قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات، أنور قرقاش، إن قطر قوضت جهود الوساطة بشأن الازمة الخليجية، بعد تسريبها وثيقة المطالب، مضيفا "تسريب المطالب تصرف طفولي ومراهقة سياسية تخالف الأعراف الدبلوماسية".

وأضاف قرقاش، للصحفيين في دبي اليوم السبت، أن "قطر فور تسلمها لوثيقة المطالب من الوسيط، سربتها للإعلام، وكان يفترض ان تتم جهود الوساطة بعيدا عن الكاميرات، وهذه ضربة لكل جهود الوسيط".

وتابع "الثقة في قطر منعدمة، بسبب سياساتها في دعم التطرف والارهاب، وبعد هذا التسريب اهتزت الثقة مرة أخرى، في بحثها الحقيقي عن حلول".

واضاف "أحد الافكار المطروحة لحل الأزمة أن تكون الرقابة والضمانة، اوربية أمريكية لأي تعهد قطري، وقد وجدت ترحيبا بذلك في اوروبا" ، مشيرا الى أن "حاكم قطر وقع في عام 2014 على اتفاقية بعد سحب السفراء من الدوحة ووساطة الكويت، لكن قطر لم تلتزم ببنود الاتفاقية، لذلك لابد من ضمانة اوروبية".

وقال قرقاش إنه "لا نية لدى دول المقاطعة للجوء للتصعيد العسكري وليس من مصلحة الخليج العربي التصعيد، والقاعدة الأولى هي الحكمة، هل قطر مستعدة لحياة منعزلة عن محيطها الامارات والسعودية والبحرين؟ مازلنا نحاول عبر الدبلوماسية حل الأزمة مع الدوحة".

وتطرق الوزير الاماراتي للحديث عن قناة الجزيرة القطرية بالقول "قضية الجزيرة ليست متعلقة بحرية الصحافة، بل تتعلق بدعمها للتطرف، النسخة العربية من القناة هي منصة للإرهاب والتطرف، وكانت القناة المفضلة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن".

وتابع "على العقلاء في الدوحة أن يفهموا عواقب انعزالهم عن بيئتهم الطبيعية".

وقال قرقاش إن "الاتراك عادوا بعد 100 سنة من انسحابهم من قطر، وتركيا لها مصالح كبيرة جدا في المنطقة، ونتمنى أن تتعامل تركيا مع الوضع بتعقل، وان تكون أولوياتها مصالح الدولة التركية وليس الايدلوجية الحزبية".

وأشار إلى أن"وجود الجنود الاتراك في قطر، تصعيد ليس له معنى، وهو شعور بعدم الاستقرار وعدم التوازن في قطر، والاستقرار الحقيقي هو الانسجام مع المحيط وليس استعداءه".

وقال إن "البديل في حال عدم تعاطي قطر مع المطالب التي قدمها لها الوسيط الكويتي لن يكون التصعيد وإنما الفراق"، مضيفا "أننا لا نتحدث عن تغيير النظام في قطر ولكن تغيير السلوك".

وأكد قرقاش أن "خلاف الدول الخليجية ومصر مع قطر ليس مسائل سيادية وإنما يتعلق بدعم الإرهاب".

وقال: "إننا نأمل أن تدرك قطر تبعات سياستها ضد دول الجوار وأن تسود الحكمة في الدوحة، وكل ما يجري هو محاولة لوقف قطر عن دعمها للارهاب والتطرف"، مشيرا الى أن "الأوروبيين لديهم اطلاع على انفاق قطر الضخم على الجماعات المتطرفة".