مواطنو جنوب السودان يبحثون عن زنابق المياه لتجنب الموت جوعا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مواطنو جنوب السودان يبحثون عن زنابق المياه لتجنب الموت جوعا

جنوب السودان - (د ب أ)
نشر في: الثلاثاء 25 أبريل 2017 - 12:41 م | آخر تحديث: الثلاثاء 25 أبريل 2017 - 12:41 م

يواجه مئة ألف شخص في جنوب السودان مجاعة وشيكة، وسط حرب أهلية تحتدم.

ويحقق الغذاء الذي تسقطه الطائرات بعض الارتياح، لكن في غياب اتفاق سلام يسمح بإمكانية وصول كل المساعدات الدولية، تضطر الكثير من الأسر لتناول أوراق الأشجار والجذور لتبقى على قيد الحياة.

وتخوض ماريا نياموكا يوميا في المياه الموحلة، التي تصل إلى فخذيها في مستنقعات النيل الأبيض، بحثًا عن زنابق المياه لإبقاء أسرتها على قيد الحياة.

وقالت ماريا، 28 عاما،وهي أم لثلاثة أبناء في ولاية الوحدة بجنوب السودان، وهي واحدة من المناطق الأسوأ تضررًا من المجاعة "دائما ما يشكو الأطفال من أنهم جوعى، لكن ليس لدي شيء أعطيه لهم".

وزنابق المياه وأوراق الأشجار الأخرى والجذور التي يبحث عنها المواطنون، كل ذلك غالبًا ما يفصل بين الحياة والموت، بالنسبة للمواطنين المحاصرين في الحرب الأهلية في البلاد، التي تستعر الآن منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وعادة ما تكون زنابق المياه، التي يطلق عليها اسم «ييل» في لغة قبيلة «النوير» المحلية مجففة ومطهوة، لكن يعطي الأباء للأطفال براعم خام لتجنب آلام الجوع.

وتتناول معظم الأسر الطعام في المساء؛ نظرًا لأن الأطفال لا يمكن أن يناموا، عندما يضطرون للذهاب للفراش وهم جوعى.

وأعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة في نهاية فبراير الماضي، وهي أول مجاعة يتم الاعتراف بها رسميًا في مختلف أنحاء العالم منذ عام 2011 .

ويحذر ستيفانو تيمبورين، مدير المساعدات الاجتماعية في جنوب السودان، بالأمم المتحدة "إذا لم يستجب المجتمع الدولي الآن، ستمتد المجاعة للكثير من المناطق في البلاد".

وطبقا للأمم المتحدة، فإن هناك حوالي مئة ألف شخص في جنوب السودان مهددون بشكل مباشر بالموت جوعا ومليون آخرون على شفا ذلك.

وأول الضحايا في الأغلب من الأطفال تحت خمس سنوات، حيث إن أجهزة المناعة لديهم ضعيفة.

ويعتمد إجمالي 5.5 مليون شخص على المعونات الغذائية.

وتنتشر في قرية جانيليل أكواخ من الطين، الممتدة على نطاق واسع في غير اتساق، بدون كهرباء ولا شبكة هواتف محمولة ولا طرق مرصوفة، وطبيب واحد فقط لسكان القرية البالغ عددهم 50 ألف نسمة والمنطقة المحيطة.

لكن حتى الأحياء المستقرة نسبيا مثل تلك لم يعد من الممكن الوصول إليها عن طريق البر بسبب القتال، لذلك يتم دعمها من خلال جسر جوي.

ويتم توفير الشحنات الصغيرة من قبل برنامج الغذاء العالمي، باستخدام مروحيات، بينما يتم إسقاط الشحنات الأكبر من خلال المظلات من طائرات النقل.

وتلك المساعدات الخارجية فقط تساعد في تجنب حدوث وفيات جماعية بسبب الجوع.

وتنتظر طوابير تمتد بشكل غير منظم من مختلف أنحاء المنطقة لساعات في درجة حرارة 40 درجة مئوية للحصول على حزم المساعدات الغذائية.

وتتألف الحصة الشهرية لشخص واحد من 900 ملليلتر من الزيت الصالح للأكل الغني بالفيتامين و15 كيلوجراما من حبوب الدخن المستخدمة في صنع الخبز و1.5 كيلوجرام من الفاصوليا أو العدس.

وفي مختلف أنحاء البلاد، يعاني آلاف الاطفال من سوء التغذية إلى حد أنهم لن يتمكنوا أبدًا من النمو بشكل كامل، مما يهدد جيلا ضائعا بأكمله في المستقبل.

والوضع أكثر خطورة في منطقتي ماينديت ولير الشماليتين في ولاية الوحدة حيث تم الإعلان عن مجاعة كاملة، لكن نظرًا لأن القوات الحكومية والمتمردين يقاتلون هناك بشكل نشط، فإن الجهات التي تقدم المساعدة لا تتمكن من الوصول بسهولة إلى المحتاجين.

وقال الطبيب الكيني، جيلداه موكيرا من اللجنة الدولية للإنقاذ: "ليست المشكلة فقط الجوع وحده، نتيجة للجوع، تضعف أجهزة المناعة للأشخاص وتحدث العديد من أشكال العدوى الأخرى".

وجنبا إلى جنب مع تقديم الإغاثة الفورية من الجوع، تحاول بعض منظمات الإغاثة أيضًا مساعدة السكان في إطعام أنفسهم مرة أخرى، وتساعد منظمة «ويلت هنجر هيلف» الألمانية غير الحكومية في بناء حدائق من الخضروات وتوزيع بذور المحاصيل.

لكن هناك دعما ماليا ضئيلا لمزيد من مشروعات المساعدات على المدى الطويل، طبقُا لـ«تيمبورين» من الأمم المتحدة.

وبينما البحث عن زنابق المياه هو الحل الأخير للكثيرين، فإن المستنقعات الواسعة للنيل مازالت تقدم أملا آخر.

وهناك سمك، لكن بالكاد لدى أي شخص شباك أو سنانير، لذلك وزعت الأمم المتحدة الآلاف من معدات الصيد في المناطق التي تجتاحها المجاعة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك