حكايات القصور.. الحلقة التاسعة: صدام الملك فاروق مع والدته وشقيقته - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة التاسعة: صدام الملك فاروق مع والدته وشقيقته

الملك فاروق
الملك فاروق
كتب- حسام شورى:
نشر في: الجمعة 25 مايو 2018 - 2:05 م | آخر تحديث: الجمعة 25 مايو 2018 - 2:05 م

عندما بلغ الملك فاروق أن شقيقته الأميرة فائقة عقد قرانها في أمريكا عام1950 على فؤاد صادق -كان ضابط تشريفات بقصر المنتزة بالاسكندرية- ولم تنتظر موافقته على هذا القران ظن أن هذا النبأ سيكون أسوأ ما يبلغه عن شقيقاته.

وبعد محاولات عدة لإبعاد الأميرة فائقة عن فؤاد صادق تزوجته بالفعل، ولم يفت وقت كثير حتى علم الملك أن شقيقته الأميرة فتحية ستتزوج من رياض غالي (كان أمينًا للمحفوظات بقنصلية مصر فى مارسيليا، وكلفته القنصلية بخدمة الملكة نازلي إبان زيارتها لمارسليا، وكان مسيحي الديانة) وأن أمه تحبذ هذا الزواج وترحب به وتحث ابنتها عليه فطار صواب الملك.

وكلف الملك مستشاره الصحفي كريم ثابت بزيارة مصطفى النحاس، رئيس الوزراء، ويقص عليه قصة رياض غالي بأكمالها وتاريخ علاقته بأمه وشقيقته فتحية من "ألفها" إلى "يائها".. وأن يؤكد له أن الملك لن يسلم بهذا الزواج مطلقا وأنه سيتوسل لكل وسيلة لإحباطه وإفساده، سوا أسلم رياض غالي أو لم يسلم لأن اختلاف الدين ليس الحائل الوحيد الذي يحل دون زواجهما في نظره.

وكلف الملك ثابت ليقنع النحاس بأن يأخذ على عاتقه مهمة معالجة هذه المشكلة؛ لتدرك الملكة نازلي أن الملك والوزارة متحديان موقفها من الزواج، وأن الحكومة متضامنة مع الملك وترى رأيه وتشاطره استهجانه واستنكاره.

وبعد أن قابل كريم ثابت النحاس ليخبره بما كلفه به الملك قال النحاس بعد سماع نصف الحكاية "كان الله في عون الملك، فإن مصائبه العائلية تدك الجبال"، وأخبره بأنه يؤيد موقف الملك وسيبذل ما في استطاعته لتحقيق رغبة الملك في عدم اتمام هذه الزيجة.

وفي لحظتها نهض إلى التليفون وطلب الاتصال بالملكة نازلي في "سان فرانسيسكو" بأمريكا، وبعدها تلقى الاتصال من الملكة، واستغرقت المكالمة نحو ربع ساعة، وكان النحاس ناعما ولطيفا في بدايتها فذكر جلالتها بصداقتهما، وما يكنه لها من تقدير واحترام، واستفسر عن صحتها وصحة الأميرتين فائقة وفتحية، ثم سألها عن حكاية زواج الأميرة فتحية، فأيدت له صحتها وأخبرته أن القران سيعقد بعد يومين، فقال لها إنه لم يصدق أنها وافقت عليه لاعتبارات لا تخفي فطنتها، فقالت إن رياض غالي قد أسلم، فقال لها إن هذا النوع من الإسلام غير مقبول، فضلا عن أن اختلاف الدين ليس العقبة الوحيدة، فقالت له إنها تؤثر سعادة ابنتها على جميع الاعتبارات.

فقال لها إن الزواج يسئ إلى مركز الأسرة المالكة بوجه عام وإلى الملك بوجه خاص، فردت عليه مكررة أن سعادة ابنتها هي التي تهمها في المقام الأول وانتهزت هذه الفرصة لتقول إن فاروق "لم يسأل عنها بل أهملها وقصر في حقها وحق شقيقاته".

وهنا اشتد النحاس في حديثه، وأخبرها أنه يحب أن يوضح لها أن الحكومة والشعب يؤيدان الملك في موقفه، فقالت إنها مقيمة على رأيها، ومصممة على قرارها، وبعد نقاش طويل أجابت إلى النحاس طلبه واوفقت على تأجيل القران ثلاثة أيام فقط "عشان خاطره" على أن يتصل بها مرة أخرى قبل انقضاء الأيام الثلاثة.

وجرى خلال هذه الأيام اتصالات تليفونية بين حسن يوسف رئيس الديوان الملكي بالنيابة، وكامل عبد الرحيم سفير مصر في واشنطن من جهة، وبين عبد الرحيم وقنصل مصر في سان فرانسيسكو والملك نازلي من جهة اخرى، وجرت مقابلات بين حسن يوسف وسفير أمريكا في مصر، وبين كامل عبد الرحيم وبعض كبار رجال وزارة الخارجية الأمريكية، وأحاديث تليفونية بين الأميرتين فوزية وفائزة وسان فرانسيسكو، واجتماعات مستمرة في الجناح الخاص للملك، وفي كل ليلة كان يذهب كريم ثابت إلى النحاس في منزله لتبادل الأخبار والمعلومات وتباحث مستجدات الموقف.

وبعد أن مرت الأيام الثلاثة فإذا جميع الجهود والمساعي التي بذلت هنا وهناك تبوء بالفشل التام، ونفذ النحاس وعد للملكة نازلي واتصل بها في مساء اليوم الثالث، فسألته هل أقنع فاروق بوجهة نظرها؟! فقال لا إنه كان ينتظر أن تكون هي التي اقتنعت بوجهة نظر الملك!

فردت عليه بأنها لم تقتنع بشيء، وأنها مصممة على المضي في طريقها، فقال لها عندئذ بجفاء إنه بوصفه صديقا لها ورئيسا للحكومة يأسف لموقفها أسفا شديد، وأنه في هذه الحالة سيضطر الملك إلى اتخاذ إجراءات صارمة نحوها ونحو الأميرتين، وأن الحكومة ستؤيده فيها والشعب كله من ورائها.

فلم تزداد الملكة إلا استمساكا بموقفها، وقالت إنها لا تعبأ بالإجراءات التي سيلجأ إليها فاروق!..وختم النحاس حديثه مع الملكة بتحية فاترة.

- المصدر: كريم ثابت، نهاية الملكية-عشر سنوات مع فاروق، دار الشروق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك