في ليلة باكية هزت مدينة كفر الدوار بعد سماع خبر انفجار أتوبيس على الطريق الدولي، تابع لإحدى الشركات الخاصة ينقل العمال لمصنع في برج العرب بالإسكندرية، والعمال من شباب كفر الدوار والباحثين عن حياة كريمة، حيث أسفر الحادث عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 21 آخرين بحروق متفرقة بالجسم.
وانتقلت "الشروق" إلى القرى التي يوجد بها شهداء لقمة العيش ومنطقة المراكبية، حيث قال أحمد بشير ابن خال الشهيد سامح محروس بخيت إنه يعمل في الشركة منذ 7 سنوات ومتزوج وله طفلين وهم يوسف 5 سنوات وجناح 3 سنوات وهو وحيد على أخت فقط وكان مكافحا من أجل لقمة العيش.
وقال محمد الصافى صديق سامح إنه كان شابا ملتزما وطموحا وعلى خلق صاحب ظل خفيف ومرح وطيب القلب وكان وقع الخبر عندما بلغهم كالكارثة.
وعلى بعد 2 كيلو من منطقة المراكبية تم الانتقال إلى منطقة كفر الدوار البلد، والتي اتشحت بالسواد على فراق 3 من خيرة الشباب وهم محمد حمدى الشرقاوى، وطارق حسن زينيط، ومحمد صبحى وهم من قرية واحدة.
وقال مصطفى الشرقاوى شقيق محمد حمدى، إنه يعمل بنفس الشركة التى يعمل بها شقيقة المتوفى وإن الأتوبيس القادم بالوردية الثانية كان مفروض أن يأخذ الوردية الأولى وبعد تأخر الأتوبيس ووقعت الكارثة التي أنهت حياة أخيه.
وأوضح مصطفى أن شقيقه يعمل بالشركة منذ 4 شهور فقط وأنه كان خاطبا منذ 4 أيام فقط ولم يفرح بفرصة العمل ولا الخطوبة.
وقال محمد الهوارى ابن خالة الشهيد طارق حس زينيط انة يعمل بالشركة من سنتين ومتزوج ولو طفلين محمد 4 سنوات وسجدة سنتان، وأنه شقيقه أحمد مصاب بنفس الحادثة التي فزعت وهزت المنطقة بأكملها لوجود شباب كثيرين فى مصانع برج العرب الخاصة من أجل الحصول على حياة كريمة.
على بعد عدة شوارع كان هناك شهيد آخر وقال رضا عيس جارة أن محمد صبحى شاب وحيد على 4 أخوات بنات وهو أصغر ويعمل بالشركة منذ عام بعد أن كان يريد العمل بشركة الغزل من أبناء العاملين إلا أن قطاع الخصخصة أنهى على طموح الشباب.
وفى حالة بكاء شديد قال الحاج سعيد عبد الفتاح عم الشهيد محمد صبحى أنه كان طيب القلب وخلوق وكان ملتزم وكان مكافح فى العمل ويخرج من وردية الشركة للبحث عن عمل آخر للمساعدة مع والدها على الحياة.
وتنتظر مدينة كفر الدوار وصول جثامين للتشيع أبى مثواهم الأخير بمقابر العائلة.