«السناتر» التعليمية «تُهمش» المدارس.. و«الحصة» الواحدة تصل لـ100 جنيه - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«السناتر» التعليمية «تُهمش» المدارس.. و«الحصة» الواحدة تصل لـ100 جنيه

تحقيق - زينب محمد:
نشر في: الأربعاء 25 أبريل 2018 - 12:09 م | آخر تحديث: الأربعاء 25 أبريل 2018 - 12:09 م

• معلم فيزياء: «العيب من أولياء الأمور اللي بيسيبوا الطلاب تتدلع وماتروحش المدرسة»
• ولي أمر: المدرسة ماهي إلا جهة لاستخراج الأوراق الرسمية والانتقال من مرحلة لأخرى
• طالبة: المدرسة تسمح لنا بالغياب ولا ترسل «إنذارات»
كم أصبح من السهل أن ينظر الطالب إلى المدرسة على أنها شيئًا يمكن الاستغناء عنه؛ حيث أصبحت هامشًا ثانويًا -إن لم تكن غير موجودة- في قائمة أولوياته.

والآن؛ تمتلئ الشوارع الرئيسية والجانبية بإعلانات تحتوي على عناوين وأرقام «سناتر تعليمية» للدروس الخصوصية، والتي كانت السبب الرئيسي في «تهميش» دور المدرسة في حياة الطلاب.

وفي جولة لـ«الشروق» بين «السناتر» المنتشرة في الأحياء، رصدنا حجم «الخراب» الذي ضرب في العملية التعليمية أو ميزانية الأسرة.

• الطالب مجبر على الذهاب لـ«السناتر» للتحصيل العلمي:

قالت سلمى المعداوي، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي، إن الطلاب في حاجة للدروس الخصوصية؛ بسبب عدم قدرة بعض أولياء الأمور على شرح المناهج التعليمية لأبنائهم من الطلاب، مضيفة أن بعض المدرسين لا يشرحوا في الفصول؛ حتى يجبروا الطلاب على الدروس الخصوصية.

وأضافت «المعداوي»، في حوار خاص لـ«الشروق»، أن طارق شوقي وزير التربية والتعليم يحاول السيطرة على تلك الظاهرة وتقنينها، ولكن المعلمون أصبح عملهم الأساسي داخل «السناتر» التعليمية، متابعة: «من حوالي 15 عاما كنا نحضر مراجعة ليلة الامتحان في مادة الفيزياء للثانوية العامة بـ20 جنيها، وحاليا يأخذ المدرسون 70 جنيها».

وتابعت «المعداوي»، أن المدرسين قاموا بإلغاء مجموعات التقوية داخل المدارس؛ حتى يكون البديل هو «السنتر»، مشيرة إلى وجود ظاهرة جديدة وهي إرسال الطلاب إلى «الريف»؛ بسبب «رُخص» أسعار الدروس الخصوصية.

• المدرسة جهة لاستخراج الأوراق.. و«السناتر» للتعلم:

أما محمد عبدالفتاح، ولي أمر، قال لـ«الشروق»، إن المدرسة ماهي إلا جهة لاستخراج الأوراق الرسمية والانتقال من مرحلة لأخرى، مشيرًا إلى أن السناتر التعليمية حلت محل المدارس.

وأضاف «عبدالفتاح»، أنه يخصص لابنته 3 آلاف جنيه شهريا للدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن ابنته في الصف الثاني الثانوي شعبة علمي رياضة، وتدفع في الحصة الواحدة 70 جنيها، وأيام المراجعة تصل إلى 100 جنيه للحصة، مضيفًا: «اللي مش قادر يدفع فلوس؛ مش هيعلم ولاده».

وأشار «عبدالفتاح»، إلى أن «إحنا في شهر أبريل لسه، والمفروض إن بنتي هتحجز دروس الصف الثالث الثانوي، وبعد ما كان الحجز بـ100 جنيه أصبح بـ400 جنيه للمادة الواحدة».

• أولياء الأمور السبب في انتشار «السناتر» التعليمية:

وعن انتشار «السناتر» التعليمية والدروس الخصوصية، قال أحمد سيد، معلم مادة الفيزياء، لـ«الشروق»، إن المدارس غير مؤهلة للطلاب؛ نتيجة عدم توافر مقاعد مريحة وعدم وجود تكييفات الهواء أو مراوح، بجانب نقص الكفاءة والتي تتوافر في السناتر التعليمية.

وأضاف معلم الفيزياء، أن أولياء الأمور مقصرون؛ حيث يسمحون للطلاب بالغياب من المدرسة، منوهًا بأن ذهاب الطلاب إلى المدارس؛ يجبر المدرسين على الشرح، وبالتالي يتخلى الطالب عن السنتر التعليمي ويعود الدور القيادي للمدارس، متابعا: «العيب من أولياء الأمور اللي بيسيبوا الطلبة تتدلع وماتروحش المدرسة».

وأشار معلم الفيزياء، إلى أن الرواتب لم تكن السبب في انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أنه حتى لو قامت وزارة التربية والتعليم برفع رواتب المعلمين؛ لن يتخلى المعلم عن إعطاء الدروس الخصوصية، موضحا: «بعض المدرسين يأخذون 20 ألف جنيه في الشهر من الدروس الخصوصية».

• «السنتر» التعليمي البديل الأمثل للمدرسة:

أما فريدة سعيد، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، قالت إنها نادرًا ماتذهب للمدرسة، وأرجعت السبب أن المدرسة تسمح لهم بالغياب ولا ترسل للطلاب أي إنذارات.

وأضافت الطالبة، لـ«الشروق»، «أنا باخد دروس في كل المواد لأن المدرسين في الفصل مش بيشرحوا كويس زي ما بيشرحوا في السنتر»، مشيرة إلى أن «الحصة باخدها بـ35 جنيها».

والتقطت مريم أحمد، طالبة بالصف الثالث الثانوي، أطراف الحديث موضحة، أنها لا تذهب للمدرسة حتى توفر وقتها وجهدها للمذاكرة، مضيفة أن السنتر بالنسبة لها «مدرستها الخاصة»، إذ إنها تقضي معظم الوقت فيه.

وتابعت مريم، لـ«الشروق»، أنها تدفع 50 جنيها في حصة المادة الواحدة، بجانب مصاريف الملازم والحصص الإضافية، متابعة: «باخد من بابا 2000 جنيه في الشهر للدروس».

• «السناتر» تعوض انخفاض الرواتب:

وفي سياق آخر، قال جورج موريس، معلم اللغة الإيطالية، لـ«الشروق»، إن المعلم اضطر إلى إعطاء الدروس الخصوصية بسبب «انخفاض الرواتب»، وحتى يكون قادر على مواكبة متطلبات الحياة اليومية.

وأضاف «موريس»، أن الطالب يلجأ للدروس الخصوصية حتى يُحَصِل المعلومة كاملة، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن يصبح السنتر التعليمي البديل الأمثل للمدرسة، متابعا: «في مدرسين بيقولوا للطلبة تعالوا السنتر ومحدش يروح المدرسة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك