أنا فى الرابعة والثلاثين من عمرى. حامل للمرة الثالثة بعد انقطاع سبعة أعوام عن الحمل فلدى والحمدلله بنتان فى السادسة والتاسعة من عمريهما الآن فى شهرى الخامس وأعانى من خمول دائم وإمساك قاس لم يحدث أن عانيته فى المرتين السابقتين. تنصحنى طبيبتى بالرياضة ومراقبة ما آكل فهل لهذا بالفعل أثر؟
هدى ــ المهندسين
الإمساك أحد المشكلات المصاحبة للحمل وإن كان غيابها وارد كما حدث فى المرتين السابقتين. إمساك الحمل قد يتحسن بالفعل مع تناول المياه بكثرة مع الرياضة خاصة المشى ومراجعة الطعام لزيادة كمية الألياف التى تتناولها الحامل والموجودة بكثرة فى الخضراوات والفواكه الطازجة والبقوليات.
لكن علميا إمساك الحمل يرتبط بالتغييرات النفسية والجسدية التى تمر بها الحامل. فترة الحمل تصحبها تغييرات هرمونية تعمل على تهيئة الجسم للحمل والحفاظ عليه وعلى مواجهة أعباء عملية الولادة وما يتبعها من تقلصات الرحم وآلام المخاض، تعمل تلك الهرمونات على ارتخاء عضلات الجسم على اختلاف أنواعها ووظائفها ومنها عضلات الأمعاء. تقل حركة الأمعاء مع ارتخاء عضلاتها مما يسبب حالات الإمساك المتكررة.
ضغط الرحم فى نموه على الأمعاء المجاورة قد ينشأ عنه أيضا الإمساك.
السبب الآخر الذى يسبب الإمساك لدى الحامل هو تناولها مركبات الحديد بصفة تلقائية، نظرا لاحتمال إصابتها بالأنيميا وفقر الدم. من المعروف أن الحديد خاصة المركبات الدوائية يتسبب فى الإمساك. لذا يفضل أن تعتمد الحامل على مخزون الحديد لديها إضافة لتوافره فى غذائها.
تناول الحامل للأطعمة الغنية بالحديد كالكبد والحلاوة الطحينية ومنتجات الألبان والخضراوات الداكنة الخضرة مثل الملوخية والسبانخ والخبيزة تتيح لها مصدرا غنيا بالحديد يرتفع بنسبة الهيموجلوبين فى الخلايا دون الحاجة لمركبات الحديد الصناعية.
إذا كان الحديد أمرا لازما بكمية لا يوفرها غذاء الحامل يمكن اللجوء للحديد على شكل مستحضر سائل لتفادى الإمساك. أيضا يمكن الحصول عليه فى صورة أخرى غير تلك الشائعة من سلفات الحديد مثل جلوكونات الحديد وان كانت نسبة الحديد التى تستفيد منها الحامل قد تصل لنصف ما تتلقاه من سلفات الحديد. الأمر يتوقف على مدى أهمية الحديد وقسوة عرض الإمساك لدى الحامل.