بفيلم سينمائى والعديد من الفعاليات الفنية، يرثى لبنان شحرورته الراحلة صباح، بعد عام من رحيلها، المطربة اللبنانية الكبيرة وافتها المنية فى مثل هذا اليوم من العام المنصرم، وقد أعدت المخرجة نضال قوشجى فيلما بعنوان «أيقونة الفرح»، بطولة سالى بسمة، ويطل به العديد من نجوم الفن والثقافة اللبنانيين، وسوف يقام له عرض خاص بقصر الأونيسكو ببيروت، تحت رعاية وزير الثقافة رونى عريجى، بالتعاون مع نقابة السينمائيين الفنيين فى لبنان، وتقول منتجة الفيلم لينا فايز مسعود، عنه، إنه رحلة طيف للراحلة صباح بين الخيال والواقع يخرج من عالم سريالى ويدخل إلى عالم الواقع، الطيف فى رحلته يجول فى ذاكرة المكان بين إطلالة الماضى وشخوصه وألحانه ثم يعود ليعرف مكانه بين الناس، ولأنها من لبنان كانت بداية الفيلم من بيروت، صباح من بيروت بدأت وإليها انتهت فعاش فيها وعاشت فيه وسيبقيان.
ولأن ذكرى صباح تواكب احتفالات الشعب اللبنانى باستقلال لبنان، فقد أقام مركز الصفدى بطرابلس حفلا وندوة بعنوان «الصبوحة فى الذكرى الأولى تغنى الاستقلال»، وجمع خلاله فى حلقتى نقاش شهادات من عائلة وأصدقاء الأسطورة ونخبة من الشعراء والأدباء والفنانين الذين أنشدوا أغنياتها الفنية والوطنية.
وأحيا الحفل كل من الفنان وليد توفيق، الذى أطلق للمناسبة فيديو كليب أغنيته الجديدة «طرابلس يا أرض النور»، والفنانة الاستعراضية رولا سعد، والفنانة أمل رعد، والملحنة والفنانة نادين بالوكى بقيادة المايسترو إيلى العليا وفرقته، وجرى عرض لمجموعة من فساتينها للمصمم وليام خورى.
وحضر التكريم النواب خضر حبيب، محمد الصفدى، والوزير أشرف ريفى ممثلا بعقيلته سليمة، الوزير السابق سيبوه هوفنانيان ورسميين ومدعوين، وأفراد عائلة صباح وأصدقاؤها وإعلاميون.
وقبل عرض فيلم موجز عن صباح أعده «مركز الصفدى الثقافى»، ألقت مديرة المركز السيدة نادين العلى عمران كلمة ترحيب بالمناسبة.
وكانت صباح قد عاشت حياة كبيرة مليئة بشتى أنواع الدراما حتى وافتها المنية فى السادس والعشرين من نوفمبر الماضى عن عمر يناهز الـ87 عاما، وكانت جنازتها راقصة فى مشهد لم يتكرر من قبل بناء على وصيتها الأخيرة التى أرادت أن ترسل بها رسائل مهمة عن عشقها للحياة، صباح ولدت فى 10 نوفمبر عام 1927 وبدايتها الفنية كانت فى صغرها فى لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتى كانت تعمل فى القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها فى لبنان قيصر يونس، لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيها مصريا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجيا. ذهبت إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر فى منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطى بتدريبها فنيا ووضع الألحان التى ستغنيها فى الفيلم، وفى تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» فى فيلم القلب له واحد عام 1945، وكان عمرها وقتها نحو 18 عاما. يقال إن السنباطى لاقى صعوبة كبيرة فى تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلى كان ما زال معتادا على الأغانى البلدية المتسمة بالطابع الفولكلورى الخاص بلبنان وسوريا، وهى شقيقة الممثلة لمياء فغالى.
شاركت فى السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التى تعتبر هى إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغانى.
لها 83 فيلما بين مصرى ولبنانى، و27 مسرحية لبنانية، ومايزيد عن 3000 أغنية بين مصرى ولبنانى. وتعتبر ثانى فنانة عربية بعد أم كلثوم فى أواخر الستينات تغنى على مسرح الأولمبيا فى باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك فى منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغرى فى نيويورك ودار الأوبرا فى سيدنى، وقصر الفنون فى بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها. كما شاركت فى الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين.