ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، الصادرة اليوم الاثنين، أن تصويت الأكراد في استفتاء اليوم للإنفصال عن العراق يمثل في حقيقة الأمر خطوة تاريخية بالنسبة لهم بعد أن شهدوا صراعات طويلة ملطخة بالدماء من أجل تأسيس دولة تجمعهم بعد أن قسمت قوى الاستعمار المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى توزيع الأكراد في أنحاء العراق وتركيا وإيران وسوريا.
ونقلت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - عن زعماء أكراد قولهم: "إن التصويت بنعم على استفتاء انفصال كردستان العراق سيمنحهم تفويضًا قويا للتشاور بشأن إجراء انفصال سلمي مع بغداد خلال الأعوام المقبلة".
وأضافت إن الناخبين الأكراد بدأوا في صباح اليوم التصويت على انفصال إقليم كردستان بشمال العراق عن الحكومة المركزية ببغداد، وهو ما يعد نقطة التحول في مسعاهم لتحقيق حلمهم في تأسيس دولة مستقلة رغم ضغوط بغداد والمجتمع الدولي الذين حذروا جميعا من مغبة استمرار عملية الاقتراع.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة الانتخابات الكردية هندرين صالح: "إن صناديق الاقتراع ستغلق في الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، ومن المتوقع أن تعلن النتائج بعد 24 ساعة من وقت الإغلاق"، مشيرا إلى أن 3.9 مليون شخص مؤهلون للإدلاء بأصواتهم.
وتابعت الصحيفة: "إن الأكراد من مختلف الأطياف السياسية يؤيدون بشدة قرار الانفصال كما حثت الأحزاب السياسية هناك مناصريها على التصويت بنعم رغم تساؤل البعض عن توقيت الانتخاب وقلقهم بشأن التبعات المترتبة عليه".
كما نقلت الصحيفة عن صالح محمد محامٍ كردستاني متقاعد (73 عاما) قوله: "إن لدينا لغة خاصة بنا وتاريخا وجغرافية منفصلة، مع ذلك بقينا نعاني ولمدة تزيد عن المائة عام منذ ابرام اتفاقية سايكس بيكو وقد ترأستنا حكومات عراقية متعاقبة واشتعلت الحروب والثورات ، وبعد كل ثورة كانت تعقد المفاوضات وتبرم الاتفاقيات ولم يُنفذ منها شيء".
وأبرزت (وول ستريت جورنال) أنه على الرغم من حقيقة أن الاستفتاء لن ينجم عنه استقلال أوتوماتيكي إلا أن القوى الإقليمية والغربية بما فيها الولايات المتحدة ترى أن عملية التصويت على انفصال كردستان يمكن أن تعجل بنهاية العراق وتزعزع استقرار المنطقة وتقوض الحرب على تنظيم (داعش) الإرهابي.