اكتست مدينة الأقصر بالسواد وارتسم الحزن على الوجوه التى فارقتها البسمة فور علمهم بخبر استشهاد ابن المدينة الشهيد "محمد حجاج على محمود" وشهرته محمد حجاج زرزور، وتحولت الجنازة إلى جنازتين إثر وفاة شقيقة والده فوزية على التي كانت تعانى من متاعب فى القلب، على إثر صدمة خبر استشهاد ابن شقيقها فلفظت أنفاسها الأخيرة.
وبعينين تظرفان الدمع ووجه يكسوه الحزن، قال حجاج على محمود والد الشهيد، «إنه شعر باستشهاد ابنه وفلذة كبده محمد فور سماعه بالحادث الإرهابى، وقبل أن يخطره أحد باستشهاده، وقمت بالاتصال به ولم يرد علي بعد الإعلان عن الحادث، وكانت آخر ما وصلنا منه الشهادتين في رسالة بعث بها إلى شقيقته، قائلا: «كنا ننتظر إنهاء خدمته العسكرية لكى يخطب إحدى بنات المنطقة التى أحبها».
ويضيف محمد صلاح أحد أصدقاء الشهيد، «أن الشهيد له من أسرة بها 5 أشقاء وأم وأب، يعرف بطيب الخلق والكرم والرجولة بين أصدقائه وجيرانه، لافتا إلى أن عائلته كانت تستعد لزواجه بعد 6 أشهر، فور انتهاء خدمته العسكرية، وأن آخر رسالة أرسلها لشقيقته وكان نصها: «أنا نازل أخطب آخر الشهر .. لا إله إلا الله محمد رسول الله».
عائلة شهيد الأقصر "محمد حجاج على محمود" عرفت ببساطتها وجهاد أفرادها من أجل الحصول على لقمة عيش حلال وأنهم "أصحاب واجب" كما يطلق عليهم أهالي المدينة ويتمتعون بجيرة حسنة فى المنطقة.
والتف أهالى مناطق شرق السكة والصنايع وأبوالجود حول عائلة الشهيد وتجمع الآلاف منهم لتشييع جنازة شقيقة والد الشهيد ومواساة الأسرة ومواساة بعضهم البعض وسط هتافات تندد بالإرهاب .