الباعة: مشروع البواكى «وهمى».. وافتراش الشوارع أفضل من تشردنا

عادت ظاهرة انتشار الباعة الجائلين وافتراشهم للشوارع إلى العديد من ميادين الإسكندرية، وذلك بعد حملات الإزالة التى شنتها الأجهزة الأمنية والتنفيذية خلال الأشهر الماضية والتى اختفى بعدها الباعة من الميادين الرئيسية لفترة حتى عادوا بشكل تدريجى وعادت الميادين كما كانت عليها.

وبالرغم من استمرار حملات الإزالة من حين لآخر إلى أن الوضع عاد كما كان عليه من قبل أشبه بلعبة «القط والفأر» بين الطرفين، حيث يحاول الباعة الجائلون الهرولة بالجرى هربا من قوات المرافق والأمن عند نزولهم للميادين، وعلى الرغم من مساعى المحافظة ووعودها بتوفير أماكن بديلة «باكيات» إلا أن تلك الوعود لم تنفذ على النحو الذى تم الإعلان عنه مما سبب استمرار المشكلة.

قال أسامة أبوطالب، رئيس اللجنة النقابية المستقلة للباعة الجائلين بالإسكندرية إن المحافظة كانت قد قامت بالفعل بإنشاء عدد من الباكيات بأماكن مختلفة فى عهد اللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية السابق، وذلك تنفيذا للقرار رقم 8658 لعام 2014 بشأن توفير أماكن بديلة للباعة طبقا للاستكمال المشروع القومى لتطوير العشوائيات وجعل المدينة فى مظهر حضارى لائق، مضيفا أن تلك الوعود لم تنفذ كما تم الاتفاق عليها وعادت المشكلة تتفاقم أصبحت أموال الجمعيات المنفذة للمشروع مهددة بالضياع.

وأضاف أبوطالب أن المشروع كان من المقرر له إنشاء 6 آلاف باكية توزع على 6 مناطق بالمحافظة، وتم تسليم عدد منها بالفعل ومنها بسوق المعهد الدينى والساعة ومحطة مصر والموقف الجديد، إلا أن الباقى لم يكتمل وهجرها الباعة لعدة أسباب، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب إلى هانى المسيرى محافظ الإسكندرية لاستكمال المرحلة الثانية من المشروع وهى تكليف رؤساء الأحياء بالتعاقد مع النقابة بالأماكن التى يتم التصديق عليها، وتحديد لجنة التسعير لسعر الباكيات.

وأبدى عدد من المواطنين استياءهم من عودة انتشار الباعة الجائلين بالميادين، حيث قال أهالى منطقة محطة مصر إن الباعة يسيطرون على الميدان الرئيسى ودائما ما تحدث اشتباكات لفظية وتتطور أحيانا لاستخدام الأسلحة البيضاء بينهم وبين المواطنين لما يسببونه من مشاكل واستخدامهم للأرصفة، مؤكدين أن هذه الأزمة لن تنتهى فى ظل غياب المسئولين بالمحافظة عن إيجاد أماكن بديلة للباعة، مشيرين إلى أن تواجد هؤلاء الباعة فى الشوارع والميادين يؤدى إلى التكدس المرور بالمنطقة.

فيما اعترض الباعة الجائلون على اتهامهم بالتسبب فى الأزمة وقال على عاشور أحد الباعة بمنطقة محطة مصر «لسنا بلطجية ولكننا نحمى أسرنا من التشرد.. ومشروع الباكيات وهمى»، مضيفا أن المحافظة لم تف بعهدها معهم فى تسكينهم بوضع يحميهم من التشرد، مشيرا إلى أن الباكيات بنيت فى أماكن بعيده عن أماكنهم وبطريقة غير منظمة وواجهوا فيها مشاكل خاصة بالتصاريح وقيمة الإيجار ووجود المرافق، ولم يلتفت المسئولون إلى شكواهم، وبالتالى هجروها من أجل الرزق.

وكذلك قال الحاج رفعت شوشه أحد الباعة بمنطقة المنشية أن المشكلة ستظل قائمة حتى يتم بناء الباكيات فى أماكن تناسب الباعة وبوضع مريح يضمن لهم استمرار عملهم، وتسليمها للجميع دون تمييز، مشيرا إلى أن المهدى كان قد توصل فى اجتماعاته مع الباعة الجائلين إلى تفاوض على أن يتم إخلاء الميادين من واستبدالها بالباكيات التى سيتم تنفيذها بأموال الجمعيات واللجان النقابية المستقلة الخاصة بالباعة الجائلين، ولم يتم ضخ أموال من الحكومة فيها، مضيفا أن تلك المساعى لم تنجح وعادت المشكلة تتفاقم.