مدير المؤسسة العامة للسينما بسوريا: عودة مهرجان دمشق بعد توقف 7 سنوات - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدير المؤسسة العامة للسينما بسوريا: عودة مهرجان دمشق بعد توقف 7 سنوات

حوار ــ إيناس عبدالله
نشر في: السبت 25 نوفمبر 2017 - 10:21 ص | آخر تحديث: السبت 25 نوفمبر 2017 - 10:21 ص
• النجوم الذين هربوا للخارج وقت الأزمة وساهموا بالتحريض لا مكان لهم بيننا
• نتبنى الفكر السليم حتى لو كان نقدًا.. وبابنا مفتوح لكل الأفكار البناءة
• مهرجانات العالم أغلقت أبوابها أمامنا.. والقاهرة كان لديها موقف منا ثم تغير

كشف مراد شاهين مدير المؤسسة العامة للسينما بسوريا ــ فى حواره مع «الشروق» ــ عن عودة الحياة لمهرجان دمشق السينمائى مرة أخرى العام المقبل، وذلك بعد توقف استمر نحو 7 أعوام.. مؤكدا أن هناك استعدادات تجرى على قدم وساق منذ هذه اللحظة لتقديم دورة ناجحة، مؤكدا أن هذا القرار يأتى فى ظل اهتمام سورى بالفن، خاصة السينما، فعلى الرغم من كل ما تمر به من حروب وأزمات ومشكلات لا تحصى داخلية وخارجية.. فإن السينما لم تتوقف لحظة، بل ومن اللافت للنظر زيادة إنتاج الأفلام السورية.. وحصدت هذه الأفلام الكثير من الجوائز، كان آخرها 4 جوائز فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول حوض البحر الأبيض المتوسط.. وتشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته المقبلة بفيلمين.

وتحدث مراد شاهين مدير المؤسسة العامة للسينما بسوريا عن حالة الانتعاشة التى تعيشها السينما السورية، وعن القوائم السوداء للفنانين الهاربين من سوريا وكيفية تصوير الأفلام فى هذه الأجواء المشتعلة.

• ألا ترى أنه أمر غريب أن يزيد حجم الإنتاج السينمائى ببلدكم فى ظل الأزمة التى تعانى منها سوريا؟

ــ ليس امرا غريبا، ولكنه نابع من الوعى الكبير للحكومة السورية بضرورة استمرار السينما وأن يكون عطاؤها أكثر، فهى ذاكرة الوطن، وقادرة على توثيق هذه المرحلة، والدفاع عن الهوية الفكرية أمام هذه الحرب، فكان القرار بضرورة زيادة حجم الإنتاج لتحقيق هذه الأهداف، فقبل الأزمة كنا ننتج ما بين فيلم واحد وفيلمين خلال العام، أما الآن فننتج نحو 5 أفلام طويلة سنويا، وتقريبا 30 فيلما قصيرا فى إطار دعم الشباب، و10 أفلام قصيرة للمحترفين.

• وكم تبلغ الميزانية التى تم توفيرها لكم من قبل الدولة لإنتاج هذا الكم؟

ــ الحقيقة أن المؤسسة تتنج أفلاما بميزانيات متواضعة للغاية، ولا أريد الإعلان عن رقم بعينه، ولكن أؤكد أن أكبر فيلم ننتجه تقل ميزانيته عن أى فيلم متواضع يتم إنتاجه بالدول المجاورة، سواء لبنان أو الأردن أو مصر.. ولكن ما يدفعنا للعمل هو إيماننا بما نفعله، فنحن نقدم مشروعات سينمائية يؤمن بها أصحابها وبرسالتها وبهدفها، وبالطبع نحن نطمح لميزانيات أكبر، لكن قلة الميزانية لن توقفنا عن العمل وعن تحقيق ما نسعى اليه.

• اهتمام الدولة بالسينما بهذا الشكل وزيادة إنتاجها.. هل يعنى أننا أمام سينما موجهة تروج لوجهة نظر النظام السورى خاصة أنكم مؤسسة حكومية فى النهاية؟

ــ لا شك أننا مؤسسة حكومية، ونقدم سينما موجهة ومرتبطة بالإنسان السورى وتحافظ على هويته وتاريخه ومستقبله، وتتبنى تقديم الفكر السليم سواء كان متفقا مع وجهة نظر الدولة أو كان نقديا، فلقد أنتجت المؤسسة أفلاما تحمل وجهة نظر مختلفة وحادة جدا فيما يحدث مثل فيلم «العاشق» للمخرج عبداللطيف عبدالحميد، وفيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» لمحمد عبدالعزيز، فنحن لا نفرض على أحد فكرا أو طريقا.

• أليس لديكم جهاز رقابى ومحرمات ومنها الثالوث المحرم الجنس والدين والسياسة، ومقص الرقيب الذى يقص كيفما يشاء؟

ــ لدينا بالطبع جهاز رقابى يجيز النص قبل تنفيذه، ثم يجيز نسخة العرض بعد التنفيذ، ولدينا محرمات بالطبع ولكن السياسة ليست واحدة، فالمحرمات لدينا خاصة بالدين والجنس، لكن فيما عدا ذلك فكل الأفكار متاحة، فالهم واحد وان اختلفت وجهات النظر.

• وماذا عن القوائم السوداء للفنانين المحسوبين على المعارضة ولهم موقف مضاد للنظام.. هل وارد التعاون معهم فى أفلامكم؟

ــ ليس لدينا قوائم سوداء على الإطلاق.. ولكن بطبيعة الحال هناك موقف ضد بعض الفنانين الذين هربوا من سوريا وقت الأزمة وقاموا بالإساءة لسوريا وساهموا وشاركوا فى التحريض ضد الشعب فهؤلاء ليس لهم مكان بيننا، وإذا وافقنا على التعاون معهم لن يقبلهم الشعب السورى وسيرفض وجودهم فورا.. أما الذين خرجوا وقت الأزمة ولم يسيئوا لسوريا ولا للشعب السورى ولم يكونوا شركاء فى التحريض فمرحبا بهم.

• لماذا يقتصر الإنتاج السينمائى لديكم على الإنتاج الحكومى فقط؟

ــ هناك حالات فردية للإنتاج الخاض، لكن بشكل عام الإنتاج قائم على مؤسسة السينما، وذلك لأن المنتج الخاص يسعى للربح وهو أمر يصعب فى هذا الوقت خاصة بعد أن تعرض كثير من دور العرض للتدمير، فدمشق يوجد بها 5 شاشات عرض وهناك دار عرض وحيدة باللاذقية و3 فى حمص، ومع ذلك فالشعب السورى لا يزال محبا للسينما ويذهب لمشاهدة الأفلام العربية والعالمية وحينما يكون هناك فيلم سورى يحظى بإقبال شديد.

• صرح أكثر من مخرج سورى بأن الأفلام يتم تصويرها فى الأماكن الحقيقية للأحداث التى يرويها الفيلم فكيف توفرون الأمان والحماية لفرق العمل؟

ــ دور مؤسسة السينما يبدأ من لحظة اختيار النص حتى انتهاء النسخة وتكون جاهزة للعرض ويتخلل ذلك توفير كل سبل الأمن والأمان وراحة فريق العمل، وقبل أى تصوير تكون هناك استشارات أمنية مع أصحاب القرار، وإطلاعهم على مواقع التصوير، وتكون هناك دوريات أمنية، بشكل متواصل ومكثف، والحمد لله لم نتعرض لأى عمليات قصف ولكن ما حدث أنه فى أحد الأفلام كنا نصور فى منطقة حامية، خطيرة جدا، وفى اليوم التالى سقط صاروخ فى مكان التصوير، بعد أن نمى لعلم الإرهابيين، أن هناك فريق عمل يصور أحد الأفلام فجاءوا للنيل منهم، لكن الحمد لله لم يكن هناك تصوير فى هذا اليوم.

