أعلن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى، عن إطلاق الخطوة الأولى تجاه تأسيس شبكة تواصل للتعاون بين المهرجانات المسرحية الدولية فى العالم، وذلك من خلال «إعلان القاهرة الأول لـ 2016»، والذى صدر عن اجتماع المائدة المستديرة لرؤساء ومديرى مهرجانات المسرح، والذى أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة على هامش الدورة الـ23 للمهرجان، وشارك فيها ممثلون لمهرجانات المسرح بعدد من الدول، منهم السفير على المهدى، الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح «ITI» ورئيس مهرجان البقعة، ود. خالد أمين رئيس مهرجان الفرجة بطنجة، والأسعد الجاموسى رئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية، وفتاح ديورى من مهرجان هانوفر، وعلى عليان رئيس مهرجان الحر بالأردن، وديبوا اشيمواى عضو اللجنة المنظمة لمهرجان كامبالا، وروبرتا ليفتو من مهرجان صان دوان للمسرح بأمريكا، وبوريسوفا جالينا رئيس مهرجان الرقص المعاصر والفنون الأدائية ببلغاريا وفراس رمون رئيس مهرجان طقوس عشيات الدولى بالأردن، عبدالله الراشد رئيس مهرجان الفجيرة الدولى.
ودعا د. سامح مهران، رئيس مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى، لإطلاق هذه المبادرة عبر «إعلام القاهرة الأول»، والذى توافق المشاركون فى الاجتماع، وتضمن اتفاقا مبدأيا وورقة عمل بشأن تأسيس شبكة لتسهيل العمل المشترك بين المهرجانات، وجاء فيه وضع اتفاق إطارى يعبر عن اهتمامهم بأهمية التنسيق فيما بينهم، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتطوير الإعلان مستقبلا، وذلك تمهيدا لدخول جميع المهرجانات فى هذه الشبكة المستنيرة والإسهام فى بنائها وتأسيس قاعدة بيانات تحتوى على جميع المعلومات للتعريف بالمهرجانات الدولية تتيح لكافة الأطراف الاستفادة منها مع ضمان استمرار توفير المعلومات وتجديدها.
فيما تقرر أن تكون إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى مقرا للشبكة، ومركز التنسيق بين أعضائها فى تبادل المعلومات وترشيح العروض المسرحية المتميزة، كما تعمل على إعداد جدول زمنى لمواقيت المهرجانات، وتقدر الشبكة الحضور للمهرجانات الرسمية والمستقلة، وهى إشارة إلى أهمية التعامل بينها مستقبلا، وذلك تقديرا لأهمية دعم المهرجانات المستقلة لضمان استمرارها.
وتعمل الشبكة على دعم فكرة انتقال العروض المهرجانات للجمهور خارج المدن الكبرى، وذلك تأكيدا على أهمية توسيع دائرة المشاهدة والمساواة الثقافية، وتنظر بكثير من التقدير لدور المبدعين فى مناهضة جميع أنواع العنف ومحاربة كل أشكال التطرف، وتؤكد على إنسانية الفنون ورسالة المهرجان.
وكانت إدارة مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبى، قد أقامت هذا اللقاء بهدف الاتفاق على التنسيق والتعاون بين المهرجانات المسرحية الدولية، وبناء شبكة معلوماتية والسعى للشراكة المستنيرة التى تعنى الانفتاح لتأسيس برنامج عمل مشترك، وإنشاء هيكل لتنفيذ الاتفاقات والأفكار، وتبادل الإبداعات والخبرات، وإنتاج عروض مشتركة، ودعم المهرجانات المستقلة والحكومية على حد سواء، والوصول بالمهرجانات للاماكن النائية، وترجمة الأعمال العربية وتقديمها للعالم الغربى، وإنشاء قاعدة بيانات وموسوعة كبرى يمكن الاستفادة منها والسعى لنشر الثقافة المسرحية.
وعلى صعيد آخر، شهد المهرجان سلسلة حوارات فكرية تمس علاقة العرب بالغرب، وذلك من خلال الندوة التى أقيمت تحت عنوان «القضايا العربية بفضاء المسرح الغربى، وعلى مدى 3 جلسات أدلى المشاركون بشهادات عن تجاربهم وحياته فى الغرب وكيف التى أثرت فى وجدانهم وإبداعهم.
وفى قاعات العرض، جاءت أغلب عروض المهرجان كامل العدد على مدى الأيام الأولى للدورة الـ23، وحيث أحاطها المسرحيون وجمهور المسرح باهتمام خاص، يعكس حالة من التعطش لهذا المهرجان الذى غاب لخمس سنوات.
وكان النصيب الأكبر من الاهمام منصب على العروض المصرية، من بينها «الغريب» للمخرج محمد عبدالعزيز، ويقدمه فريق جامعة عين شمس المسرحى على مسرح العرائس بالعتبة، شهدت حجز جميع المقاعد فى ليلتى العرض المخصصة لها فى المهرجان.
يذكر أن العرض نال عنه عدة جوائز فى المهرجان القومى للمسرح 2016، وهو يتناول قصة مأخوذة من أسطورة إغريقية فى قالب معاصر فى محتواه وقالبه الفنى خاص، يحمل إسقاطا على قضايا معاصرة مفادها أن البطل لا يصنع وحده ثورة إلا بمباركة ودعم الجماهير.
مسرح الطليعة، قدم فيه المخرج محمد علام عرضه «العطر»، والذى أثار مشاعر الجمهور وأفكارهم لتناوله قضية ذوى الاحتياجات الخاصة لأول مرة فى مصر بفريق من الصم والبكم، ويتعرض العمل لعالم ذوى الاحتياجات الخاصة وحقوقهم فى التعليم والعمل والحياة والفن والاندماج فى المجتمع.
وقررت إدارة المهرجان إضافة عرض ثانٍ لمسرحية «الإنسان الطيب» على مسرح الطليعة فى يومها الأول، وذلك لاستيعاب الإقبال الجماهيرى.
«الإنسان الطيب» إخراج سعيد سليمان، وتتناول المسرحية حيرة الإنسان بين الأفكار الدينية والاجتماعية المحيطة به، وهل من الممكن التغلب على تلك الحيرة أم أن هناك عوامل أخرى تجبره على مواصلة المعاناة.
وعلى نفس الدرجة من الاهتمام، تعامل جمهور المهرجان من عرض «الزمبى والوصايا العشر» للمخرج طارق دويرى، والذى تم عرصه بمسرح الهناجر.
وعبر فريق الفجيرة المسرحى عن سعادته بعودة مهرجان القاهرة الدولى والمشاركة باسم الإمارات العربية فى دورته الجديدة بعرض «مرثية الوتر الخامس»، والذى يتناول هذا الخلاف حول شخصية «زرياب» الذى أحدث نقلة كبيرة فى فن الموسيقى، والذى اتهم فى فترة تاريخية بأنه أحد أسباب سقوط دولة الأندلس.
وفاجأ مخرج العرض فراس المصرى، الجميع فى عرضه الأول، بإعلان تكريم الفريق للدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، والمخرج إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، وذلك بإهدائهم دروعا خاصة.
شهد المهرجان تقديم ثلاثة عروض مختلفة من حيث القالب الفنى والموضوع والتمثيل الجغرافى أيضا، ومن مولدفا قدم عرض «ليلة أخيرة فى مدريد» إخراج فيتاليدروسيس، والعرض الإيطالى «عشيرة ماكبث» إخراج دانيال سكاتينا، والعرض المكسيكى «فينوم هاملت» إخراج البرتو سانتياجو.