تعد دولة سيراليون من أفقر الدول الافريقية، ويحظى سكانها بمعدل دخل قد يكون الأقل على مستوى سكان القارة، وعلى الرغم من أن الإسلام يعد ديانة أكثر من نصف السكان، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لمسلمى هذه الدولة الواقعة على المحيط الأطلنطى فى غرب القارة الافريقية، تعد الأسوأ على الإطلاق مقارنة بالمسيحيين والوثنيين.
وسيراليون التى يعنى اسمها «قمة زئير الأسود»، أطلق عليها هذا الاسم، الرحالة البرتغالى بيدروسنترا، مستلهما التسمية من صوت الرعد على قمم جبالها والذى يشبه زئير الأسود.
ويحدثنا الطالب على توماس كروما، الذى يدرس فى الأزهر الشريف، ويقيم فى مدينة البعوث الإسلامية عن دخول الإسلام فى سيراليون، ويقول: «الإسلام دخل سيراليون فى القرن الحادى عشر الميلادى، من خلال قوافل الدعوة والتجار التابعين لدولة المرابطين فى المغرب؛ حيث اتخذت هذه القوافل طريق الصحراء الكبرى.. وقد أسهمت كذلك تحركات التجار والدعاة المسلمين من السنغال والنيجر المنتسبين لقبائل المادنجو والصوصو والفولان فى انتشار الإسلام فى الديار السيراليونية عبر عدد من العلماء الأجلاء، مثل: الشيخ إبراهيم فوفونا، والحاج إبراهيم سورى كانو، والشيخ جبريل سيسيه، والذين أحدَثوا نهضة علمية وشرعية عن طريق المدارس الإسلامية التى تم إنشاؤها هناك».
ويضيف كروما: «رغم الظروف المعيشية الصعبة التى يمر بها مسلمو سيراليون، إلا أنهم حريصون على التمسك بمبادئ وتعليم أبنائهم الصلاة وقراءة القرآن ومبادئ الثقافة الإسلامية، فضلا عن وجود حرص شديد على بناء المساجد فى جميع أنحاء البلاد، وتأسيس مراكز إسلامية لتحفيظ القرآن الكريم.. ويوجد فى سيراليون مئات المساجد، أغلبها متواضع البناء، وموزعة على 13 محافظة، وتبنى بجهود ذاتية، وينقصها الدعم المادى والدعاة».
وعن العادات المتبعة فى شهر رمضان يقول «يحرص المسلمون على ختم القرآن كاملا فى شهر رمضان، وتبدأ جلسات التلاوة منذ اليوم الأول فى الشهر الكريم، ويكون فى أعقاب كل صلاة، درس دينى فى ساحات المساجد، يحرص الصائمون على حضورها لتدارس علوم دينهم».
وعن أشهر الوجبات التى يحرص عليها مسلمو سيراليون فى شهر رمضان، يقول كروما: «تشتهر سيراليون بزراعة الأرز، ما يجعل منه وجبة أساسية طوال ايام العام وليس فى شهر رمضان فقط، وإن كانت هناك وجبات خاصة تصنع من الأرز فى شهر رمضان، مثل الفوفو، وهو نوع من أنواع الخبز، يؤكل مع البطاطا والموز والسمك، وهناك أيضا الأرز المحمص مع اللبن، أما وجبة السحور، فتتكون عادة من الأرز والفول والسمك».