هل تقدم مرسيدس منافسًا حقيقيًا للفئة التى ابتكرتها BMW وسيطرت أيضا عليها لسنوات؟!منذ فترة ليست ببعيدة انتشرت بعض الشائعات على صفحات الإنترنت بأن مرسيدس تعمل على نموذج جديد من فئة Sports Activity Coupe ليتنافس مع سيارة BMW X6.. المعروف أن مرسيدس لا تملك أية طراز لينافس في هذه الفئة بل وإن نظرت للأمر من منظور آخر لن تجد لسيارة X6 أي سيارة منافسة تؤخذ في الاعتبار.

ربما لهذا لا تقوم BMW بالتحسين من هذه السيارة فأحد لم يعطها تحديا يرفع المعايير فيشعرون بروح التنافس فيقومون بتطوير السيارة.. بل بالعكس، لأن BMW تعتبر من أرسى القواعد والمعايير لهذه الفئة ونادرا ما تجد من يجادل بمدى حسن أو سوء أداء السيارة.. فالسؤال الأول الذي يطرح حين يذكر مثلا- أن السيارة أداؤها الصحراوي ضعيف، يكون «مقارنة بماذا؟!» وإذا أجبت بإحدى السيارات الخدمية تكون حجة المجادل «إنها ليست من الفئة ذاتها لا يمكن مقارنتهما» وإذا ذكرت أنها ليست السيارة الأكثر ثباتا على الطريق تواجه الجدل ذاته.

ولكن كل هذا على وشك أن يتغير –نتمنى- بعد أن أعلن العملاق الماني «الآخر» مرسيدس عن خطته لتقديم سيارة من الفئة ذاتها، ترفع المقاييس والمعايير وتجني احترام الكثير من الصانعين.. خطوط السيارة تعكس طابعا معتادا من مرسيدس في سياراتهم الرياضية الخدمية. فقد صممت السيارة بخطوط جانبية سارية وشبكة أمامية ذات حضور قوي بعلامة وسطى من الكروم اللامع. ولم تغفل مرسيدس الرفارف المنتفخة والعجلات الكبيرة بقياس 22 بوصة لتضمن ثباتا أفضل لسيارة بمثل هذا الحجم.

حتى الآن السيارة تسمى بـConcept Coupe SUV وللحفاظ على تقاليد الشركة وإرثها قدمت النموذج الاختباري باللون الفضي الشهير Alu Beam والذي استخدم على جميع سيارات مرسيدس في الثلاثينيات والخمسينيات تصميم السيارة من الأمام والخلف لا يقل إبهارا عما اعتدناه من مرسيدس حتى لو شعرت أن التصميم غريبا بعض الشيء فقس عليه كل السيارات السابقة عادة حين يقوم أحد الصانعين الألمان بالتحديد بالكشف عن سيارة جديدة لا ترى أنها الأجمل تصميما ولكن مع الوقت وحين تعتاد عليها تبدأ باكتشاف مواطن الجمال في السيارة.

ذكرت الشركة في تصريحاتها أن ابتكار طرازات وفئات جديدة من السيارات تعتبر واحدة من نقاط القوة لدي النجمة الفضية التي أنتجت أول سيارة في العالم الأمر الذي سيلحظه الكثير وبقوة خاصة في التاريخ القريب للشركة فطرازات مثل الكوپيه

ذات الأبواب الأربعة وطرازات مثل Shooting Brake التي أعادتها الشركة من الماضي لم تخلق فئات جديدة فحسب بل أثرت بشكل ملحوظ على السوق وعلى سياسات المنافسين ويمكن قول الشيء نفسه على سيارة CLA التي طرحت مؤخرا والتي وجهت للسوق لنقل النجاح الباهر الذي حققته CLS إلى طراز أصغر حجما دون التأثير على الحضور الذي تميزت به مرسيدس في سياراتها.. صرحت الشركة أن السيارة ستتوافر بمحرك من ست اسطوانات على شكل حرف V بسعة 2996 سي سي تولد 333 حصانا عند 5500 لفه في الدقيقة وتولد عزم دوران يبلغ 480 نيوتن.متر ينقل المحرك حركته للعجلات الأربعة من خلال علبة تروس 9G-Tronic Plus من تسعة نسب ويتحكم في نظام الدفع الرباعي نظام 4Matic.

لم تكن خطوة تقديم سيارة من فئة جديدة كليا غريبة من شركة بحجم مرسيدس .. فهذه الشركات لا تحتل تلك المكانة من فراغ الأمر يتطلب العمل على مدار الساعة بلا راحة للتفوق على منافسيك وأعتقد أن قوة المنافسة هي دائما في صالح المستهلك أو العميل ففي النهاية كل هذه الشركات تعمل لجذب المزيد من العملاء أو الحفاظ على ولاء الحاليين.. الأمر الأكثر صعوبة هو الاحتفاظ بالعميل ذاته لأطول فترة ممكنة وهذا هو الأمر الذي يظهر الصانع الرائد من الصانع المتفوق.