• فى بداية الأزمة رفضت المهرجانات الكبرى مشاركتكم بمسابقاتها.. فهل الأمر لا يزال مستمرا؟

ــ للأسف لا يزال مستمرا.. فلقد عانينا من حصار كبير فى بداية الحرب، فكانت كل الدول تقريبا بما فيها مصر، تفرض حصارا على الفيلم السورى.. فمع بداية الأزمة كنا بصدد المشاركة فى مهرجان القاهرة السينمائى بفيلمين.. ولكن تعرضت إدارة المهرجان لضغوط شديدة، وتم رفع الأفلام بحجة أنها إنتاج حكومى على الرغم من أن أحد الفيلمين كان «العاشق» وكما ذكرت فهو فيلم يحمل وجهة نظر جريئة جدا ولكن تم رفضه دون حتى مشاهدته استجابة للضغوط.. وواجهنا مشكلات عديدة فى التواجد فى المهرجانات الكبرى ايضا.

• لكن هناك مشاركة سوريا فى مسابقات القاهرة السينمائى فى دورته القادمة؟

ــ نعم هذا صحيح، فنحن نشارك بفيلمين فى الدورة المقبلة، فمنذ عام 2014 حدثت انفراجة، وذلك بعد أن بدأت الحقائق تظهر للشعب العربى كله وجزء من المجتمع الأوروبى وبدأ تدريجيا فك الحصار، ففتح مهرجان القاهرة السينمائى بابه لنا... وشاركنا فى مهرجان الإسكندرية على مدى الدورات الأربع الماضية وكذلك فى الجزائر وقرطاج.. ويقوم بعض المخرجين السوريين بعرض أفلامهم فى الخارج، ومنهم المخرج باسل الخطيب الذى عرض فيلمه الأخير «الأب» بأستراليا وحقق ردود أفعال رائعة وشعر الجمهور الأسترالى هناك بأنهم يتعرضون لخداع من وسائل إعلامهم وتضليل فيما يتعلق بما يحدث فى سوريا... لكن للأسف لا تزال المهرجانات الكبرى تقاطعنا والعام المقبل سنحاول مع ميونخ بالمانيا وسويسرا.

• وما سر حرصكم على الوجود فى هذه المهرجانات؟

ــ نحرص على ذلك لأن السينما قادرة على توصيل الرسالة وتوضيح الحقائق بشكل أكبر مما قد يفعله الدبلوماسيون.. فالسينما تخاطب عقول ومشاعر الجمهور بلا خطابة ولا أرقام، هى تشرح ما يحدث بشكل يصل على الفور للناس، ونحن نسعى جاهدين لتوضيح حقيقة ما يحدث بسوريا للشعوب الأوروبية، وما حدث من تجاوب رائع مع الشعب الأسترالى يؤكد أن نظريتنا فى محلها... فعلى الرغم من الممانعة السياسية لكن الشعوب تريد الاطلاع على حقيقة الأمور وما يتعلق بالسياسة نتركه للسياسيين.

• ماذا عن خطة المؤسسة العام المقبل؟

ــ خطتنا المقبلة تحمل مفاجأة تجمع بين المخرج باسل الخطيب ودريد لحام من خلال فيلم ينتمى للكوميديا السوداء وفيه نتعرض لما يحدث فى سوريا ولكن بشكل مختلف تماما، فالكوميديا هنا ليست مطلقة فنحن فى وقت لا يناسب الكوميديا لكن نقدم عملا تحت عنوان شر البلية ما يضحك. كما نستعد لعودة مهرجان دمشق السينمائى مرة أخرى فى شهر نوفمبر 2018، ونسعى لعمل خطة متكاملة حتى نعيد النجاح لذا المهرجان الذى يحظى بمكانة خاصة لدى الفنانين فى المنطقة العربية وخارجها.

• هل ترى أن المهرجان سوف يحظى بإقبال من الضيوف فى ظل التوتر الأمنى الذى تشهده البلاد؟

ــ إذا كنا قررنا عودة هذا الحدث السينمائى الكبير، فهذا القرار قائم ــ بالضرورة ــ على ضمان توفير كل سبل الأمن والأمان والحماية لضيوفنا، حتى يشعروا بالأمن والاستقرار ويستمتعوا بدورة قوية ومحترمة تليق باسم المهرجان.. وفى الأعوام الأخيرة حرصنا على عمل زيارات لفنانين لسوريا وحضرت لدمشق وفود فنية من مصر استمتعوا بسوريا وبأجوائها وشرفنا بهم، فسوريا قادرة على حماية ضيوفها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك