«لا يمكن قياس مدى قوة الاقتصاد بقياس معدل البطالة التقليدى بل لا بد من الاعتماد أيضا على مؤشر العمل الجيد»، تقول مؤسسة جالوب فى تقريرها الصادر فى النصف الأول من العام الحالى، مشيرة إلى أن العمل الجيد هو العمل بأجر لدوام كامل، أما العمل غير الجيد فهو العمل الذى يكفى للإعاشة فقط، ولا يستطيع النوع الثانى تقديم الكثير لإخراج الفقراء من دائرة فقرهم، كما أن قيمته المضافة للناتج الإجمالى ضعيفة جدا.
ويقيس مؤشر العمل الجيد عدد البالغين الموظفين بدوام كامل لدى الغير، أى أكثر من 30 ساعة إسبوعيا، ولا يتم احتساب عدد من يعمل لحسابه أو من يعمل لبضع الوقت أو بشكل موسمى.
وتقول جالوب إنه عن طريق بحثها الذى شمل 144 دولة حول العالم فإن هناك علاقة قوية بين توافر الوظائف الجيدة فى دولة، وقدرة هذه الدول على النمو، وتحسين نصيب الفرد من الناتج، وتقييم الأفراد لحياتهم، وتحسن الصحة العامة.
ووفقا لجالوب فمعدل الوظائف الجيدة «عدد العاملين بأجرلدوام كامل مقسوم على عدد السكان» مستقر على المستوى العالمى فى السنوات الأخيرة، وبلغت نسبتهم 26% عالميا فى الـ3 سنوات الأخيرة حتى نهاية 2014.

وتنخفض هذه النسبة لأقل من 10% فى الدول التى تعانى من سيطرة الاقتصاد غير الرسمى، وترتفع لأكثر من 50% فى الدول الغنية واقتصادات الرفاه ودول شرق أوروبا، حيث يعمل عدد كبير من المواطنين فى وظائف حكومية.
وتتراوح قيمة هذه النسبة بين 3% فى ليبيريا، أسوأ دول العالم وفقا للمؤشر، لتصل إلى 62% فى قطر، الأفضل عالميا.
ووفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد المشتغلين بأجر نقدى فى مصر بلغ 14.8 مليون شخص فى الربع الأول من 2015، ما نسبته 17% تقريبا من السكان، ما يعنى أن مصر ليست من أسوأ دول العالم فيما يخص توافر الوظائف الجيدة، ولكنها أقل من المتوسط العالمى.
وعالميا ترتفع هذه النسبة بين الرجال إلى 33%، مقارنة بـ19% فقط للنساء، وتزداد الفجوة النوعية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند، كما تعانى منطقتنا من ارتفاع معدل البطالة، حيث تبلغ 19% مقارنة بالمعدل العالمى البالغ 8%.