين خلال الفترات التاريخية المتعاقبة، حيث كانوا يقومون بنقش ما أنجزوه من ترميمات وتوسعات على أماكن مختلفة من جدران المسجد الأقصى.

ونقش على هذا التذكار "جدد المجلس الإسلامي الأعلى القسم الشرقي والرواق الأوسط وواجهة الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك بإشراف الآثار العربية بمصر، وقامت الحكومة المصرية بتجديد السقف الخشبي للرواق الأوسط في عهد جلالة الملك الصالح فاروق الأول حفظه الله وأيد ملكه في سنة 1363 للهجرة 1943".

ومر المسجد الأقصى وبواباته وأروقته وباحاته وقبابه بالعديد من عمليات الترميم والإعمار والتوسع على مر العصور المختلفة للحفاظ عليه سواء من الانتهاكات التي يتعرض لها من الاحتلال الإسرائيلي أو الهزات الأرضية التي تعرضت لها المدينة المقدسة في فترات مختلفة أو لتزيين جدران المسجد بالنقوش والزخارف، وحافظ الملوك والسلاطين خلال هذه الفترات المتعاقبة على نقش ما تم إنجازه على جدران المسجد الأقصى.

وأول مرة يتم فيها ترميم المسجد الأقصى كانت في عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور، ولكنه ما لبث وأن تعرض لهزة أرضية عنيفة عام 158 هجرية - 774 ميلادية، مما أدى إلى تدمير معظم البناء، الأمر الذي جعل الخليفة العباسي المهدي أن يقوم بترميمه وإعادة بنائه من جديد سنة 163هجرية/ 780 ميلادية، وقد كان المسجد الأقصى في عهده يتألف من 15 رواقا.

وفي الفترة الفاطمية، تعرض المسجد الأقصى لهزة أرضية أخرى سنة 425 هجرية/ 1033 ميلادية، أدت إلى تدمير معظم ما عمر في عهد المهدي، حتى قام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بترميمه في سنة 426 هجرية/ 1035 ميلادية، حيث قام باختصاره على شكله الحالي وذلك عن طريق حذف أربعة أروقة من كل جهة، الغربية والشرقية، كما قام بترميم القبة وزخارفها من الداخل.

وقد أشير لترميمات الظاهر من خلال نقشه التذكاري الموجود والذي جاء فيه ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم نصر من الله لعبد الله ووليه أبي الحسن علي الإمام الظاهر لإعزاز دين الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين أمر بعمل هذه القبة وإذهابها سيدنا الوزير الأجل صفي أمير المؤمنين وخاصته أبو القاسم علي بن أحمد بن أحمد أيده الله ونصره وكمل جميع ذلك إلى سلخ ذي القعدة سنة ست وعشرين وأربع مائة صنعه عبدالله بن الحسن المصري المزوق".

وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 492 هجرية/ 1099 ميلادية، قاموا بتغيير معالم المسجد الأقصى والذي استخدموه لأغراضهم الخاصة، منتهكين في ذلك حرمته الدينية، فقاموا بتحويل قسم منه إلى كنيسة والقسم الآخر مساكن لفرسان الهيكل، كما أضافوا إليه من الناحية الغربية ببناء استخدموه مستودعا لذخائرهم.

وقد زاد استهتارهم وانتهاكهم لقدسية المسجد الأقصى عندما استخدموا الأروقة الواقعة أسفل المسجد الأقصى كإسطبلات لخيولهم، والتي عرفت منذ تلك اللحظة بإسطبل أو إسطبلات سليمان، وظل المسجد منتهكا بهذا الشكل طوال فترة الغزو الصليبي لبيت المقدس، وحتى الفتح الصلاحي سنة 583 هجرية/ 1187 ميلادية .

وفي سنة 583 هجرية/ 1187 ميلادية، قام القائد صلاح الدين الأيوبي باسترداد بيت المقدس وتطهير المسجد الأقصى من دنس الصليبيين، حيث قام صلاح الدين بإعادة المسجد الأقصى على ما كان عليه قبل الغزو الصليبي له، والشروع بترميمه وإصلاحه، ومن أهم الترميمات التي أنجزت على يدي صلاح الدين، تجديد وتزيين محراب المسجد، حيث يشير إلى ذلك النقش التذكاري الذي يعلوه والمزخرف بالفسيفساء المذهبة، وجاء فيه ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا المحراب المقدس وعمارة المسجد الأقصى الذي هو / على التقوى عبد الله ووليه يوسف بن أيوب أبوالمظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين/ عندما فتحه الله على يديه في شهور سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة/ وهو يسأل الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظه من المغفرة والرحمة".

كما أمر السلطان صلاح الدين بإحضار المنبر الخشبي الذي صنع خصيصاً في عهد السلطان نور الدين زنكي، ليكون بمثابة تذكار لفتح وتحرير المسجد الأقصى، حيث أحضره من حلب ووضعه في المسجد الأقصى.

وظل هذا المنبر قائما فيه حتى تاريخ 21 أغسطس 1969 عندما تم إحراق المسجد الأقصى المبارك على يدي مايكل روهان، وقد أتى الحريق على المنبر حتى لم يتبق منه إلا قطع صغيرة محفوظة الآن في المتحف الإسلامي في الحرم الشريف.

كما أسهم المماليك في المحافظة على المسجد الأقصى بشكل منقطع النظير، وذلك من خلال ترميماتهم الكثيرة والمتتابعة فيه، حيث تركزت وتمت في الفترة المملوكية الواقعة على يدي سلاطين المماليك ومنها قيام السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون في سنة 686 هجرية/ 1286 ميلادية بترميمات القسم الجنوبي الغربي من سقف المسجد الأقصى المبارك.

وقام السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 728 هجرية/ 1327 ميلادية بصيانة وترميم قبتي المسجد الداخلية والخارجية، وقد أشير إلى ذلك بالنقش التذكاري (الكتابة الدائرية) الموجودة في رقبة القبة من الداخل والذي جاء فيه ما نصه "بسم الله الرحمن الرحيم جددت هذه القبة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المنصور قاهر الخوارج والمتمردين محي العدل في العالمين سلطان الإسلام والمسلمين ناصر الدنيا والدين محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي تغمده الله برحمته في شهور سنة ثمان وعشرين وسبعمائة" .

واستمرت أعمال الترميم في المسجد الأقصى في العهد الأردني، وذلك من خلال لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة التي ما زالت تقوم بمسؤولياتها حتى هذا اليوم، وذلك من خلال إطار مؤسسي عن طريق تشكيل "لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة"، بموجب القانون الأردني رقم 32 لسنة 1954، وهدفها المحافظة على المقدسات والمعالم الإسلامية لتبقى قائمة ببهائها وجمالها ومتانتها، وأولت اللجنة كل عنايتها بالمسجد الأقصى وما يشتمل عليه من مساجد وقباب ومحاريب وربط وغيرها من المعالم الحضارية، وقامت بشكل متواصل وعمل دؤوب بصيانة وترميم هذه المعالم.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك