مهندس ثغرة الساتر الترابي: خرطوم المياه هزم القنبلة الذرية فى حرب العبور - بوابة الشروق
الثلاثاء 29 أبريل 2025 8:58 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

اللواء مهندس باقى زكى يوسف يحكى لـ«الشروق» عن النصر العلمى فى استرداد أرض الفيروز..

مهندس ثغرة الساتر الترابي: خرطوم المياه هزم القنبلة الذرية فى حرب العبور

اللواء مهندس باقى زكى يوسف
اللواء مهندس باقى زكى يوسف
حوار - داليا العقاد:
نشر في: الخميس 25 أبريل 2013 - 2:46 م | آخر تحديث: الخميس 25 أبريل 2013 - 2:53 م

متفائل جدًا بأسماء القيادات المكلفة بملف سيناء وأؤكد لكم أنها ستتغير إلى الأفضل خلال 7 سنوات

300 تجربة وعشرات الدراسات تمت على الساتر قبل العبور بلا خسائر بشرية   

نصر أكتوبر كان صراع عقول .. والعلم منفذنا الوحيد الذى يمكن أن نعبر منه لحل معظم مشكلاتنا المستعصية

النصر بدأ من حرب الاستنزاف.. وشعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة أشعل حماس الجنود 

كنت شاهدًا على أعمال السد العالى العظيم.. والساتر الترابى انهار كما انهارت معنويات الجيش الإسرائيلى فى أولى ساعات الحرب


ولد فى سيناء طفلا.. وكان على استعداد أن يموت على أرضها فى حرب العبور فى شبابه.. أطلق عليه قائد فرقته «مهندس ثغرة العبور» و«مفتاح بوابة النصر»، إنه اللواء المهندس أركان حرب باقى زكى يوسف 81 عاما الذى حصل على نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى عن أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو فى حرب العبور بميدان القتال.. فى حواره مع «الشروق» أكد إيمانه الشديد بالعلم فى تحقيق النصر، معترفا بأنها معركة عقول وأن النصر العلمى سبق النصر العسكرى، وأن الاهتمام بالتكنولوجيا وأدوات العلم قادران على تحقيق عبور جديد لمصر فى السنوات المقبلة.

 

● ما شعورك الآن بعد مرور 39 عاما على حرب أكتوبر و31 سنة على تحرير سيناء، وقد كنت على استعداد أن تضحى بدمائك من أجل استرداد سيناء، مع ذلك فإن القيادات السياسية المتتابعة فشلت فى تنمية سيناء وضمها إلى مصر، ما الخلل هنا من وجهة نظرك؟

ــ اتفق معك نحن تأخرنا كثيرا فى مسألة تنمية سيناء وكان هذا لعدة أسباب منها أن الحروب التى خاضتها مصر كانت مكلفة جدا، والأوضاع الاقتصادية كانت صعبة جدا، وفى نفس الوقت أعداد السكان تتزايد بما ينعكس على زيادة الأعباء الاقتصادية على الدولة، وأؤكد أن الوضع سيتغير.

 

● وما تعليقك على الفراغ الأمنى الذى خلقته اتفاقية كامب ديفيد وأسفرت عن مقتل 16 جنديا مصريا مؤخرا؟

القوات المسلحة قادرة على المحافظة على أراضيها وكسر رجل كل من يحاول الاعتداء على حدودها، وسيناء وضعها صعب لأنه كان لدينا التزامات بعد الحرب، لكن بعد حادثة مقتل الجنود المصريين أرى أن الأمور تمضى فى سيناء بشكل سليم ولكن الأمر يحتاج صبر.

 

● هل يتطلب هذا تغيير اتفاقية كامب ديفيد فى رأيك؟

ــ يمكن أن نغير ما نريد لأن الأمن القومى خط أحمر، أنا متفائل جدا لأنى أعرف أسماء القيادات التى تم تكليفها بملف سيناء ومنهم رئيس جهاز تنمية سيناء، وأؤكد لكم أن سيناء سيحدث بها تغير كبير خلال 5 أو 7 سنوات.

 

● لديك رأى مختلف فى هزيمة 1967 ألا تعتقد أن القيادة السياسية فى ذلك الوقت تتحمله؟

ــ لا أحب أن أطلق عليها هزيمة وإنما كمين دولى، وأرى أنها مؤامرة من النظام الدولى وعلى رأسه أمريكا بسبب أننا تعدينا الخط الأحمر، بعد أن وصل المد الثورى للزعيم عبدالناصر فى دعمه لبعض الدول إلى اليمين، هما أرادوا أن يوقفوا المد الثورى، واعطوا إسرائيل معدات وتكنولوجيا متطورة لتوجيهها ضد مصر ولتعربد فى المنطقة، فاحتلت سيناء فى مصر، والجولان فى سوريا، الضفة الغربية، وزير الدفاع قال عنه إنه نصر فاق كل أحلامى، وكان يعمل على الحفاظ على هذا النصر بكل الوسائل ومن هذه الوسائل خط بارليف الذى بناه بالاعتماد على شركات دولية متخصصة، شعارنا ما أخذ بالحرب يجب أن يسترد بالحرب»، وكان عبدالناصر أول من قال ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فى إطار حشده للمعركة العسكرية، وانتصار أكتوبر بدأ مع حرب الاستنزاف وليس من 73.

