«الركين».. إمبرطوار الرصيف والساحة و«الإتاوات بالدراع» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الركين».. إمبرطوار الرصيف والساحة و«الإتاوات بالدراع»

سايس جراج تصوير احمد عبد الجواد
سايس جراج تصوير احمد عبد الجواد
مصطفى حمدى
نشر في: الخميس 25 أغسطس 2016 - 11:13 ص | آخر تحديث: الخميس 25 أغسطس 2016 - 11:21 ص

ركن السيارة بـ«تسعيرة جبرية» من 5 إلى 20 جنيها حسب مستوى المنطقة.. والأمن «شاهد شاف كل حاجة»
رئيس حى يتهم الشرطة بحماية «الركينة».. ويعترف بالتنسيق مع أغلبهم «لتنظيم الشوارع»
مواطنون: نضطر للدفع خوفا من تحطيم سياراتنا.. وصمت أجهزة الدولة وراء تفاقم الظاهرة
«ركين»: لسنا بلطجية ولا نجبر أحدا على دفع مبلغ بعينه.. والبعض يحصل على 400 جنيه فى اليوم من المناطق الراقية


انتشرت ظاهرة «الركين» الذى كان يطلق عليه سابقا «السايس» والتى تفاقمت على نحو غير مسبوق بعد أن عجزت الجراجات عن استيعاب العدد الهائل من السيارات.. ما اضطر عدد من أصحاب السيارات إلى ركن سياراتهم فى الشوارع.. ولا تخلو الشوارع خصوصا الرئيسية فى القاهرة والجيزة من وجود هذا الشخص الذى بمجرد أن تتوقف بسيارتك بجوار مصلحة أو هيئة أو مقر عملك تجده يتظاهر بمساعدتك فى ركن سيارتك ثم يطلب منك مبلغا ماليا، ويتفاوت المبلغ الذى يحصل عليه الركين حسب المستوى الاجماعى لسكان المنطقة إلا أنه فى الأغلب يتراوح ما بين 5 و20 جنيها وفى حال رفضك دفع «الإتاوة» يهددك بتحطيم سيارتك.. نسلط الضوء فى السطور التالية على هذه الظاهرة التى باتت تؤرق عددا كبيرا من المواطنين.


قررت «الشروق» خوض التجربة أمام عدد من المصالح والهيئات الحكومية بالقاهرة الجيزة، بدأت التجربة منذ السابعة صباحا وحتى الرابعة عصرا وتبين أن من يعملون بمهنة «الركين» ينتشرون بشكل كبير بجميع شوارع المهندسين، حيث يفرضون سيطرتهم على اماكن الانتظار الموازية للرصيف من خلال وضع أحجار كبيرة وإطارات سيارت، انتظارا منهم لوصول الموظفين أو المترددين على هذه المناطق، خصوصا فى محيط البنوك والشركات والمراكز التجارية والفنادق، كما ينتشرون بشكل كبير فى شوارع وميادين مناطق الدقى والعجوزة والزمالك ومدينة نصر ومصر الجديدة، وفى محيط الشوارع الموازية لوسط العاصمة وبجوار المبانى المهمة مثل نقابة المحامين ونقابة الصحفيين ودار القضاء العالى والبنوك والشركات والمؤسسات الكبرى.

 

  سايس جراج تصوير حسن راغب

 


يقول المهندس مصطفى السيد (50 عاما) إنه فوجئ أثناء التوقف بسيارته لإنهاء بعض الإجراءات بالشهر العقارى الملاصق لنقابة المحامين بوسط العاصمة بشخص يمسك بصفارة ويطلب منه 10 جنيهات، مشيرا إلى أنه عندما حاول الاستفسار منه عن صفته قال له «أنا مدير الشارع» وهدده بتحطيم سيارته إن لم يدفع، وأعرب عن أسفه لانتشار هذه الظاهرة فى مصر، مؤكدا أنه يعمل فى دولة خليجية منذ أكثر من 15 عاما ولم يصادفه هذا الموقف.
وأضاف المحاسب أشرف محمود (28 عاما): «ذهبت لأزور أحد أقاربى بمستشفى الشرطة بالعجوزة، وفوجئت بالسايس يطلب منى 10 جنيهات ووضع يده على الزجاج وقال لى الدفع قبل الركن واضطررت لإعطائه المبلغ خوفا من كسر الزجاج».
وتقول أمانى محمد «طبيبة»: «اتعرض يوميا لمواقف سخيفة أثناء ركن سيارتى لكن كان أكثر هذه المواقف سخافة أمام «مول» شهير بالتجمع الخامس، حيث ركنت سيارتى، واثناء نزولى وجدت السايس، فقلت له «انتوا دايما بتظهروا بعد الركن، فرد بطريقة سخيفة وخدش حياء ابنتى بلفظ خارج فقررت ألا أكون سلبية وتوجهت لأمن «المول» لمساعدتى فتجمع الناس وبدأوا يقولوا «خلاص يا مدام المسامح كريم ده غلبان ووقف 2 من الحرس بدل ما يساعدونى قعدوا يحاولوا يخلونى اسيبه وانا مصرة انى اعمل له محضر تحرش وتمكن السايس بمساعدة أمن «المول» وباقى زملائه من الهرب».

 

  اماكن حجز وركن السيارات -تصوير احمد عبد اللطيف

 

 

وأضافت: «أطالب الأجهزة التنفيذية ورؤساء الأحياء بضرورة التدخل لأن ركن السيارة أصبح الشغل الشاغل للمصريين فى حياتهم اليومية فى ظل إشغالات الطريق والزحام الشديد، إضافة إلى انتشار بلطجة من نوع جديد يمارسها «السايس» أو «الركين» الذى استولى على مساحات من الشارع لصالحه مبتكرا مهنة جديدة كل أدواتها صفارة وفوطة، ومكان «الركن» لمن يدفع».
من جانبه، يقول أحمد دعبس «موظف»: شركتى الجديدة بها شخص اسمه عم سيد يحصل على 10 جنيهات فى اليوم من كل صاحب سيارة، وعدد سيارات الموظفين نحو 100 سيارة وهو ما يعنى أن ما يحصل عليه فى الشهر يفوق مرتبى 6 أضعاف».
وطالب محمد مؤمن، موظف بأحد البنوك فى منطقة «جاردن سيتى» المسئولين بإيجاد حلول جذرية للمشكلة، مشيرا إلى أنه يعانى يوميا من عدم وجود مكان لركن سيارته ما يضطرره لدفع 10 جنيهات للركين، محذرا من انتشار الظاهرة فى المنطقة التى تضم عددا كبيرا من السفارات.

 

  اماكن حجز وركن السيارات -تصوير روجيه انيس

 

 


وقال جورج مدحت 44 عاما: «رفضت ذات مرة دفع 20 جنيها لأحد السياس وعندما عدت فى اليوم التالى، وجدت زجاج السيارة الأمامى مكسوروالباب محطم».
فى المقابل، قال محمد الشال «ركين» 53 عاما: «دخلت السجن أكثر من 6 مرات وقضيت 8 أعوام فى قضايا تنوعت بين السرقة وتجارة المخدرات وتبديد وخرجت فى 2011 بعد الثورة بـ3 أشهر، وعجبتنى فكرة العمل سايس أو «ركين» لأنها بدون مجهود وبمقابل كبير». مؤكدا أنه وزملاءه ليسوا بلطجية ولا يجبرون أى صاحب سيارة على دفع مبلغ بعينه، لكنهم يحصلون على ما يدفعه صاحب السيارة دون اعتراض، مشيرا إلى أن المبلغ الذى يحصل عليه مقابل حماية السيارة من اللصوص أو أن تتعرض لحادث وهى «مركونة»، لافتا إلى أن أى سيارة فى محيط منطقته مسئوليته حتى يتسلمها صاحبها.
وأوضح أن متوسط دخل الركين يوميا يبلغ 400 جنيه فى مناطق الكورنيش والمهندسين والدقى ومدينة نصر ومصر الجديدة، و250 جنيها فى المناطق الأقل.
على صعيد متصل، طالب اللواء مهندس سعيد خليل رئيس حى دار السلام أجهزة الدولة بضرورة زيادة عدد ساحات الانتظار على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن تلك الخطوة ستقضى بشكل شبه نهائى على ظاهرة البلطجية الذين ينتشرون بجميع شوارع مصر، كما أنها ستعود بالملايين على الدولة فى حال تقنينها علاوة على أنها ستكون بأسعار رمزية أقل من التى يفرضها السايس فى الشوارع وعلى الأرصفة.
وأضاف خليل لـ«الشروق» ردا على اتهام مسئولى الحى بتسهيل مهمة «السايس»: «لا يحق قانونا تأجير الشارع لأى شخص، لكن زيادة أعداد السيارات فى مصر ومحيط المؤسسات الحكومية والخاصة، جعلت الحى يتعاون مع معظم السياس لتنظيم الشارع مقابل تقاضى الحى مبالغ تتراوح بين 500 و1000 جنيه شهريا. «وأكد أنه فى احدى مناطق دار السلام يتقاضى السايس 20 جنيها من السيارة الواحدة، بمعنى أنه يجمع مالا يقل على 600 جنيه فى الشهر من السيارة الواحداة، مشيرا إلى أن تلك الساحة تضم مئات السيارات يوميا. وقال إن 90% من العاملين بمهنة الركن بلطجية، ويحميهم بعض المسئولين، مدللا على ذلك بانتشار تلك الظاهرة فى معظم الشوارع على مرأى ومسمع من دوريات الشرطة ولم يتدخل أحد. وحمل جمال خميس سكرتير عام حى جنوب الجيزة شرطة المرافق والمرور والمباحث مسئولية انتشار ظاهرة السايس، مطالبا بتعاون هذه الجهات من أجل القضاء عليها.

اقرا ايضا :

«السيارات المجهولة».. النعوش الطائرة

 

خبير مرورى: الانفلات الأمنى وراء ظهور «سايس الشارع».. ولا بد من تقنين وضعه



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك