«الشروق» مع الأسر المسيحية النازحة إلى الإسماعيلية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» مع الأسر المسيحية النازحة إلى الإسماعيلية

نزوح الاقباط من العريش الي الاسماعيلية تصوير احمد عبد الفتاح
نزوح الاقباط من العريش الي الاسماعيلية تصوير احمد عبد الفتاح
كتبت ــ أميرة محمدين وأحمد بدراوى:
نشر في: السبت 25 فبراير 2017 - 9:32 م | آخر تحديث: السبت 25 فبراير 2017 - 9:32 م

4 كنائس تستقبل ما يقرب من 70 أسرة.. وشبان مسلمون ومسيحيون يساعدون الأسر القادمة
ووزيرة التضامن تتفقد أماكن التسكين وتتعهد بعودة الأسر إلى بيوتها.. والمنطقة الأزهرية تقدم الدعم
مطرانية الأقباط الأرثوذكس تفتح حسابا مصرفيا لتلقى التبرعات لمساعدة المتضررين

استقبلت محافظة الإسماعيلية، اليوم، ما يقرب من 70 أسرة مسيحية نازحة من العريش فى شمال سيناء، بعد سبعة اغتيالات استهدفت بعض الأقباط على مدى الأيام الماضية، حيث فتحت 4 كنائس أبوابها لأقباط سيناء وهى: (الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية، وكنيسة الأنبا بيشوى، وكنيسة الأنبا أنطونيوس بمدينة المستقبل على طريق القاهرة ــ الإسماعيلية).
وفرضت الأجهزة الأمنية كردونا أمنيا على مقار الكنائس التى استقبلت النازحين، فيما قال المسئول الإدارى بالكنيسة الإنجيلية نبيل شكر الله، إن الكنيسة تنسق مع الأجهزة التنفيذية والقيادات الأمنية فى العريش لتسهيل خروج الأسر التى تواجه صعوبة فى مغادرة شمال يسيناء لتقديم الدعم لهم وتمكينهم من الوصول إلى الإسماعيلية.
وكشف شكر الله أن الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بالقاهرة، أرسلت شاحنة أثاث منزلى وأجهزة إعاشة وأغطية لدعم العائلات القبطية.
من ناحيتها زارت غادة والى وزيرة التضامن الإجتماعى، اليوم، مقر إقامة بعض الأسر فى بيت شباب المحافظة، وأكدت أن جميع الأسر ستعود آمنة إلى منازلها، وقالت: «المغادرة ليست تهجيرا والوزارة ستوفر جميع احتياجات الأسر من أدوية ووسائل معيشة والأماكن المؤقتة والكتب الدراسية».
وسيطرت علامات الخوف ومشاعر الحزن على الأسر القادمة إلى الكنيسة وبدا الإرهاق واضحا عليهم، وروى بعض أفراد أسرتين نزحتا من ضاحية السلام، أنهما حملا أمتعتهما فى سيارة ميكروباص، وجاءتا هربا مما جرى، وقال أحد أفراد الأسرة لـ«الشروق» وهو يعمل مدرسا: «قطعنا قرابة 400 كيلو وانطلقنا فى الساعة السابعة والنصف من صباح السبت، وكنا 10 أفراد منهم أبى وأمى اللذان يتحاوز عمرهما الثمانين سنة».
وبينما كان أربعة أطفال يلعبون أمام باب الكنيسة الإنجيلية، نظر أبوهما بحزن متسائلا عن مستقبلهما، فيما انشغل الأطفال باللهو.
وقال عائل الأسرة وتعود أصوله لمحافظة سوهاج: «خرجت من العريش منذ 3 أيام، بعد أن تم تهديدنا من الذين قالوا لنا (امشوا من البلد)، ومنذ شهور اغتيل جارى بـ11 طلقة».
والتقطت زوجته طرف الحديث واستكملت: «زوجى غير وظيفته من العمل فى محل للهواتف المحمولة إلى سائق، نظرا لخطورة الأوضاع» وتابعت: «أطفالنا يشعرون بما يحدث ويقولون: (ماما امتى هنرجع البيت) أبنائى تصوروا أننا فى فسحة لأننا خرجنا دون أن نحمل أمتعتنا».
وفى بيت الشباب، قال رب أسرة يعمل سائقا إنه مر على عدة كمائن خلال سفره من العريش للإسماعيلية، مضيفا: «الرحلة شاقة».
وأضافت زوجته: «تلقينا تهديدات عبر منشورات ملقاة فى الشوارع، ارحلوا واتركوا سيناء».
