حث الداعية الإسلامي، د. عمرو خالد، على ضرورة تغيير الصورة الذهنية التي رسمها البعض خطأ عن الخالق سبحانه وتعالى، والتي صورته على أنه بعيد شديد البعد عنا وعن حياتنا، وجعلت الأصل في علاقته معنا الشدة والخوف والغضب، وأنه لا يحقق الأمنيات بل يقهرنا على ما لا نريد.
وقال «خالد»، خلال برنامجه «الإيمان والعصر.. طريق للحياة»، المذاع على «إم بي سي مصر»، الأحد، إنه «خلال المائة سنة الأخيرة تم تقديم الدين بطريقة صورت لنا الخالق على أنه بعيد عن مشاعرنا وأحاسيسنا واحتياجاتنا، وما ذلك إلا من ظنون الجاهلية التي ذمها في كتابه العزيز، عندما قال (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)».
وأكد أن نتيجة هذا التصوير المغلوط هو هرب الملايين من التدين، وظهور أشخاص قساة عنيفون ومتطرفون؛ لانهم فقدوا حلاوة حب الله، قائلا: «التخويف يقتل جمال المعاملة مع الله، ولذلك علينا تربية الأبناء على الإحساس بالمحبوب (الله) بدلاً من الخوف منه».
ودعا الداعية الإسلامى، إلى ضرورة تغيير ما في العقول ونظرة الناس لربهم، ليتم نشر الصورة الصحيحة للأطفال والشباب، مضيفًا «أول صورة لابد من تصحيحها، أن ربنا القريب وليس البعيد، فمن أسمائه الحسنى القريب، والله تعالى يقول (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، وهو القائل أيضًا (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)».
واستطرد قائلا: «ربنا الذي يحقق أمانينا ولا يقهرنا على ما لا نريد.. الذي يحقق الأمنيات، فعلى قدر حسن ظنك بالله يحدث لك الخير ويبعد عنك الشر، فالله عز وجل قال (أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء)».
وأكد أن «هذه ليست دعوة لعدم العمل، بل على العكس، فالمعرفة الصحيحة بالله تدفع لمزيد من العمل والجهد، لأن الإنسان بحسن ظنه بالله يصبح واثقًا من الإجابة وليس محبطًا»، متابعًا: «إجابة الدعاء شرطه العمل، والديل قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه)، فالمضطر الذي بذل كل جهده، وعندما قال (فليستجيبوا لي)، يقصد أن تكون الاستجابة بالإيمان والعمل».