مع صعود سلمان بن عبدالعزيز إلى سدة الحكم فى السعودية، بعد وفاة أخيه، الملك عبدالله، بدأ ترتيب سريع لدائرة الحكم فى البلاد، تولى على إثره، محمد بن سلمان، نجل الملك الجديد حقيبة الدفاع، كأول أمير من جيل الأحفاد يتولى المنصب الرفيع.
الأمير الثلاثينى، لم يتول فقط وزارة الدفاع، خلفا لأبيه الملك، وإنما عين رئيسا للديوان الملكى (المكتب التنفيذى الرئيسى لملك المملكة العربية السعودية)، ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين. وبهذه التعيينات أضحى محمد بن سلمان يتقلد منصبين من أهم المناصب فى المملكة، ما يعنى أنه دخل بقوة دائرة المرشحين للعرش فى المستقبل، حسب مراقبين.
ويُعتقد أن الأمير محمد بن سلمان من أصغر وزراء الدفاع حاليا فى العالم، فيما لا يعد أصغر وزير دفاع تقلد هذا النصب بالسعودية، حيث سبق أن عُين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزيرا للدفاع وهو فى عمر 31 عاما وظل بالمنصب لمدة نصف قرن حتى وفاته فى أكتوبر 2011.
ولد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 1980، ووالدته هى الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين، وجده من أمه راكان بن حثلين، شيخ قبيلة العجمان. وتلقى الوزير الشاب تعليمه فى مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية.
ويحمل الأمير محمد بكالوريوسا فى القانون والعلوم السياسية من جامعة الملك سعود فى الرياض. وبعد تخرجه فى الجامعة، أسس محمد بن سلمان عددا من الشركات التجارية، وذلك قبل البدء فى العمل الحكومى، من خلال عمله كمستشار متفرغ بهيئة الخبراء فى مجلس الوزراء فى 2007 واستمر بها حتى أواخر 2009، حيث انتقل بعدها من هيئة الخبراء ليكون مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض، وأثناء ذلك استمر عمله كمستشار غير متفرغ فى هيئة الخبراء حتى مارس 2013.
كما عمل أمينا عاما لمركز الرياض للتنافسية ومستشارا خاصا لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، كما عمل عضوا فى اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
وبعد تولى أبيه ولاية العهد، عُين الأمير محمد مستشارا ومشرفا على المكتب الخاص والشئون الخاصة لولى العهد، قبل أن يصدر أمر ملكى بتعيينه رئيسا لديوان ولى العهد ومستشارا خاصا له بمرتبة وزير فى مارس 2013. وفى أبريل 2014 صدر أمر ملكى بتعيينه وزيرا للدولة، وعضوا بمجلس الوزراء، بالإضافة إلى عمله. وأمس الأول، تولى الأمير الشاب أكبر وزارة دفاع خليجية، ورئاسة الديوان الملكى فى قفزة كبيرة بمشواره السياسى.