هنا خزاعة .. رائحة الموت - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هنا خزاعة .. رائحة الموت

القصف الاسرائيلى - أرشيفية
القصف الاسرائيلى - أرشيفية
الشروق
نشر في: الجمعة 25 يوليه 2014 - 11:40 ص | آخر تحديث: الجمعة 25 يوليه 2014 - 11:40 ص

• الاحتلال يحاصر ويقصف البلدة منذ الأربعاء ..واستغاثات من الداخل: أشلاء أطفال ونساء.. إنها محرقة

قبل 19 يوما كانت رائحة الورد الجورى، وأزهار القرنفل بألوانه المختلفة المتراصة على طول الأراضى الزارعية تفوح فى بلدة خزاعة قرب بمدينة خان يونس، جنوبى غزة، فتجعل من صباح مروة النجار، صباحا استثنائيا، يُوقظها بنشاط وفرح لإكمال يومها فى البلدة الريفية التى يقطنها 12 ألف نسمة

غير أن هذه الرائحة بدأت تتلاشى أمام ركام ودمار ما تّخلفه الحرب الإسرائيلية، فمنذ فجر الأربعاء الماضى، ورائحة الموت وحدها تنتشر فى المكان، كما تقول مروة (45 عاما) فى حديثها مع وكالة الأناضول.

صوت مروة، وهى أم لخمسة أطفال محاصرين داخل البلدة، يأتى باكيا مخنوقا عبر الهاتف: «إنهم (الإسرائيليون) يرتكبون مجزرة، أفظع من مجزرة الشجاعية (استشهد فيها 72 فلسطينيا الأحد الماضى).. حاصروا البلدة، وأخذوا يقصفون المنازل والأراضى بعشوائية، برا وجوا، هناك من العائلات من تمكن من الهرب، ولكن الكثير مثلى، ظل محاصرا». تبكى مروة كلما تذكرت أنها قد تتحول هى وأولادها فى أى لحظة إلى «رقم» يزيد من «عدّاد الدم» الذى لا يتوقف فى غزة.

«إنّها كالشجاعية، بل أشد قسوة».. يصرخ أنور أبوريدة (45 عاما)، وهو يروى عبر هاتفه المحمول ما يجرى بالبلدة. وأمام أصوات القصف المدفعى العشوائى والمكثف والغارات الجوية يختفى صوت أبوريدة، «الأقرب إلى النحيب».

قبل أن يستغيث: «أين العالم الحر؟ أين ضمير الإنسانية؟ الآن قد أموت، أقاربى وجيرانى كلهم تحت أنقاض البيوت، اعتقلوا عشرات الشباب، واقتادوهم إلى جهة مجهولة». ووفق لما يرويه سعد قديح، أحد الناجين من القصف، فإن قناصة جيش الاحتلال، الذين يعتلون أسطح المنازل «يطلقون النار على كل شىء متحرك».

قديح، الذى الذى يتلقى علاجه فى أحد المستشفيات، مضى قائلا: «من استطاع الهرب، فى الساعات الأولى من القصف، فقد نجا، الوضع الآن يبدو مأساويا.. هناك مجزرة، بل مذبحة.. قصفوا أمامى عددا من النساء والأطفال، وأحالوا أجسادهم إلى أشلاء».

ويصف إياد النجار، الذى تمكنت طواقم الدفاع المدنى من إنقاذه، ما يجرى فى خزاعة بـ«المحرقة.. الموت فى كل شارع، فى كل زقاق، ما من بيت إلا وقصف إما بالطائرات، أو بالقذائف، الأمر لا يمكن وصفه».

وبحسب الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، ووفق أشرف القدرة، فإن الطواقم الطبية عاجزة عن انتشال وإحصاء العدد الكلى للقتلى والجرحى، مضيفا: «هناك 30 قتيلا حتى اللحظة (أمس)، معظمهم من النساء والأطفال».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك