يستعجل مسلمو مالى قدوم شهر رمضان، والذين يطلقون عليه «سلطان الشهور»، ويقضون الأيام الأخيرة من شهر شعبان فى الاستعداد لهذا الضيف الكريم، من خلال إعداد المساجد وتجهيزها لاستقبال أعداد مضاعفة من مواطنى تلك الدولة التى تبلغ نسبة مسلميها نحو 90% من تعداد السكان.
ويحكى طالب الدراسات العليا فى مجال تفسير علوم القرآن الكريم، محمد كيبى، الدارس فى الأزهر الشريف، والمقيم فى مدينة البعوث الإسلامية لـ«الشروق» عن مظاهر شهر رمضان فى جمهورية مالى، موضحا أن أول مظاهر الاستعداد للشهر الكريم «تتمثل فى تبادل الهدايا المتعلقة بالإفطار من سكر وتمر سواء للأقارب أو حتى للأغراب، وتستعد النساء بارتداء الحجاب، أما الرجال فيحرصون على الاهتمام بالمساجد من حيث تنظيفها وترتيبها وتعطيرها، من أواخر أيام شهر شعبان.
وعن الأجواء الرمضانية فى مالى، يقول كيبى: «يحرص الماليون على قراءة القرآن الكريم، وصلاة التراويح والتهجد وقيام الليل والوتر، وحضور مجالس تفسير آيات الذكر الحكيم، أما وسائل الإعلام، فتجد القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية مليئة بالمواعظ وتلاوة القرآن، وتتحول المساجد إلى ملاجئ للمشردين، ويقدم لهم إفطار مجانى يشبه موائد الرحمن يطلق عليه الماليون اسم أطباق المحسنين».
يتحدث كيبى عن الوجبات الشهيرة فى شهر رمضان فى جمهورية مالى: «السجاسجا وهي مكونة من الخضراوات، كما أن هناك السومبلاجى وتتكون من المكرونة والبصل والجرجير وتخلط مع الأرز، اما المشروبات فأشهرها البيكرا ويشبه الكوكاكولا ولكننا نصنعه بطريقة تقليدية».
ويضيف: «السحور فى مالى يعرف باسم سوجورى، ويعد الحليب والأطعمة المصنوعة منه مع إضافة الأرز، من الأطعمة التى لا غنى».