وبدت أسرة سعد حكيم حنا الذى اغتيل مع ابنه مدحت منذ أيام داخل منزل الأسرة على يد إرهابيين، مكلومة وجلسوا فى بيت الشباب القريب من قناة السويس.
وقالت خالة حنا: «آتينا منذ يومين فرارا مما جرى».
ورفضت بعض الأسر الإفصاح عن هويتها خوفا من تتبع الإرهابيين لذويهم الذين لم يغادروا شمال سيناء بعد.
ويشرح رامى مكرم، سائق أن قتل المسيحيين تزايد وتحول من حوادث فردية إلى جماعية، وكان آخرها مقتل صديقه وائل أمام أولاده من قبل إرهابيين ملثمين، وقال: «دخلوا عليه السوبر ماركت الذى يملكه، وقتلوه بدم بارد، وبعدها جلسوا وتناولون المشروبات والحلوى».. واستطرد: «مغادرة العريش أصبحت أمرا حتميا خوفا على نفسى وأسرتى من نفس المصير».
أما عايدة، إحدى السيدات النازحات فتؤكد أنها جاءت بصحبة زوجها و5 أطفال خوفا من ملاحقة العناصر الإرهابية للمسيحيين وتوتر الأوضاع فى العريش، فاضطررنا للمغادرة خوفا على أبنائنا ولم نكن نتوقع أن نترك المكان الذى قضينا فيه حياتنا لننتقل للإقامة فى مكان آخر وسط ظروف صعبة منها مرض زوجى الذى لا يستطيع الحركة.
مايكل «طالب جامعى» قال إن دراسته فى العريش وبعد تفاقم الأوضاع أصبحت مستحيلة إلا إذا تدخلت الأجهزة التنفيذية لتسهيل اجراءات النقل فى جامعة قناة السويس، وأداء الامتحان بها حتى لا يضيع علينا مجهود العام.
وقالت سيدة تدعى صباح وهى إحدى النازحات: «تركنا منازلنا كما هى بحثا عن الآمان الذى أصبحنا نفتقده حاليا بعدما طال الإرهاب الجميع ولم يفرق بين مسلم ومسيحى أو مدنى وشرطى وتزايد أحداث الإرهاب ضد المسيحيين جعل أمر النزوح حتميا بعد تعرضنا للحرق والذبح».
إحدى الأسر المكونة من 4 أفراد أكدوا أن «أبو رومانى» آخر ضحايا الإرهاب الذى ذبح أخيرا بعد قطع التيار الكهربائى عن منزله وإشعال النيران فيه، قتل من أشخاص لا تتجاوز أعمارهم 17 عاما، ويوضحون أنهم شعروا بالرعب وقرروا المغادرة.
واستقبلت الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية، والأرثوذكسية تبرعات عينية كبيرة رصدتها «الشروق»، فى باحة الكنيستين.
وأصدرت مطرانية الإسماعيلية بيانا بخصوص الأسر القبطية النازحة من شمال سيناء أشارت فيه إلى أنها استقبلت كل الأسر التى جاءت إليها وأنها تواصل جهدها فى هذا السياق بالتنسيق مع أجهزة الدولة، كما أعلنت المطرانية عن فتح حساب بنكى للتبرع لمن يرغب فى المساعدة.
من جهة أخرى أعلن راعى كنيسة الملاك بالإسماعيلية، القمص سوريال عزيز، أن مطرانية الأقباط الأرثوذكس تعتزم فتح حساب بنكى اليوم (الأحد)، لتلقى التبرعات المادية لصالح الأسر المتضررة من الأعمال الإرهابية، على أن يتم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام.
وأضاف: «الأجهزة التنفيذية تجرى اتصالاتها مع المدارس والجامعات بالإسماعيلية لتوزيع الطلاب عليها بعد تشكيل لجنة لحصر الأعداد».
وأعلن الشيخ جمال عباس بالمنطقة الأزهرية بالإسماعيلية، أن مؤسسة الأزهر حرصت على تقديم الدعم للأسر النازحة.
شباب المتطوعين من المسلمين والمسيحيين جاءوا إلى الكنيسة الإنجيلية لمساعدة الأسر وتولى شباب حمل كبار السن الذين بدت عليهم علامات التعب والإرهاق.
توافد أهالى الإسماعيلية إلى الكنائس لتقديم الدعم العينى للأسر وتوجه أعضاء الأحزاب والجمعيات الأهلية ونواب البرلمان إلى الكنيسة الإنجيلية لتقديم الدعم لهم، واستقبلت الكنيسة أنواعا كثيرة من الأدوية والأغطية والملابس والأطعمة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك