فكرة بسيطة هزمت خط بارليف الشيطانى - بوابة الشروق
الأربعاء 30 أبريل 2025 1:50 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فكرة بسيطة هزمت خط بارليف الشيطانى

الشروق
نشر في: الخميس 25 أبريل 2013 - 2:42 م | آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2013 - 2:42 م

خط بارليف أقوى خط تحصين دفاعى فى التاريخ العسكرى الحديث، صممه الجنرال حاييم‏ ‏بارليف، رئيس ‏أركان‏ ‏جيش‏ ‏الدفاع‏ ‏الإسرائيلى ‏وقتها‏، على الضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقناة، فكَّر فى إنشائه ليفصل سيناء عن الجسد المصرى، ودفعت فيه الحكومة الاسرائيلية ملايين الدولارات من أجل أن ترى نظرة العجز واليأس فى عينى الجندى المصرى، ‏‏كان ‏‏ ‏ساترا ‏ترابيا يصل ارتفاعه إلى 7 أدوار، وعرضه أربعة أدوار.. ‏منحدر وملاصق‏ ‏لحافة‏ ‏القناة‏ ‏الشرقية‏ ‏بطولها من‏ ‏بورسعيد‏ ‏إلى ‏السويس،‏‏ مكونا أقوى مانع مائى فى التاريخ، لتحكم إسرائيل قبضتها على «نصر فاق كل أحلامها» بعد انتصارها على العرب فى 1967.

 

الساتر الترابى تكوّن من كثبان رملية طبيعية تكونت من بواقى حفر القنال التى ألقاها ديليسبس فى الصحراء شرق القنال، وما تخلف عن عمليات توسيع وتطهير قناة السويس، القيادة الاسرائيلية علَّت السد حتى 20 مترا، وعمقه يتراوح من 8 إلى 12 مترا، بزاوية ميل 80 درجة ليصعب تسلقه، فضلا عن تحصينه بكافه التجهيزات العسكرية، وحقول ألغام و«نابالم»، وتواجد نقاط قوية لديها اكتفاء ذاتى للإعاشة، ومهمتها القيام بالهجمة المضادة بالمدفعية والطيران فى حاله عبور الجيش المصرى.

 

ورغم ما أشيع وقتها بأن الساتر يحتاج إلى قنبلة ذرية لتدميره، فإن جنديا مصريا استطاع بفكرة علمية بسيطة ورخيصة أن يقهر الساتر الشيطانى، هذه الفكرة خطرت على ذهن اللواء المهندس باقى زكى يوسف، بسبب عمله بالسد العالى بأسوان كضابط منتدب فى عام 1964 وحتى 1967 حينما كانوا يستخدمون المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها فى أنابيب خاصة من خلال مضخات لاستغلال مخلوط الماء والرمال فى أعمال بناء جسم السد.

 

الفارق بين المهندس أركان حرب «باقى»، وباقى زملائه الضباط الذين انتهت أعمالهم المدنية فى السد العالى ــ صدر أمر عسكرى برجوع الضباط إلى المواقع بعد نكسه 1967 ــ أنه عمل فى غرب القنال كقائد لفرقة مركبات موقعها الدفاعى فى نطاق الجيش الثانى، وإيمانه الشديد بأنها معركة عقل مصرى ضد عقل إسرائيلى، يحكى قائلا: «كنت أرى الساتر الترابى وأتأمل أعمال التطوير الاسرائيلية، التى تواصلت لمدة أربع سنوات بتكلفة وصلت لملايين الدولارات، وأقول فى نفسى لو كان هذا الساتر فى اسوان لكنا دمرناه بتدفق المياه».

 

يضيف «حينما صدر إلينا فى مايو 1969 أوامر بالاستعداد للعبور فى أكتوبر من نفس العام، اجتمعنا مع القادة ليعرض كل قائد فرقة خطته فى العبور بأقل الخسائر، وكنت جالسا استمع إلى شرح اللواء طلعت مسلم وكان برتبة مقدم وقتها عن كيفية القضاء على الساتر الترابى باستخدام المتفجرات»، وعرض أن العملية ستستغرق من 12 إلى 15 ساعة، والخسائر البشرية ستصل إلى 20%،، وتابع «انزعجت من حجم الخسائر ورفعت يدى طالبا الكلمة، فرد على قائد الفرقة 19 اللواء سعد زغلول عبدالكريم متعجبا: إيه يا باقى أنت دورك فى الآخر لأن أنت بتاع مركبات وأنت هتشيل كل ده، فكان ردى انا عاوز أتكلم فى الساتر الترابى ده، ولما سمحوا لى بالكلمة قلت له إن الساتر ده أساسه رمال طبيعية وربنا سمح بالمشكلة وجعل تحتها الحل».

 

 قلت لهم الحل فى خرطوم المياه، ثم شرح فكرته قائلا: «سنحتاج إلى طلمبات مياه ماصة كابسة صغيرة تحملها الزوارق الخفيفة تمتص الماء من القنال وتكبسها، ومدفع مياه بعزم كبير وتصوب على الساتر تحرك الرمال وميل الساتر سيسمح بانهمار الرمال فى قاع القنال، ومع استمرار تدفق المياه ستفتح ثغرات فى الساتر بعمق وبالعرض المطلوب، وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلى عمق سيناء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك