سيطرت حالة من الغضب والحزن على أهالى ضحايا «مركب الموت» الغارق بسواحل رشيد، بعد فشل البارجة التى تم الاستعانة بها من إحدى شركات البترول فى رفع المركب.

وقال مصدر مسئول بالبارجة، لـ«الشروق»، اليوم، إن المركب يحتاج إلى رافعة أكبر تزن نحو 200 طن لانتشال المركب الذى سقط على عمق 12 قدم تقريبا، موضحا أن الغواصين اكتشفوا وجود عشرات الجثث داخل ثلاجة المركب وأن المركب عندما غرق سقط على الجزء السفلى الذى تتواجد به الثلاجة فاستحال معها إخراج الجثث والمركب.

وكشف أهالى الضحايا، أن الصيادين أكدوا لهم أن المركب يحتاج لرافعة أكبر، مضيفين: «الحكومة منذ وقوع الحادث تتعمد إذلالنا بداية من توقف عمليات البحث لعدة مرات وعدم توفير سيارات إسعاف وثلاجات حفظ موتى وأكياس، وتطويل مدة إجراءات استخراج تصاريح الدفن، وبتعاقبنا إحنا وعيالنا على إننا فكرنا نهرب من الفقر».

وأشاد أهالى الضحايا، بدور أهالى وصيادى مدينة رشيد فى انتشال جثث ذويهم وأنه لولا تصرفهم ما انتشلت 90% من الجثث وتركت للتحلل والتعفن التام، مؤكدين أن الحكومة لم يأتِ منها أحد سوى وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين فى اليوم الرابع للحادث، وأنه لم يقدم أى جديد.

وشدد الأهالى، على أن المشكلة بدأت تتفاقم بتحلل الجثث واختفاء ملامحها وهو ما يصعب الامر فى التعرف على ذويهم، مشيرين إلى أن والد أحد الضحايا لم يعرف نجله إلا من خلال ملابسه التى كان يخفى أسفلها جميع أوراقه ونقوده، ما أدى إلى انهياره ودخوله فى نوبة بكاء وصراخ عندما وجد ملامحها طمست تماما.

ودعا صيادو مدينة إدكو، الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إقالة الحكومة، متهمين إياها بالاستخفاف بأرواح الناس منذ البداية، وأنها تعاملت مع الضحايا على أنهم «حيوانات نافقة»، متابعين: «عندما وقع الحادث استغاث الضحايا لساعات، ولكن لا حياة لمن تنادى حتى سقط ما لا يقل عن 300 شخص، ولو تمت الاستجابة لهم ما وصلت إلى هذه الأعداد الكارثية».

من جانبه، أعلن المتحدث الرسمى لمحافظة البحيرة، وهدان السيد، عن ارتفاع الجثامين التى تم انتشالها إلى 169 جثة حتى بعد عصر أمس، مضيفا أنه تم انتشال عدد 5 جثث إحداها لطفل عمره 3 سنوات وشاب من الغربية وتم التعرف عليهما وتسليمهما إلى ذويهما بعد إذن النيابة، إضافة إلى عدد 3 جثث لأفارقة أحدهم سودانى وتم إيداعهم بمستشفيات رشيد والدلنجات.

وفى إطار مختلف، شيع أهالى قرية شبرا اليمن التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية جثمان ضحيتين جديدتين من ضحايا مركب «موكب الرسول»، هما المتولى محمد المتولى الجمال ٣٧ سنة ونجله محمد ٩ سنوات وهو فى الصف الرابع الابتدائى.

وصرح الأهالى، بأن الوالد اصطحب ابنه رغم اعتراض زوجته وأسرته كلها، مضيفين أنه كان يسعى لإلحاق نجله بإحدى المدارس الإيطالية والحصول على الجنسية، كما أخبره بذلك من سبقوه للهجرة.

يذكر أن، عدد ضحايا المركب بالغربية بلغ أكثر من ١٥ ضحية، حيث شهدت قرية شبرا ملس بزفتى وفاة اثنين ونجاة اثنين آخرين كما شهدت قرية بنا أبو صير وميت بدر حلاوة تشييع جثامين ثلاثة من أبنائها ومراكز السنطة والمحلة وكفر الزيات جثامين ثلاثة، ولم يتم الإعلان عن عدد كبير من الضحايا.

وفى سياق آخر، ألقت مباحث البحيرة بالاشتراك مع مباحث الأموال العامة، اليوم، القبض على 8 سماسرة متورطين فى 4 وقائع هجرة غير شرعية بمدينتى رشيد وإدكو، تنفيذا لقرار النيابة العامة.

حيث تلقى مدير أمن البحيرة اللواء علاء الدين شوقى، إخطارا من رئيس فرع البحث العميد حازم عزت، يفيد بضبط 8 من المتورطين فى 4 وقائع هجرة غير شرعية برشيد وإدكو، تنفيذا لقرار النيابة العامة، وهم كل من، «محمد ح.ع» صياد ومقيم فى برج رشيد، و«عيد ا.ت» صاحب محل ومقيم بإدفينا مركز رشيد، و«أشرف م.ع» صياد ومقيم بمدينة رشيد، و«محمد ر.ف» صياد ومقيم بإدكو، و«حسين س.س» صياد ومقيم بإدكو وله محل إقامة آخر بالمعمورة فى محافظة الإسكندرية، و«وائل ك.م» صاحب محل ومقيم بالمعدية فى إدكو، و«عيد ح.س» صياد ومقيم بإدكو، و«علاء ا.م» صياد ومقيم بإدكو سبق اتهامهم جميعا فى قضايا «هجرة غير شرعية» وجارٍ عرضهم على النيابة العامة.

من ناحية أخرى، وزع أهالى مدينة رشيد وجمعية الهلال الأحمر المصرى بدمنهور، الأغذية والمياه والبطاطين على أهالى الضحايا المنتظرين انتشال جثامين أبنائهم أمام شاطئ بوغاز.