تفاهمات انتخابية بين «الوفد المصرى» و«التيار الديمقراطى».. والبدوى : ننافس نظامـًا لديه خبرة انتخابية ولا بديل عن الاتحاد
البرعى للشباب: احرجونا حتى لا نكرر أخطاء 2012 .. بهاء الدين : مستعدون لتقديم أقصى التنازلات مقابل توحد القوى الديمقراطية
مصادر: خريطة التحالفات تتضح بعد أسبوعين.. المصريين الأحرار: الانتخابات فردى والتحالف مستحيل
فى أجواء رمضانية تحمل رائحة قاهرة المعز، تجمع قيادات تحالفى التيار الديمقراطى، والوفد المصرى، للمرة الأولى، حيث جمعهم حفل إفطار تيار الشركة الوطنية فى حديقة الأزهر، مساء أمس الأول، فى بداية لـ«العمل المشترك ،وبناء تحالف سياسى انتخابى لتفادى أخطاء انتخابات 2012، وتفويت الفرصة على رموز نظام مبارك والإسلام السياسى»، بحسب تأكيدات الحضور .
السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، قال : «عقدنا اجتماع الهيئة العليا للحزب، وأكدنا أنه لا يجب أن نكون سببا فى تفتيت الكتلة الوطنية وحريصون على التوحد وهذا لا ينطبق على انتخابات القوائم فقط وإنما المقاعد الفردية أيضا التى تمثل 80%».
واعتبر البدوى أن قانون الانتخابات الحالى « سيؤدى لتشكيل برلمان مفتت ما لم تتمكن القوى الديمقراطية من بناء تحالف سياسى قوى ومتماسك.. القانون الحالى يتعارض مع نصوص الدستور التى أكدت على التداول السلمى للسلطة وهو ما يتطلب دعم دور الأحزاب .. كنا نأمل أن يعيد القانون الاعتبار للأحزاب».
وأوضح البدوى أن الوضع السياسى الحالى وقانون الانتخابات « سيؤثرا على تشكيل الحكومة بعد الانتخابات»، مشيرا إلى أن القانون « لن يسمح بأكثرية حزبية»، لافتا إلى أن «الحزب الوطنى فى عز استبداده لم يحصل على أكثر من 35% ثم كان يضم إليه المستقلين».
وشدد البدوى على تقديره لرئيس الدولة وثقته فيه، مضيفا: «السلطة المطلقة، لا أريد أن أقول إنها مفسدة مطلقة والرئيس يحتاج لمؤسسات تدعمه فى مشواره الوطنى».
وأكد أن أمام هذا القانون «لا بديل سوى التوحد والخلافات الحالية بين قيادات الأحزاب معظمها شخصية ولابد من احتوائها فنحن نتنافس مع نظام يملك الخبرة الانتخابية والمصالح ولابد من مواجهته بتحالف سياسى انتخابى يستمر بعد الانتخابات بكتلة برلمانية واحدة» موجها حديثه للشباب «إن اختلفنا احرجونا».
ووجه ناصر عبد الحميد، الناشط السياسى انتقادات لقيادات الأحزاب مستنكرا طريقة تعاملهم مع قانون الانتخابات الذى لم يوافقوا عليه ولم يتخذوا خطوات قوية لتغييره، وحمل ناصر أحزاب الوفد والمصريين الأحرار، وعمرو موسى مسئولية فشل القوى الديمقراطية فى الانتخابات المقبلة.
والتقط البدوى انتقادات ناصر معلنا عن توجيهه الدعوة بعد انتهاء إجازة عيد الفطر لرؤساء الأحزاب لعقد اجتماع فى حزب الوفد لمناقشة سبل الضغط لتعديل القانون، مؤكدا السير فى مسار الانتخابات والعمل على تعديل القانون معا.
وكشف رئيس الوفد الذى كان عضوا فى لجنة الخمسين لوضع الدستور عن وصول تعليمات إلى اللجنة بعدم النص على النظام الانتخابى فى الدستور وترك الامر للقانون الذى يصدره رئيس الجمهورية.
وقال أحمد البرعى، مؤسس الكتلة الوطنية، «نواجه الآن أكبر خطر يهدد المكاسب الصغيرة التى حققناها منذ ثورة يناير»، محذرا من عودة دولة مبارك، ووجه حديثه للشباب «احرجونا حتى لا نكرر خطأ برلمان 2012، نحن نتجمع ضد الإخوان وما قبل الإخوان ولن نتحالف مع دولة مبارك أو المرشد ونتحالف مع من كانوا معنا فى ثورتى يناير ويونيو».
وأضاف البرعى «إذا لم تستوعب القوى السياسية الدرس فهذه مصيبة، أما اذا استوعبته ولكن تضحى بالمصلحة الوطنية من أجل مصالح حزبية ضيقة فهذه كارثة»، وتابع «أدعو الوفد لممارسة ما له من نفوذ أدبى علينا لنتوحد» .
وأكد زياد بهاء الدين، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، استعداد الحزب لتقديم أقصى التنازلات فى مقابل توحد القوى الديمقراطية، وشدد على أهمية بناء تحالف قائم على مواقف من القضايا المهمة وتوجيه خطاب سياسى للمواطنين مثل الأزمة الاقتصادية، والأمن، وقانون التظاهر، والقضية الفلسطينية.
اللقاء حمل مؤشرات انتخابية عديدة أبرزها أن خريطة التحالفات الانتخابية لم تحسم بعد، واستمرار تخبط القوى السياسية، وقالت مصادر متعددة شاركت فى اجتماعات التحالفات المختلفة أن الخريطة لا يمكن التنبؤ بها قبل أسبوعين.
وكان حزب المصريين الأحرار هو الحاضر الغائب فى الحفل، حيث غاب مؤسسه، نجيب ساويرس، بسبب ظروف سفره، ولم يحضر أى من القيادات الأخرى، وتردد اسم الحزب عدة مرات، بعضها فى إطار الهجوم بسبب عدم اشتراكه فى أى من التحالفات، وفى بعض الأحيان فى إطار الحديث عن أهمية استمرار المشاورات معه.
فى جهة أخرى، من القاهرة وعلى ضفاف نيل الزمالك تجمع قيادات حزب المصريين الأحرار، فى حفل السحور السنوى الذى ينظمه الحزب، وأكد قيادى رفض نشر اسمه أن ساويرس عندما تحدث مع السياسيين من التحالفات الأخرى لم يمانع فى المشاركة فى التحالفات، بينما يرفض المكتب السياسى هذا القرار ويؤكد الدخول منفردين.
وقال أحمد سعيد رئيس الحزب لـ«الشروق»: «انتخابات مجلس الشعب هذه المرة تقوم على النظام الفردى والتحالف فيه مستحيل؛ لأن لا يقدر حزب على إجبار أحد أعضائه على عدم الترشح أمام عضو من حزب آخر، وهذا يهدد الأحزاب من الداخل لأن الطموح الإنسانى قد يدفعهم للاستقالة».