 

● البعض ينسب نجاح حرب أكتوبر إلى الضربة الجوية، أو إلى القوة العسكرية للجندى المصرى وصبره وقوة إيمانه، هل ترى أن استخدام التكنولوجيا والأفكار العلمية البسيطة لمواجهة مشكلة الساتر الترابى كان لهما الفضل أيضا فى إنجاح هذه المعركة؟

ـ طبعا، لأن المعركة كانت عقلية فى الأساس بين مصر وإسرائيل، والساتر الترابى خير مثال على ذلك، فإذا كانت إسرائيل صممته بحيث لا يقهر، فإن الفكرة العلمية التى طرحتها لفتح الثغرة من أجل معركة العبور دليل على أهمية العلم باعتباره المنفذ الوحيد الذى يمكن أن نعبر منه لحل معظم مشكلاتنا مهما كانت مستعصية.

 

 لذلك سهرت على فكرتى أدرس جميع جوانبها، وقمت بإعداد تقرير فنى عن شكل ومواصفات مدافع المياه ومدى تناسبه مع حجم الطلمبات التى يمكن أن يحملها الجندى المقاتل، ونوع الرمال فضلا عن تأثير معامل انهيار الرمال والجاذبية الأرضية، واستطعت بفضل اطلاعى على مواصفات الطلمبات فى بناء السد التى وفرتها وزارة السد العالى وقتها فى أن أضع حسابات رياضية دقيقة اعتمدت عليها الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة بعد ذلك فى العبور، وأعتقد أن أهم جزء فى فكرتى أنها خضعت للدراسة والتجريب على كافة أنواع الأراضى.

 

● كنت شابا ومع ذلك استمع إليك القادة الكبار هل يعد هذا عاملا مهما للنصر أيضا؟

ــ كان سنى وقتها 35 عاما وسياسة الجيش المصرى أنه يهتم بكل الآراء وعدم إغفال رأى الشباب، وسأقص عليك موقفا حدث بينى وبين اللواء سعد زغلول عبدالكريم قائد الفرقة الذى عرضت عليه فكره فتح الثغرة، كنت قد طلبت تسجيلا رسميا من القوات المسلحة بأنى صاحب الفكرة، وقتها اتصل بى، وقال لي: أنا مضيت النهاردة على أشرف وثيقة، فشكرته قائلا: لولاك يا فندم ما كان حد سمع الفكرة وعرف اسمى، فرد على قائلا «انت اديتنا مفتاح بوابة النصر».

 

●كلمنى عن مهماتك القتالية أثناء حرب أكتوبر؟

ــ كنت مسئولا عن أعمال المحاور والمعابر والصيانة باعتبارى كنت قائد إدارة المركبات، قمنا بعمل صيانة كاملة للعربات ووزعنا نجدتنا بالكامل، وربطنا بين نقط النجدة بنقط صيانة واكتشاف الأعطال سريعا، الذى كان معدا من قبل فى المشروع التدريبى، وإدارة المركبات تعنى باختصار المحافظة على الصلاحية الفنية لمركبات القوات المسلحة.

 

● قال الفريق سعد الدين الشاذلى فى فى كتابه عن حرب أكتوبر عن جو الاحباطات بسبب وجود توقيتات متعددة أعلن عنها السادات لبدء المعركة بدأت فى سنة 70 ثم سنة 71 ثم 72 ماذا كان شعوركم فى الجيش فى هذا الوقت؟

ــ الرئيس الراحل أنور السادات كان ينفذ خطة خداع، واعتقد أنه كان حكيما فى اختيار التوقيت المناسب سواء ببدء أو حتى انهاء الحرب، وذلك فى ضوء الأموال والإمكانيات المتاحة، ولقد نجحنا فى الحرب لأننا خططنا وتدربنا ونفذنا وتحالفنا مع الاتحاد السوفييتى واستفدنا منهم فى إمدادات السلاح والذخيرة والمعدات، ورأينا النصر بأعيننا والهزيمة والرعب فى أعينهم فى أبشع صورة.

 

● بعض العسكريين انتقدوا توقيت طرد الخبراء السوفييت قبل حرب أكتوبر لتخوفهم من تأثير ذلك على عمليات القتال، ما رأيك بالتأكيد أنت تعاملت معهم؟

ــ نعم تعاملت معهم بالطرد وأعترف أنهم كانوا شديدى الخبرة واستفدنا منهم جدا فى ضور المهمات التى تم تكليفهم بها، كما كان لهم دور مهم فى نجاح حرب العبور، وهذا ليس جديد عليهم فقد سبق أن تعاملت معهم فى بناء السد العالى وأرى أن لهم أفضالا كثيرة فى اتمام هذا البناء العظيم، لقد استعنا بهم فى مقابل إسرائيل التى كانت أمريكا تتعامل معها على أنها ولاية أمريكية فى الشرق الأوسط، ومع ذلك أرى أن طردهم كان قرارا جيدا وإن كنت أتحفظ على ذكر أسباب تأييدى له.

 

● هل تعاملت مع الشاذلى خاصة أنه ذكر دورك المهم فى مذكراته.. وما رأيك فيه؟

ــ لا، لم أتعامل معه مباشرة، ولكنه كان قائدا محترما ونشيطا جدا مثل «الدينامو» وكان لا يهدأ، والانتصار فى أكتوبر بالنسبة له كان حياة أو موتا.

 

● ما رأيك فى السادات؟

ــ أحبه جدا لأنه أعاد إلينا كرامتنا، وقرار الحرب الذى اتخذه كان صائبا لأن الجنود المصريين كانوا سيظلون يشعرون بالعار طوال عمرهم فى حالة عدم اتخاذ هذا القرار الخطير، وأؤكد لكم أن العسكرى الذى حاربنا فى 1973 لن يستطيع محاربتنا مرة أخرى، لكن أولادهم سيحاربوننا ويجب أن نستعد لذلك، فلديهم عقيدة دينية قتالية تبدأ من النيل إلى الفرات، وعندهم قدرة التلاعب بالسياسة الدولية وتحريك كل القوى العالمية لمصلحتهم.

 

 ● كلمنى عن روح الجندى المصرى أثناء المعركة؟

ــ فى الجيش لا نتعامل على أننا منقسمون مسلم ومسيحى، ولا نتعامل معهم بالأسماء وإنما بما يقوم به من مهام، والجنود المصريون بفضل تماسكهم نجحوا فى تحقيق النصر واستطاعوا أن ينفذوا أكثر مما طُلب منهم لإيمانهم وحبهم الشديد لمصر.

 

● سأختم بالحديث عن ثورة الشباب فى 25 يناير، هل تعتقد أن الشباب قادرون على استكمال نصرهم وتغيير شكل مصر؟

ــ الشباب خرج ولم يكن يعلم أنها ثورة لكنه خرج وسعى من أجل التغيير، ولا يوجد نجاح من غير ثمن والشهداء كانوا الثمن الغالى، والله سبحانه وحده من نجح هذه الثورة، وجعل القوات المسلحة تساعد فى نجاحها، «واللى عملها هيكملها وهتكمل على أحسن وجه بطريقته هو مش بطريقتنا إحنا».

 

C.V

● تاريخ الميلاد: 23 يوليو 1931

 

● المؤهل: بكالوريوس هندسة ــ قسم ميكانيكا ــ جامعة عين شمس 1954.

 

● درجة الماجستير فى العلوم العسكرية «الأركان حرب من القوات المسلحة، درجة الزمالة كلية الحرب» العليا أكاديمية ناصر العسكرية العليا «الدورة الخاصة».

 

● الخبرات: ضابط مهندس فى القوات المسلحة خلال الفترة من عام 54 حتى 84، منها خمس سنوات فى رتبه لواء وأربع سنوات منتدبا فى بناء السد العالى. عمل رئيسا لفرع مركبات الجيش الثالث الميدانى من 72 حتى 74.

 

● مهندس استشارى فى مجال الهندسة الميكانيكية وعضو الهندسة الاستشارية الميكانيكية بنقابة المهندسين.

 

● فى القطاع المدنى كان مستشار وزير النقل بالدرجة الممتازة، رئيس مجلس إدارة شركة اتوبيس غرب الدلتا، رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة أتوبيس الوجه القبلى.

 

● حصل على نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى عن أعمال قتال استثنائية فى حرب أكتوبر، أنواط التدريب والبحوث الفنية من القوات المسلحة، وسام الجمهورية من الطبقة الثانية فى نهاية الخدمة بالقوات المسلحة فى 84.

 

فكرة بسيطة هزمت خط بارليف الشيطانى

 

 

«نيوتن» يحارب مع وحدات القتال المصرية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك