أنور الهواري يكتب عن رسائل «الشروق» الساخنة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنور الهواري يكتب عن رسائل «الشروق» الساخنة

الكاتب الصحفي أنور الهواري
الكاتب الصحفي أنور الهواري
الشروق
نشر في: الثلاثاء 26 مايو 2015 - 11:50 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 26 مايو 2015 - 11:52 ص

في مقاله في الزميلة «المصري اليوم» رصد الكاتب الصحفي الكبير أنور الهواري، ثلاث رسائل مهمة في عدد «الشروق» الصادر أمس الاثنين للزملاء «عبد السناوي ودينا عزت وخالد أبو بكر».

وقال الهواري في مقاله المنشور صباح اليوم والمعنون بـ«رسائل صيف ساخن» إن الرسائل الثلاثة تعكس "أزمة من نوع خاص، ليست كالمعتاد بين المصريين والإرهاب، وليست بين المصريين والإخوان، وليست بين المصريين وأمثال قطر وتركيا وأمريكا. بل هى أزمة داخلية بالدرجة الأولى، وهى أزمة 30 يونيو، بعد عامين من عمرها، هى أزمة بين الشركاء الأساسيين فى 30 يونيو".

وفيما يلي نص المقال:

رسائل صيف ساخن

الرسالةُ الأولى: من النظام إلى الفريق شفيق، لا عودة، يعنى لن تعود، ولا سياسة، يعنى ليس مسموحاً لك بمزاولة السياسة، ولأعوانه: اتلمُّوا. هذا هو المانشيت الأحمر، فى صحيفة «الشروق» أمس الإثنين 25 مايو.

ويأتى تحت المانشيت: الأجهزة ترصد اجتماعات لرجال المرشح الرئاسى السابق مع رجال أعمال ومسؤولين إماراتيين وسعوديين وأمريكان بهدف زعزعة شرعية السيسى.

ثم تقول الأستاذة دينا عزت فى افتتاح قصتها الخبرية: قال مصدر رئاسى رفيع المستوى إن دوائر السلطة فى القاهرة أرسلت إلى الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى الأسبق، المُقيم فى الإمارات، رسالة واضحة بأن عليه أن يوقف النشاطات التى يقوم بها، والتى يسعى من خلالها للبقاء على الساحة السياسية فى مصر. وأكد المصدر أن هذه الرسالة تأتى بعد رصد تحركات لشفيق، تهدف لزعزعة شرعية الرئيس المُنتخب عبدالفتاح السيسى، وأن الرسالة وصلت أعوان شفيق بأنهم تحت المُتابعة، وأنه لو مرسى راجع فإن شفيق راجع، ومن الصعوبة رفع اسم الفريق شفيق من قوائم الترقب والوصول.

الرسالةُ الثانية: من الكاتب الكبير الأستاذ عبدالله السناوى، يقول: الجيلُ الجديد- بأوسع معانيه- مُحبط وغاضب، وهو يرى أحلامه تتقوض، رغم التضحيات التى بُذلت والدماء التى سالت. على الوجوه حُزنٌ، وفى الكلام أنينٌ، وفى أى صدامٍ مع المستقبل، فإن الحساب النهائى سوف يكون عسيراً.

ثم يقول: إذا كان هُناك عدلٌ فى هذا البلد، فلا يُعقل أن يُفرج عن رجال الماضى، بلا استثناء واحد تقريباً، وأن يُزج فى الوقت نفسه بالشباب المُسيّس خلف جدران السجون.

وإذا كان هُناك دستور يُحترم، فما معنى إدخال تعديلات على قانون الإجراءات الجنائية، تسمح للجنة حكومية بأن تنسخ الأحكام القضائية، وأن تُفرج عن لصوص المال العام؟!

مُعادلة هذا القانون: الإفراج مقابل المال، إنه يبسط الحماية على الفساد. وهذه إهانة لأى معنى دعت إليه الثورة وكل قيمة تبنتها.

ويختم الكاتبُ الكبير بهذا الإنذار: إذا استمرت السياسات على هذا النحو، فإننا داخلون - لا محالة - إلى الحائط.

الرسالةُ الثالثة: من الصحفى الشاب - ولكنه من العيار المهنى الثقيل - الأستاذ خالد أبوبكر، عنوانُها: «العدلُ أساسُ المُلْك يا رئيس الجمهورية».

يقول: «السيد الرئيس، أقولُ لك مُخلصاً: لن تستطيع أن تتقدم بمصر وتخرج بها من عثراتها من غير العدل، وإذا كان فى هذا البلد من يصر على الظلم فافرمه بالقانون، لأنه لا يستحق أن يكون مصرياً. أنا شخصياً، لا أصدق حكاية صراع الأجهزة من حولك أو تصرفها بغير إرادتك، لأننى أعرف أن الموت أهون على الجنرال من أن تقول له: أنت غير مُسيطر».

الرسائلُ الثلاث، عندما تقرأها، فى صباح واحد، فى صحيفة واحدة، فهى- بعين التأريخ- تقولُ لك: هذا المشهد السياسى الراهن فيه أزمة، وهى أزمة من نوع خاص، ليست كالمعتاد بين المصريين والإرهاب، وليست بين المصريين والإخوان، وليست بين المصريين وأمثال قطر وتركيا وأمريكا.

بل هى أزمة داخلية بالدرجة الأولى، وهى أزمة 30 يونيو، بعد عامين من عمرها، هى أزمة بين الشركاء الأساسيين فى 30 يونيو.

آخرُ الكلام: الرسالةُ الأولى فيها صراعٌ. الرسالةُ الثانيةُ فيها إنذار من اصطدام بحائط وشيك. الرسالةُ الثالثة فيها رجاء يقاوم اليأس.

نستطيع أن نتجاوز الصراع إلى التعاون لو أردنا، وأن نتفادى أن نلبس فى الحائط إن استمعنا، وأن نفتح أبواب الرجاء ونوصد نوافذ اليأس إن أخلصنا فى نوايانا وفى مساعينا ولم نشكك فى نوايا غيرنا ولم نحاصر مساعيه.

هذه رسائلُ البشائر الأولى من الصيف، ندعو الله أن يكونَ برداً وسلاماً- فى السياسة إن لم يكن فى الطقس- على مصر والمصريين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك