أكد الدكتور سالم محمد شوحان، خبير التخطيط الاستراتيجي في قطاع المياه، والمتخصص في بناء القدرات لمواجهة الفقر المائي، أن المياة تدخل في كل نواحى التنمية الصناعية والتوسع الأفقي والزراعي والتعدين والصناعة بالإضافة إلى الإحتياجات المنزلية، مشيرًا إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، وأن مصر لا زالت لديها قصور شديد فى تقديم الوعي للمواطنين.
وأوضح فى تصريحات لـ"الشروق"، أن جميع مؤسسات الدولة تعمل على قدم وساق من أجل إحداث التوازن بين الموارد المائية المحدودة وبين الاحتياجات المائية المتصاعدة يوميا ن بهدف إيجاد حزمة من الحلول الاستراتيجية.
وأكد أن جميع الدول فى العالم لديهم استراتيجية واضحة فى ترتيب الموارد المائية حيث تضع الأولوية للاحتياجات الأساسية للمواطنين، تأتي بعدها احتياجات الصناعة، ثم والتعدين ومن الممكن أن تقوم الدولة باختصار الكمية المتاحة لهذه القطاعات من المياه ولكن يبقي قطاع الزراعة هو الأصعب على الإطلاق فأي مساس بالموارد المائية المتاحة في مصر والتي تقدر بحوالي 60 مليار في مصر والممتدة لأعوام من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على الدولة.
ونوه بأن لا تستطيع الدولة أن تقوم بتقليل مساحة الرقعة الزراعية أو الإكتفاء بزراعة الأراضي لموسم واحد فقط بدلًا من ثلاثة مواسم والتى بالكاد تكفي لاحتياجات المواطنين، وأنه من غير المقبول استخدام هذة الحلول.
وحول مدى تأثر مصر ببناء سد النهضة، أكد أن جميع أجهزة الدولة تتحرك بشكل واعي ومدروس بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية حتى لا يؤثر سد النهضة على الموارد المائية فى مصر، وذلك بالاتفاق مع دول المنبع، مشيرًا إلى أنه يوجد العديد من الحلول للتواصل إلى اتفاق مثالي يضمن عدم تأثر مصر من بناء هذا السد وهي الاتفاق على استمرار عملية البناء لمدة لا تقل عن 14 عاما، حتى نضمن عدم الوصول إلى وضع حرج وضمان عدم تأثر توليد الكهرباء بالسد العالي ومنسوب المياة والمخزون الإستراتيجي لدى مصر.
وأشار إلى أنه من المتوقع حدوث سلاسل متتابعة من الفيضانات العالية والفوق متوسطة والتى سوف تعوض أي انخفاض من الممكن ان يحدث عقب بناء السد.