نشر المهندس إبراهيم المعلم عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقتطفات من رسالة الأديب الراحل نجيب محفوظ بمناسبة ذكرى فوزه بجائزة نوبل في أكتوبر 1988، والتي ألقاها نيابة عنه الكاتب محمد سلماوي.
وتحدث محفوظ في الجزء الثاني المنشور من رسالته عن الحضارة الفرعونية، قائلا:" لعلكم تتساء لون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث كيف وجد من فراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص؟".
ووصف محفوظ عن هذا الحديث بأنه :" تساؤل في محله.. فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما يقاربها.يهلك منه أقوام في آسيا من الفيضانات، ويهلك آخرون في إفريقيا من المجاعة. وهناك في جنوب إفريقيا ملايين المواطنين قضي عليهم بالنبذ والحرمان من أيٍّ من حقوق الإنسان في عصر حقوق الإنسان وكأنهم غير معدودين من البشر. وفي الضفة وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، هبّوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائي وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به، فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة- رجالًا ونساءً وشبانًا وأطفالًا- تكسيرا للعظام وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبا في السجون والمعتقلات، ومن حولهم مائة وخمسون مليونا من العرب، يتابعون ما يحدث بغضب وأسى مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين في السلام الشامل العادل".
وأجاب نجيب عن تساؤل :"أجل كيف وجد الرجل القادم من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصا؟ ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم عطوف، وكما أنه يعايش السعداء فإنه لا يتخلى عن التعساء، ويهب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عما يجيش في صدره".
وفاز الأديب العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب، وأعلن عنها في 13 أكتوبر عام 1988، ليكون أول أديب عربي يحصل على الجائزة، عن روايات لغتها الأم هي "العربية".