موسكو وأنقرة.. تشابك المصالح يخمد نيران المواجهة - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 7:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

موسكو وأنقرة.. تشابك المصالح يخمد نيران المواجهة

روس يطالبون بمعاقبة أنقرة فى مظاهرة امام السفارة التركية فى موسكو -- أ ف ب
روس يطالبون بمعاقبة أنقرة فى مظاهرة امام السفارة التركية فى موسكو -- أ ف ب
كتب ــ هشام محمد:
نشر في: الخميس 26 نوفمبر 2015 - 10:28 ص | آخر تحديث: الخميس 26 نوفمبر 2015 - 10:28 ص

• أردوغان كان يتحين الفرصة لإثبات زعامته وإيلام الروس.. وأنقرة ستدفع الثمن فى النهاية
على الرغم من تكرار تحذيرات أنقرة من اختراق الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوى، فإن أحدا لم يكن يتوقع التصعيد التركى الخطير فى مواجهة الدب الروسى، خصوصا أن الأمور كانت تسير تدريجيا لصالح الأخير بما جعله متصدرا للمشهد فى الأزمة السورية.

وأثار التصعيد التركى المفاجئ ــ والمقصود بحسب رأى البعض ــ من جانب، واحتمالات الرد الروسى من جانب آخر، مخاوف لدى الكثيرين من تفاقم سريع للأمور، إلا أن ذلك خفت تدريجيا بمرور الوقت، وبات وكأن نيران التصعيد خمدت.

وتتباين التكهنات بشأن رد الفعل المحتمل من الكرملين ضد تركيا بشكل كبير، إلا أن الشىء الواضح هو أنه لا يمكن حساب تداعيات إسقاط المقاتلة الروسية على العلاقة بين البلدين دون النظر إلى الروابط التى تحكم علاقاتهما بالفعل رغم تعارض مواقف ومصالح كليهما فى المنطقة.

ويرى غالب دالاى، مدير «منتدى الشرق» بإسطنبول، إن «روسيا سوف تنتقم بطريقة أو بأخرى، ومن الصعب التنبؤ بتوقيت هذا الرد وطبيعته»، مشيرا إلى وجود ملفات ساخنة يمكن لموسكو أن تستغلها لإزعاج أنقرة، حسب «هافنجتون بوست».

ويقول دالاى إن موسكو قد تقوم بدعم قوات حماية الشعب الكردية، ذراع حزب العمال الكردستانى فى سوريا، وتكثيف الحملات الجوية على مواقع المعارضة السورية، واستهداف روسى للطيران التركى، وإطلاق حملة تصوّر فيها تركيا كداعم أساسى لتنظيم «داعش». كما يتوقع أن الأمر سيصل إلى محاولة روسية بمقاطعة السياحة فى تركيا للإضرار باقتصادها.

ووفقا لـ«هافنجتون بوست»، أوصت موسكو فعلا رعاياها بعدم السفر إلى تركيا، ولكن مع ذلك، أكد مسئول روسى، أمس، استمرار ضخ الغاز الروسى إلى تركيا، وفق الاتفاقيات المبرمة سابقا بين الطرفين، موضحا أن «الجانب الروسى لا يفكر بخيارات أخرى».

وعلى الجانب الآخر، والذى يبدو أكثر شيوعا، يتوقع سايمن تسيدال، فى تحليل بصحيفة «جارديان» البريطانية، أن تكون «الحرب الكلامية بين أنقرة وموسكو أقصى ما يمكن أن تصل اليه الأمور بينهما».

وقال تسيدال إنه «بين تركيا وروسيا تاريخ حافل بالاحتقان، إلا أن تركيا اليوم تعتبر ثانى أكبر شريك اقتصادى لروسيا، كما أن 60% من الغاز التركى الطبيعى يأتى من روسيا، لذا فإن التبعية الاقتصادية وغيرها من الأسباب الأخرى المعقولة، ستجعل أردوغان يقرر عدم تطوير هذا الموضوع»، حسب موقع «بى بى سى».

واعتبرت «جارديان» أن لهجة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، التحذيرية بأن بلاده تلقت «طعنة فى الظهر» وأن الحادث سيكون له «عواقب خطيرة»، إنما هو على سبيل «حفظ ماء الوجه» أمام الداخل الروسى.

كما يرى دراج ماكداول، المحلل لدى «فريسك مايبلكروفت كونسالتنسى» أن الكرملين«سيسعى إلى التقليل» من وقع هذه القضية على الرأى العام الروسى.

وفى تحليل أفردته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية للبعد الاقتصادى فى العلاقة بين البلدين وإمكانية المجازفة به، استبعد الكاتب سيث جونثون إمكانية أن تخاطر موسكو باقتصادها للرد على أنقرة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى اعتماد الأخيرة على روسيا فى أكثر من ملف.

ويشير التقرير إلى صعوبة أن تتخلص روسيا من سوق أوروبى «متنامٍ» لغازها الطبيعى، لاسيما مع انخفاض أسعار الطاقة واعتماد الروس على صادراتهم منها، مؤكدا أن ذلك يعد مجازفة باقتصادها، وأن «المكان الوحيد ــ غير الصين ــ الذى تتمحور حوله روسيا هو تركيا».

وعلى الجانب التركى، يوضح التقرير أن تركيا لا تملك خيارات أقرب من استمرار أعمالها مع الروس، حيث يتزايد احتياجها للغاز فى الوقت الذى لا يتوافر فيه الكثير من البدائل للروس كمصدر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك