خبير شئون إسرائيلية: حكومة «نتنياهو ــ ليبرمان» لا يمكن أن تنحاز لخيار السلام - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:41 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبير شئون إسرائيلية: حكومة «نتنياهو ــ ليبرمان» لا يمكن أن تنحاز لخيار السلام

نتنياهو
نتنياهو
كتبت ــ دينا عزت:
نشر في: الأربعاء 25 مايو 2016 - 9:52 م | آخر تحديث: الأربعاء 25 مايو 2016 - 9:53 م
- موسى: المجتمع الإسرائيلى يتجه بشدة نحو اليمين المتطرف

- حكومة بيجن التى لم تكن بتطرف الحكومة الحالية

- إسرائيل تشعر بأنها أقوى من أن تضطر لتقديم تنازلات لأى طرف.. ومستوى اليأس والحرمان فى غزة هو الرادع الوحيد لتل أبيب

«من المستحيل أن تذهب الحكومة الإسرائيلية الحالية للسلام، ومن غير المنطقى أن نقارن بين الحكومة الحالية فى إسرائيل وبين حكومة مناحم بيجين التى وقعت اتفاقية السلام مع مصر فى 1979»، هكذا علق حلمى موسى خبير الشئون الإسرائيلية واسع الاطلاع، والمعلق السياسى بصحيفة «السفير» اللبنانية، على محاولات اطلاق مفاوضات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

موسى الذى يتابع المشهد الإسرائيلى عن كثب، ويوالى اتصالاته بمصادره السياسية والدبلوماسية الرفيعة، قال لـ«الشروق» فى حديث عبر الهاتف أنه لا يمكن مقارنة حكومة «يترأسها بنيامين نتنياهو ويتولى حقيبة الدفاع فيها أفيجدور ليبرمان ــ والثانى متطرف بصورة تجعل الأول يبدو معتدلا ــ مع حكومة اليمين القومى الليبرالى التى كان بيجين يترأسها»، لافتا إلى أن اليمين القومى الذى مثله بيجين كان أكثر انفتاحا على العرب بكثير، ليس فقط من الكتلة السياسية الفاشية فى يمنيتها التى يعبر عنها نتنياهو وليبرمان، بل وحتى اكثر انفتاحا من حزب العمل الإسرائيلى «الذى لم يبق من يساريته المتفرضة سوى تراث ثقافى وليس مواقف سياسية»، والذى هدد بتعليق عضوية أحد أعضائه لأنه تجاسر على التحذير من أن الممارسات التى تنحو إليها الحكومة الإسرائيلية تستحضر الأفكار النازية التى عانى منها اليهود فى أوروبا فيما قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.

وأوضح موسى أن بيجين بكل ما عليه كان «جابوتنسكيا»، أى مقتنع بأفكار زئيف جابوتنسكى الذى كان الزعيم الروحى للحركة التثقيفية الصهيوينة الذى كان يؤيد الثنائية، بمعنى أن يكون الرئيس الإسرائيلى يهوديا على أن يكون رئيس الوزراء من عرب إسرائيل».

وأشار إلى أن بيجين أيضا هو من عين أول قاضٍ من عرب ١٩٤٨ فى المحكمة العليا الإسرائيلية، وذلك قبل أن ينال هذا المنصب أيا من اليهود الشرقيين.

وتابع «فى حالة نتنياهو وليبرمان نحن فقط لا نتحدث عن رجال سياسة فاشين، بل عن رجال جاءوا للمشهد من أطراف الحراك السياسى، أو كما أصفهم جاءوا بالغواصة من القاع ليطفو على السطح بصورة غير متوقعة، ولكنهم فى النهاية أصبحوا يمثلون التيار المركزى للسياسة الإسرائيلية الذى يمارس الفاشية، ليس فقط فى الخيارات السياسية ولكن على المستوى العقائدى فى ربط السياسة بالدين بصورة تجعل سياسيا مثل إيهود باراك نفسه يحذر من نزعات للممارسات النازية».

وأضاف موسى لـ«الشروق» أنه فى بلد يهيمن فيه تابعو نتنياهو وليبرمان وغيرهما من عتاه المتطرفين ليس فقط على الليكود ولكن على مراكز السياسة ومراكز المجتمع «الغارق فى الأفكار الاستيطانية» فلا يمكن تصور أن يحصل الحكم على دعم شعبى للذهاب إلى تسوية تمنح الفلسطينيين حقوقهم.

وبعيدا عما يردده دبلوماسيو إدارة الصراع العربى ــ الإسرائيلى من أن الحديث عن حل الدولتين أصبح محض تنظير، أخذا فى الاعتبار أن إسرائىل التهمت الجزء الأكبر من الأراضى الفلسطينية التى احتلتها بالقوة فى حرب 1967 وقامت ببناء مستوطنات غير شرعية عليها غير قابلة للإزالة بحسب تصريحات نتنياهو نفسه الذى يصر أنه سيستمر فى التوسع الاستيطانى تحت أى ظرف، فإن موسى يذكر أن نتياهو لا يؤمن فى الأصل بحل الدولتين، أما ليبرمان فهو يريد دولة إسرائيلية خالصة اليهودية، على أن يذهب الفلسطينيون إلى شبه دولة تكون دوما تحت السيطرة الإسرائيلية.

وتابع المحلل السياسى اللبنانى «كيف لنا إذن أن نتوقع من هؤلاء الوصول إلى اتفافية للسلام مع السلطة الفلسطينية التى تعانى من مشاكل عديدة، والتى هى ليست بحال مصر التى تفاوض معها بيجين فى السبعينيات من القرن الفائت».

وأضاف موسى أن هناك فى العالم العربى من يظن لسبب ما أن ليبرمان هو سياسى بلا تأييد داخل المجتمع الإسرائيلى، موضحا أن «هذا غير صحيح لأنه يمكن القول أن نحو نصف المجتمع الإسرائيلى تقريبا يؤيد ليبرمان وزيرا للدفاع، بينما أكثر من هؤلاء يؤيديون نتنياهو، وفى كل الأحوال فإن العنصرية التى نشهدها اليوم سواء فى الحكم الإسرائيلى أو المجتمع الإسرائيلى تتجاوز أى عنصرية رأيناها من قبل، لأن ما نحن بصدده الآن هى عنصرية يفتخر بها من يمارسها بلا تردد ولا مواربة».

وأشار موسى إلى أن جزءا كبيرا من هذه الحالة الفظة من العنصرية الإسرائيلية تتعلق بحال العالم العربى المنكفئ إجمالا على داخله لأسباب واضحة، والمجتمع الدولى الذى ليس اليوم فى الوضع الذى كان عليه الحال فى السبعينيات من القرن الماضى.

وقال إن «إسرائيل تعانى وبوضوح من الآثار الجانبية للإفراط فى القوة، فهى تشعر بأنها أقوى من أن تضطر لتقديم أى تنازلات لأى جهة ولأى سبب، كما أنها ترى وتعلم أنه لا يمكن لأحد الضغط عليها اللهم إلا فى بعض الأمور هنا وهناك، مثل المواقف الأوروبية الأكاديمية والثقافية».

وإسرائيل، كما يضيف موسى، لا تشعر بتهديد من أى من الجيوش العربية، وليس هناك ما يزعجها سوى بالأساس من قطاع غزة، الذى تسبب ارتفاع مستوى الحرمان واليأس فيه لأن يشعر أهله بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، ما يجعل القطاع بصورة ما مبعث لنوع من الردع لإسرائيل، موضحا «أكاد اقول الردع الوحيد، لأنه يمثل خطرا صاروخيا يصل لتل أبيب وربما أبعد من تل أبيب».

وذكر الخبير اللبنانى أنه ليس واثقا من أن إسرائيل تريد إنهاء حكم حماس لقطاع غزة حتى لو أرادت الذهاب بعيدا فى إضعفاف حماس، لأن هذا الحكم يمنح إسرائيل ميزة إضافية، وهى استمرار الانقسام الفلسطينى بين قطاع غزة والأجزاء الواقعة تحت السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية.

وأصر موسى على أن نتنياهو «سيقوم بالطبع بالتماهى مع ما قد يطرح من مبادرة مصرية تسمح له بالالتفاف على أى مبادرة تفرض مشاركة دولية فى أى تفاوض فلسطينى ــ إسرائيلى، ولكنه قد يتفاعل مع ما تطرحه القاهرة لأسباب تتعلق برغبته فى تطوير المشهد السياسى لعلاقته مع الدولة العربية الأهم: مصر».

وأشار إلى أن الطرح المصرى بالإسهام فى إعادة مسار التفاوض الفلسطينى ــ الإسرائيلى كان سابقا لتولى ليبرمان حقيبة الدفاع، وفى توقيت كانت فيه مشاورات ومفاوضات بين نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتزوج للدخول فى حكومة مشتركة، وهو ما لم يتم.

وفى كل الأحوال فإن موسى لا يعول كثيرا على ما قد يقوم به هرتزوج أو ما قد يقدمه من مساهمات، وذلك فى ضوء حرصه الواضح على عدم الإدلاء بأى تصريحات يمكن لها أن تترجم كدعم للحقوق العربية، سواء تلك المتعلقة بعرب الداخل والذين لم تعد أصواتهم تذهب لحزب العمل كما كان الحال عليه سابقا، أو للفلسطينيين بشكل عام، مضيفا «حزب العمل لم يعد يحصل اليوم على أكثر من 10% من أصوات عرب 1948، بالمقارنة بما كان يحصل عليه بأكثر من 60% سابقا».

وأضاف أن اختيار مصر أن تعلن أو لا تعلن عن موقفها من قيام نتنياهو بمنح ليبرمان حقيبة الدفاع عوضا عن ضم هرتزوج للحكومة هو أمر تقرره السلطات المصرية «ولكن بالتأكيد سيكون هناك تقييم للموقف بالقاهرة فى ضوء هذه التطورات فى الداخل الإسرائيلى، لتقرر مصر ما إذا كانت ستكون هناك فرص نجاح جدية لجهودها المحتملة».

فى الوقت نفسه، استبعد الخبير اللبنانى أن يتماهى نتنياهو مع المبادرة الفرنسية لأن موقفه الواضح والأساسى يقوم على التفاوض الثنائى المباشر مع السلطة الفلسطينية، بعيدا عن أى مشاركة دولية تطرحها مبادرة الرئيس الفرنسى الاشتراكى فرانسوا أولاند والتى تأتى، بحسب ما يضيف موسى، فى إطار رغبة فرنسا فى إبقاء نفسها لاعبا رئيسيا فى قضايا المنطقة، وأن تبقى صاحبة الموقف الريادى إزاء هذه القضايا فى أوروبا.

ويذكر موسى أن الطرح الخاص بالمبادرة جاء تاليا على تصريحات فرنسية رسمية تذهب إلى أن المضى بعيدا من قبل إسرائيل فى رفض كل جهد لتفاوض حقيقى من أجل السلام قد يدفع باريس لأن تذهب للاعتراف المنفرد بالدولة الفلسطينية، رغم أن إمكانية حدوث ذلك من عدمه تبقى أمرا غير واضح فى ضوء التفاعلات الداخلية لفرنسا.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك