سرطان الحنجرة.. السهم الذى يستهدف تفاحة آدم - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 10:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سرطان الحنجرة.. السهم الذى يستهدف تفاحة آدم


نشر في: السبت 25 مارس 2017 - 11:06 ص | آخر تحديث: السبت 25 مارس 2017 - 11:06 ص

الأحبال الصوتية وتران مرهفان مشدودان دائما. ينحدر كل منهما فى مقابل الآخر عبر صندوق الصوت أو ما نعرفه بالحنجرة. تتكون الحنجرة من تسعة غضاريف تربطها بعضها البعض مجموعة من الأربطة والعضلات الناعمة الصغيرة التى تتيح لها الانقباض والانبساط النسبى، الأمر الذى يدفع الهواء فى الشهيق والزفير للمرور بحرية داخل القصبة الهوائية أو خارجا منها محدثا موجة من التواتر بين الحبلين الصوتيين فيخرج الصوت الذى يتلقاه اللسان والأسنان والشفاة بالرعاية والتهذيب كل يضيف إليه أو يحذف منه بطريقته وعلى هواه. لكنه فى النهاية يخرج صوتك الذى يؤمن لك التواصل مع الحياة والأحياء من حولك. تسع حلقات من الغضاريف أشهرها تفاحة آدم فما الخطر الذى يمكن أن يستهدفها؟
يصيب سرطان الحنجرة الرجال بصورة أكبر من النساء فى نسبة قد تتعدى العشرة أضعاف وغالبا ما يحدث بعد سن الخمسين فى كليهما.
رغم أن نسبة الإصابة بسرطان الحنجرة قد لا تتعدى ٤٪ من مجموع أنواع السرطانات إلا أن تلك النسبة تزيد فى بلاد مازالت تسمح بالتدخين كالبلاد الأوروبية عامة وفرنسا على وجه الخصوص.

• أسباب سرطان الحنجرة:
حتى الآن يعد السبب المباشر لسرطان الحنجرة غير معلوم برغم أن التدخين يعد الآن علميا هو السبب الأول لسرطانات الرئة. ارتفاع نسبة سرطان الحنجرة قد يعد سببا قويا لاتهام التدخين دون مواربة لكن التدخين الآن أصبح آفة الرجل والمرأة، بينما ظلت النسبة فى إصابة الاثنين ثابتة لا تتغير.
لكن هناك عوامل لا تغيب يبدو دورها واضحا للتقديم لهجوم السرطان الشرس على حنجرة الإنسان ليسلبه صوته ويهدد حياته.
• التدخين: الإصابة بسرطان الحنجرة لدى المدخنين تتجاوز الثلاثين ضعفا لدى غير المدخنين الأمر الذى يشى بدور أكيد للتدخين فى الإصابة بسرطان الحنجرة خاصة إذا كان المدخن يلجأ للشراهة فى التدخين فيتعدى العشرين سيجارة يوميا.
يعمل التدخين بأكثر من طريقة على تحفيز عملية سرطنة الخلايا فى الحنجرة. يرفع دخان السجائر درجة الحرارة داخل الحنجرة إلى ما فوق الأربعين درجة الأمر الذى ينجم عنه حروق ميكروسكوبية دقيقة تمهد للتغييرات السرطانية التى قد تلى.
الغازات السامة الناتجة من حرق التبغ هى أخطر العوامل على جهاز الإنسان التنفسى والحنجرة: القطران وسيانيد الهيدروجين والبنزوبيرين والمتيانون لو أدرك الإنسان مدى سميتها وماذا تفعل بخلاياه لكفاه رعبا وأقلع عن التدخين منذ تلك اللحظة.
• التلوث: استنشاق الغازات السامة أحد أخطار الصناعة مثل ما يستخدم فيه مواد سامة مثل الأسباستوس لذا فالرقابة تبدأ باحتياطات الأمن الصناعى الذى يؤكد على ضرورة التعرض لمثل تلك المواد لفترات محددة لا تزيد وارتداء القناعات الواقية وتوافر تهوية كاملة ومناسبة للمكان. إذ إن سرطان الحنجرة أحد السرطانات المحتملة فى أوساط العمال والمناجم فتعرضهم لمثل تلك الظروف البيئية الخاصة يزيد احتمالات الإصابة مقارنة بمن لا يعيشونها.
• الكحوليات: المشروبات الكحولية بكل أنواعها خاصة إذا أضيف إليها حظر التدخين تضاعف احتمالات الإصابة بسرطان الحنجرة مرات.
• الفيروسات الحليمية: يسبب الفيروس الحليمى البشرى أوراما صغيرة حليمية تشبه ما يعرف بالسنط سرعان ما يدب فيها النشاط السرطانى ليحيلها إلى سرطانات شرسة. تأتى خطورة هذا الفيروس من أنه قد ينتقل من الأم لطفلها أثناء الولادة ليبقى كامنا فىالحنجرة إلى أن يستفيق يوما فينشط ليكون أورام حليمية قد تصيب الحنجرة ذاتها أو الأحبال الصوتية لتتحول فيما بعد لأورام سرطانية.
• أمراض نقص المناعة: انخفاض مناعة الإنسان عامة أو نتيجة الإصابة بأحد أمراض نقص المناعة مثل الإيدز تجعل من حنجرة الإنسان صيدا سهلا للنشاط السرطانى.
• ارتجاع المعدة فى المرىء: ارتجاع بعض من محتويات المعدة الحامضية للمرىء فيما يعرف بحرقة الفؤاد قد يمهد لنشوء السرطان فى المرىء وبالتالى الحنجرة إذ إن الغشاء المخاطى المبطن للمرىء يختلف عن ذلك الغشاء المخاطى للمعدة والقادر على احتمال درجات الحموضة العالية اللازمة لهضم الطعام فى المعدة.
ارتفاع نسبة الحامض فيما يرتد إلى المرىء يحدث ما يشبه الحروق فى الغشاء المخاطى المبطن للمرىء الأمر الذى يحفز بدء النشاط السرطانى.
• سواء استخدام الصوت وإجهاد الأحبال الصوتية خاصة لمن يعتمدون على صوتهم كالمغنيين. تنشأ لديهم بعض العقد الصغيرة على الأحبال الصوتية يجب التخلص منها بمجرد تشخيصها خوفا من تحولها إلى ما لا يحمد عقباه.

• أعراض سرطان الحنجرة
لا يعلن سرطان الحنجرة عن نفسه بسهولة، إلا إذا بدء فى الأحبال الصوتية الأمر الذى يتغير الصوت فيصبح أجشا أو تلازمه بحة واضحة تشى بعارض فى الأحبال الصوتية.
لكن بحة الصوت لا تعنى بالضرورة بداية نشاط سرطانى لذا يجب التأكد وإجراء كل الفحوصات الإكلينيكية اللازمة. قد تختلف الأعراض وفقا لنوع الإصابة وإن كانت تظهر كالتالى:
ــ سعال مستمر لا ينقطع الأمر الذى يثير قلق المصاب وقد يصحب السعال بعضا من البصاق المدمم.
ــ آلام فى الحلق والرقبة.
ــ بعض صعوبات فى البلع خاصة للأشياء الصلبة يليها صعوبة فى بلع السوائل الأمر الذى يقاس تطور الحالة إلى الأسوأ.
ــ صعوبات فى التنفس.

• تشخيص سرطان الحنجرة
تكرر أى عرض لفترة طويلة نسبية يستوجب سرعة استشارة الطبيب الذى غالبا ما سيلجأ لأى من الاختبارات التالية:
١ــ فحص الحنجرة باستخدام المنظار.
٢ــ التقنيات الحديثة فى التصوير كالأشعة المقطعية.
٣ــ عينة من نسيج الحنجرة كفحصها تحت الميكرسكوب.

• علاج سرطان الحنجرة
إلى عهد ليس ببعيد كان الحل الوحيد المتاح هو إزالة الحنجرة بالكامل جراحيا الأمر الذى كان كابوسا مزعجا للمريض وربما تسبب فى إحباط واكتئاب مدمر له إذ أن ذلك يحرمه تماما من صوت تعود على أن يتواصل به مع كل من حوله.
تطورت الآن أنواع العلاجات التى قد يلجأ إليها الأطباء للحفاظ على الأحبال الصوتية ما دام ذلك آمنا وممكنا مع إزالة الجزء المصاب من الحنجرة باستخدام أشعة الليزر أو تقنين التبريد أو كليهما معا عرضا عن استخدام العلاج بالأشعة العميقة والإشعاع. إنها فى النهاية ملابسات يحددها نوع السرطان ومدى الإصابة. وليس أدل على براعة العلم والعلماء وتطور الجراحات الدقيقة لسرطان الحنجرة من مثل إلا ممثل هوليوود المتألق مايكل دوجلاس الذى أصابه سرطان الحنجرة وخضع لعلاج جراحى عاد بعده ليعلن على العالم شفاءه الكامل منه وهو يتسلم جائزته عن أفضل ممثل فى الجزء الثانى من الفيلم الكلاسيكى الأشهر وول ستريت والذى لعب بطولته فى الجزء الأول منه فى أيام شبابه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك