كتب - ماهر عبدالصبور وممدوح حسن وأسماء سرور وآية عامر ومحمد جمعة:

- استشهاد 26 قبطيا فى عملية إرهابية على الطريق الصحراوى بالمنيا
- مصدر أمنى: تشكيل 10 فرق أمنية لملاحقة المتورطين
- الإرهابيون رصدوا تفاصيل الرحلة بالكامل وهربوا بعد تنفيذ الجريمة إلى محافظتى الوادى الجديد وأسيوط
- النائب العام يأمر بالتحقيق.. و«الصحة» توجه بنقل المصابين إلى مستشفى معهد ناصر
- مصاب: 8 مسلحين أطلقوا علينا وابلًا من الرصاص.. و«التعليم العالى» ترفع درجة الاستعداد القصوى
أطلق مجهولون يستقلون 3 سيارات دفع رباعى وابلًا من الأعيرة النارية، اليوم، على أتوبيس وعربة ربع نقل كانا يقلان أقباطًا على الطريق الصحراوى الغربى فى المنيا، فى طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل، ما أسفر عن استشهاد 26 وإصابة 25 آخرين، بحسب وزارة الصحة.
وكشف مسئول مركز الإعلام الأمنى فى وزارة الداخلية أن المسلحين أطلقوا وابلًا من الأعيرة النارية بشكل عشوائى تجاه الأتوبيس، وأن قوات الأمن انتقلت على الفور إلى الموقع، فيما أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار بمحافظات شمال الصعيد.
وقال مصدر أمنى: إن وزير الداخلية اللواء، مجدى عبدالغفار، شكل فريق بحث من ضباط الأمن الوطنى وقطاع الأمن العام، بالتنسيق مع مديريات الأمن بمحافظات شمال الصعيد لملاحقة المتورطين فى الحادث الإرهابى، وتحديد هوية الجناة وضبطهم خلال ساعات.
وأكد المصدر لـ«الشروق»، اليوم، أنه تم تشكيل 10 فرق أمنية لملاحقة المتورطين وأنه جارٍ تمشيط المنطقة الجبلية المحيطة بموقع الحادث، إضافة إلى نشر عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة على الطريق الصحراوى الغربى الواقع بين محافظتى المنيا وبنى سويف، وإغلاق مداخل ومخارج المحافظتين لمنع هروب مرتكبى الحادث.
وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع شمال الصعيد، ناصر العبد: إن قوات الأمن تمشط موقع الحادث، ملمحًا إلى أن مكان الحادث يبعد بنحو ساعتين عن محافظة المنيا، حيث يقع فى المنطقة الجبلية الغربية للمحافظة.
وأوضح مصدر أمنى آخر أن الإرهابيين رصدوا تفاصيل الرحلة بالكامل بداية من موعد الإعلان وعدد المشاركين، ورصدوا تحرك الأتوبيس منذ خروجه من قرية حنا حتى وصوله إلى منطقة صحراوية وأطلقوا الرصاص بغزارة، مشيرًا إلى أن مرتكبى الحادث استغلوا خلو المنطقة الصحراوية فى تنفيذ جريمتهم ثم الهروب إلى محافظتى الوادى الجديد وأسيوط.
وشدد المصدر لـ«الشروق» على أنه لم يتم إخطار قوات الأمن بالرحلة لتأمينها، مرجحًا أن يكون منفذو الحادث من تنظيم الكنائس الإرهابى الذى استهدف الأقباط فى مصر بدعم من إحدى الدول الخارجية التى تدعم الإرهاب وتحاول زعزعة الاستقرار فى البلاد، ومن بينهم 16 هاربًا تم تحديدهم، لافتًا إلى أن قوات الشرطة نسقت مع قوات الجيش المتمركزة بمنطقة الحادث لتطويق المكان، واشتراك طائرة «أباتشى» للكشف عن السيارات التى تم استخدامها فى ارتكاب الحادث لبيان خط سير تلك السيارات، فيما أكد مصدر كنسى أن هذه النوعية من الرحلات لا يتم إخطار الأمن بها.
وأفادت أقوال المصابين: إن إطلاق النيران وقع تجاه سيارتين تقل أقباطًا، الأولى هى الحافلة التى كانت تقلهم فى طريقهم للدير، والثانية سيارة ربع نقل كانت تقل 16 عاملًا من قريتين بالمنيا، وكشفوا أن إطلاق النار وقع فى «المدق» الخاص بدير الأنبا صموئيل.
وقال أحد مصابى الحادث رضا موسى، 36 عاما، عامل من عزبة حنا بمحافظة بنى سويف، أنه كان يستقل الأتوبيس الأول وفى طريقهم للبر الغربى، وبعد دخولهم حدود محافظة المنيا فوجئوا بتوقف الأتوبيس فجاءة ثم سمعوا أصوات طلقات نارية.
وتابع أحد المصابين ويدعى حنا ويصا: «منفذو الهجوم 8 عناصر مسلحة، كانوا يستقلون سيارتى دفع رباعى، وأطلقوا علينا وابلًا من الرصاص، ما أصاب الكل بالذعر وسقط منا الكثيرون، وقد أصبت أنا وشقيقى، وكنا فى طريقنا إلى دير الأنبا صموئيل»، مضيفًا: «أنا مصاب وأبحث عن شقيقى إسحق المصاب بالشلل النصفى، ومعرفش مات ولا حى، ناس بتقولى: إنه حى، وربنا ينتقم من اللى عمل كده».
من ناحية أخرى، قرر محافظ المنيا عصام البديوى خلال زيارته لمستشفى العدوة المركزى تشكيل لجنة لإدارة الأزمة والطوارئ برئاسة السكرتير العام للمحافظة لمتابعة الحادث الإرهابى على مدى الساعة.
وأوضحت مصادر أمنية بمديريتى أمن المنيا وبنى سويف، أن ضحايا الحادث الإرهابى جميعهم من قرية نزلة حنا بمحافظة بنى سويف.
فى السياق ذاته، أمر النائب العام المستشار نبيل صادق بالتحقيق فى الحادث الإرهابى، وانتقل فريق من أعضاء النيابة العامة على رأسهم المحامى العام الأول لنيابة شمال المنيا الكلية، والمحامى العام الأول لنيابة بنى سويف، والمحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، لمعاينة الموقع ومناظرة المتوفين وسؤال المصابين.
وكلف النائب العام، أجهزة الأمن المختلفة وعلى رأسها جهاز الأمن الوطنى بوزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات للتوصل إلى هوية الجناة ومرتبكى الحادث وسرعة الانتقال إلى المستشفيات لسؤال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم للوقوف على كيفية وقوع الحادث.
وأمر بندب الأطباء الشرعيين لتشريح الجثامين لبيان كيفية وفاتهم كلا على حدة، وسرعة إعداد التقرير الطبى لتسليمه إلى نيابة العامة والتصريح بدفن الجثامين، عقب الانتهاء من التشريح وتسليمهم إلى ذويهم، كما كلف أعضاء النيابة بإجراء المعاينات اللازمة بمسرح الحادث وندب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لبيان كيفية ارتكاب الحادث.
وقال رئيس هيئة الإسعاف أحمد الأنصارى: إنه تم نقل المصابين والوفيات إلى مستشفيات مغاغة ومطاى والعدوة المركزى وبنى مزار العام بـ25 سيارة إسعاف، لافتًا إلى الدفع بـ25 سيارة إسعاف أخرى بالمحافظة تحسبًا لأى طارئ.
وأشار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة خالد مجاهد إلى أن الوزير أحمد عماد يتابع حالة المصابين لحظة بلحظة، وأنه أمر بنقلهم بعد تلقيهم الإسعافات الأولية فى مستشفيات المنيا إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، كما كلف مستشاره للرعايات الحرجة شريف وديع بالتوجه إلى المستشفى ورفع درجة الاستعدادات القصوى بها وتوفير الأطقم الطبية والاستشاريين لعلاج المصابين.
وأكد مجاهد أنه تم توفير 7 أسرة رعاية مركزية وإخلاء دور كامل بالقسم الداخلى وتجهيز غرف العمليات وتوفير 1000 كيس ببنك دم بمستشفى معهد ناصر، منوها إلى أن عماد وجه المركز القومى لخدمات نقل الدم عفاف أحمد بتوفير 10 أكياس دم من كل فصيلة إيجابية و3 من كل فصيلة سلبية، وأنه تواصل مع جميع المسئولين لمتابعة آخر التطورات.
فى إطار آخر، أعلن وزير التعليم العالى خالد عبدالغفار رفع حالة الاستعداد القصوى بمستشفيات جامعتى بنى سويف والمنيا لاستقبال ضحايا حادث أتوبيس المنيا الإرهابى، وتواصل مع رئيسى الجامعتين للتأكد من توافر الأطقم الطبية اللازمة لعلاج المصابين وثلاجات حفظ الجثامين وكامل الرعاية المطلوبة، موجهًا بسرعة إيفاد أطقم طبية من كبار الجراحين إلى مستشفى مغاغة العام للمساعدة فى تقديم الرعاية اللازمة للمصابين.
وشكل وزير التعليم العالى غرفة عمليات بالوزارة برئاسته وعضوية رئيسى جامعتى بنى سويف والمنيا وعمداء كليات الطب ومديرى المستشفيات الجامعية بالجامعتين والمستشار الإعلامى للوزارة لمتابعة جهود احتواء آثار الحادث الإرهابى.
كما توجهت وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى، اليوم، إلى محافظة المنيا فور ورود خبر الحادث الإرهابى، للاطمئنان على المصابين فى المستشفيات، وتقديم العزاء لأسر الشهداء، موجهة مديريات التضامن فى بنى سويف والقاهرة، لمتابعة تداعيات الحادث، وتلبية جميع أوجه الرعاية الاجتماعية لأهالى الضحايا والمصابين.