العتبة سهرانة حتى ليلة العيد.. زحام بلا شراء والتجار محبطون - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 2:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

العتبة سهرانة حتى ليلة العيد.. زحام بلا شراء والتجار محبطون

فوضى الباعة الجائلين فى شوارع الموسكى والعتبة قبل أيام من العيد <br/>تصوير - إبراهيم عزت
فوضى الباعة الجائلين فى شوارع الموسكى والعتبة قبل أيام من العيد
تصوير - إبراهيم عزت
كتب ــ هيثم خيرى:
نشر في: الجمعة 25 يوليه 2014 - 11:28 ص | آخر تحديث: الجمعة 25 يوليه 2014 - 11:28 ص

• أشهر مركز تجارى شعبى فى مصر يعانى الركود ..وتاجر: «جيوب الناس فاضية»

تعيش «العتبة» على إيقاع سريع للغاية هذه الأيام، قبل أيام من عيد الفطر، يصعب خلالها أن تجد موطئا لقدمك بين التجار والعمال والباعة المتجولين والزبائن القادمين إليها من كل حدب وصوب كل هؤلاء وغيرهم يتفقون على هدف ربما يكون واحدا وإن بتنويعات مختلفة، وهو شراء احتياجات العيد.

العتبة هى مركز مصر، هى نقطة الأصل للقاهرة، فمنها وإليها تقاس المسافات على الطرق السريعة من وإلى العاصمة، وفيها تصب جميع المحافظات أبناءها فى أكبر تجمع تجارى شعبى، ومركز التسوق الأكبر على الإطلاق فى المحروسة، لذا تبدو منطقة العتبة بطلا قائما بذاته قبيل العيد، قد يتوه فى ذاكرة المستهلكين أحيانا كثيرة، إلا أنه غالبا ما يقفز إلى الذهن قبل العيد لشراء «عدة» الكعك والبسكويت من الرويعى، أو الملابس من الموسكى، أو فرش الأسرة والأدوات المنزلية الجديدة من «حمام التلات»، وربما يقتضى الحال بعض التجديدات فى أثاث البيت وشراء سرير أو «أنتريه» أو حجرة أطفال جديدة من «المناصرة».

التقتت «الشروق» أطراف كلام كثير من الباعة، الذين أجمعوا على أن حالة كساد كبيرة تضرب العتبة فى مقتل، على جميع المستويات والسلع، والأسواق المنتشرة بالعتبة.

صحيح يبدو إيقاع العتبة سريعا، ملىء بالبشر والمشترين من كل الطوائف ولكل السلع، لكن الكساد يظهر أيضا فى حركة البيع والشراء. أكثر من 20 تاجر جملة وقطاعى ومتجولون وأصحاب محال التقتهم «الشروق» أفادوا بأن «الزبائن موجودون لكن مفيش شراء».

يسخر محمد عابد، بائع الملابس بالجملة فى قلب الميدان من عدم الإقبال على الشراء، وكغيره من التجار يتحدث فى السياسة وعن «السيسى» والأسئلة المفتوحة عن الاستقرار الأمنى، لكنه يؤكد فى نهاية جملته أن «جيوب الناس فاضية.. آه والله العظيم».

يعرف عابد الزبائن من دخولهم عليه إلى المحل، حيث اضطر هذا الموسم فقط لبيع البنطلونات الجينز والقمصان الرجالى بالقطاعى بدلا من الجملة، كما طلب منه صاحب المحل. يقول: «الأسرة الكاملة ممكن تيجى تشترى قميصا واحدا وتمشى، 4 أصحاب ييجو ياخدوا بنطلون بعد فصال بـ90 جنيه». يلمحهم عابد من هيئتهم كما يقول ونظرة عينهم على البضائع، ويعرف أنهم لن يشتروا شيئا.

إلى جواره محل آخر يبيع الملابس بالقطاعى، يخرج منه شاب مرتديا «فانلة داخلية» ويظهر من هيئته أنه لم يبع ولم يشتر، بمزيد من الملل يتحدث عن «الحال المائل» وأن البلد تعبان ومرهق اقتصاديا، ولم يعد لدى الأسر ما يدفعونه استعدادا للعيد، ويربط بين حالة الغلاء العامة فى العديد من السلع وارتفاع أجرة المواصلات والبنزين والسولار والسجائر وبين ما انتهت إليه حالة المحل الذى يعمل فيه، وأن «خلاص مبقاش فيه شغل.. شطبنا بدرى السنة دى».

يعمل محمود عوض الله منذ أكثر من سبع سنوات فى تجارة الملابس فى العتبة، وقبلها بسنوات كان يعمل فى شبرا الخيمة، ويرى أن حالة الكساد تلك لم تشهدها العتبة من قبل، وأن كل عام تسوء الأوضاع أكثر فأكثر.

سوق متخصصة

كل هذه الفوضى التى يشتهر بها ميدان العتبة والمناطق المجاورة له، لا تعنى أنه يفتقد إلى الترتيب والتخصص.. هذا ما يعرفه جيدا محمد سيد الركيب أحد أبناء المنطقة وبائع أجهزة صوتية فى العتبة منذ 40 عاما، يقول إن ما يحتاجه المواطن «من الإبرة للصاروخ» موجود فى العتبة، وبكثير من الترتيب، فلو أراد الزبون الملابس سيتجه للموسكى، ولو طلب الأغذية سيتجه للشوارع الخلفية من الموسكى، حيث محال البسطرمة والبيض والسمن وكل السلع الغذائية واللحوم، ولو طلب الأجهزة الصوتية سيلجأ لنا فى الموسكى، ولو طلب لعب الأطفال سيجدها هنا، وفى حمام التلات كل حاجة «العرسان» من الأدوات المنزلية والصوانى و«المواعين» وفرش المنزل وبعض ملابس الأطفال، وفى درب البرابرة سيجد كل مستلزمات الإضاءة والكهرباء من نجف ومصابيح وغيرها، وحتى لوازم «السبوع» من الشمع وعلب الحلويات والكروت التى تكتب للطفل فى مولده سيجدها فى الرويعى أيضا.

يظهر أن هذه الحالة العبثية مرتبة بشكل ما، حتى ولو بين أبناء العتبة أنفسهم، وبعد تدقيق من الزبائن سيجدون أن الوضع مرتب بالفعل، رغم كومات القمامة والكتل البشرية التى تمشى بغير رصيف تقريبا وأنت متجه من ميدان باب الشعرية ناحية الموسكى أو فى الميدان، حيث أصبحت كل الأرصفة بلا اسثناء مرتعا للباعة الجائلين.

هذا الترتيب الدقيق لم يأت من فراغ، فلكل عدة شوارع ومنطقة مشهورة فى العتبة تاريخ يعود إلى أسر وعائلات وتجار سكنوه قبل أكثر من 100 عام واشتهروا بنوع محدد من التجارة، فسوق درب البرابرة مثلا تخصص فى المناسبات السعيدة، والذى أنشئ قبل أكثر من 100 عام، وهناك روايات تاريخية غير مؤكدة تقول إن مجموعة من قبائل البربر سكنت هذا الحى قديما، وتاجرت فيه.

محمود يوسف أحد الباعة الجائلين بالمنطقة، يفرش النجف والأباجورات والكشافات فى الشارع قريبا من الرصيف أمام شوارع «الرويعى»، يتحدث بالتفصيل عن ترتيب الشارع: «الرصيف للناس تمشى عليه والمحال، ومش مسموح لنا نطلع نقعد عليه، إحنا بناكل عيش هنا»، مشيرا إلى الشارع الذى يسع صف سيارة واحدة، ويحيطه رجال المرور يتابعون حالة المرور والتعجيل بسير السيارات التى تقف فى صف الانتظار.

محمود شاب صغير لا يتمنى أن توفر الدولة لهم محال أو أكشاك بأى طريقة، لأن طبيعة عمله بيع خامات من الزجاج كما يقول. ويؤكد أنه تعرض لخسارة خمسة آلاف جنيه، حيث تكسرت كل السلع التى يبيعها الشهر الماضى فى «خناقة» بين البائعين تسببت فى خسائر كبيرة جدا لهم.

وفى حمام التلات، يتحدث الحاج سيد أحمد عبدالرحمن، وهو تاجر من منطقة سوهاج يعيش فى تلك المنطقة منذ أكثر من 30 عاما، عن حركة البيع والشراء، حيث تنشط فى مواسم محددة قبل الزواج، مثل العيدين وطوال الصيف ونهاية الشتاء.. يقول: «الزبائن.. زى ما أنت شايف.. من البنات اللى هايتجوزوا وأمهاتهم» لكن البيع والشراء هذا الموسم «مضروب خالص»، ويختلف عن المواسم السابقة فى أننا نبيع «حتت قليلة كل يوم.. صحيح فيه زبائن وستات وناس رايحة وجاية لكن مفيش بيع».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك