«فاو»: تزايد كوارث تغير المناخ يشكل تهديدا على الأمن الغذائي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«فاو»: تزايد كوارث تغير المناخ يشكل تهديدا على الأمن الغذائي

الفاو - ارشيفية
الفاو - ارشيفية
السيد علاء
نشر في: الخميس 26 نوفمبر 2015 - 5:08 م | آخر تحديث: الخميس 26 نوفمبر 2015 - 5:08 م
حذرت منظمة الاغذية والزراعة (فاو)، في تقرير جديد أصدرته قبيل موعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP 21» في نهاية الشهر الجاري، من تزايد وتيرة حالات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ واشتداد حدتها على مدى العقود الثلاثة الماضية إنما فاقم من الأضرار التي حاقت بالقطاعات الزراعية في العديد من البلدان النامية وعلى نحو يرفع من خطر أن تواجه انعدام الأمن الغذائي.

وقالت الفاو، فى بيان الخميس، إن جميع أنحاء العالم، خلال الفترة بين عامي 2003 و2013 التي أخضعت للتحليل في الدراسة وجد أن المتوسط السنوي لعدد الكوارث الناجمة عن جميع أنواع الأخطار الطبيعية، بما في ذلك الأحداث المتصلة بالمناخ، كاد يتضاعف منذ الثمانينات، وقُدِّرت قيمة الخسائر الاقتصادية الكلية الناجمة عن ذلك بما يصل إلى 1.5 تريليون دولار.

وعلى صعيد البلدان النامية، تكبدت المحاصيل والثروات الحيوانية والسمكية والحرجية نحو 25% من الآثار الاقتصادية السلبية للكوارث المرتبطة بالمناخ تحديداً، وفي حالة الجفاف، فإن أكثر من 80 في المائة من الأضرار والخسائر لحقت بالقطاع الزراعي وحده، وبخاصة تربية الماشية وإنتاج المحاصيل.

ويستند التقرير الذي أعدته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى 78 استعراضاً ميدانياً لاحتياجات وتقييمات أوضاع ما بعد الكارثة لدى البلدان النامية، مع إيراد تحليلات إحصائية لخسائر الإنتاج، والتبدّلات في التدفقات التجارية، وتضرر نمو قطاع الزراعة، وذلك في ما يخص 140 كارثة متوسطة وواسعة النطاق ثبت أنها شملت على الأقل ربع مليون شخص.

ويبين تقرير «فاو» بوضوح أن الأخطار الطبيعية -والظواهر الجوية المتطرفة على الأخص- تؤثر بانتظام وإلى حد بعيد على الزراعة وتعوِّق مساعي اجتثاث الجوع والفقر، معترضة بذلك المساعي المبذولة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة ، بل والمرجّح أن تزداد الأوضاع سوءاً على سوء، ما لم تتخذ تدابير لتعزيز تجاوبية القطاع الزراعي وزيادة الاستثمارات لدعم الأمن الغذائي والإنتاجية الزراعية، وكذلك العمل على الحد من آثار التغير المناخي.

وقال جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة «فاو»، إن "صغار المزارعين وصيادي الأسماك والرعاة والسكان المعتمدين على الغابات والأشجار -من ميانمار إلى غواتيمالا، ومن فانواتو إلى ملاوي- شهدوا هذا العام وحده موارد معيشتهم تتآكل أو تنمحي تماماً في وجه الأعاصير وأزمات الجفاف والفيضانات والزلازل"، مشير إلى أن المجتمع الدولي التزم مؤخرا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطبيق إطار «سينداي» للحد من مخاطر الكوارث 2015 - 2030، كما يتوقع التوصل إلى اتفاق وشيك حول تغير المناخ في مؤتمر المناخ الدولي بباريس في القريب العاجل.

وأكد المدير العام لمنظمة «فاو» أن "الاستراتيجيات الوطنية للحد من مخاطر الكوارث، والتأقلم مع تغير المناخ التي تدعم قدرة التجاوب ينبغي أن تعالج أنواع الكوارث الشديدة الأثر على القطاع الزراعي ، ولاحظ أن "كم المعطيات المحددة للقطاعات حول الأضرار والخسائر تشكل ضرورة للسياسات والممارسات كي تصبح فعالة"، مضيفا أن دراسة المنظمة الجديدة تأتي كمساهمة في الجهود الوطنية والإقليمية والعالمية لتطوير جمع البيانات والمعلومات حول الكوارث الشاملة ونظم المراقبة والرصد.

وتابع تقرير الفاو: "ينطوي الجفاف على أشد الآثار ضررا -نحو 90 في المائة من خسائر الإنتاج- بالنسبة للزراعة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يساهم القطاع في المتوسط بربع إجمالي الناتج المحلي، ويرتفع ذلك إلى النصف حين يضم الأعمال الزراعية التجارية".

وفي تقدير متحفظ، بلغ مجموع خسائر المحاصيل والإنتاج الحيواني عقب حالات الجفاف الكبرى ما تتجاوز قيمته 30 مليار دولار بين عامي 1991 و 2013 في هذا الإقليم، وغالبا ما يخلف الجفاف أضرارا متتالية على الاقتصادات الوطنية، كما تبيَّن في حالة كينيا حيث تسبب بين عامي 2008 و2011 في خسائر كبرى بصناعة تجهيز الأغذية، وبخاصة طحن الحبوب والبن وتجهيز الشاي.

وشدد التقرير على أن الاستثمارات في الاستجابة للكوارث والتعافي منها ينبغي أن تشمل بناء قدرة التجاوب مع الصدمات في المستقبل، من خلال تدابير الحد من المخاطر وإدارتها، ولا سيما لدى البلدان التي تواجه كوارث متكررة وأينما تشكل الزراعة مورداً حاسما لسبل المعيشة، والأمن الغذائي والتغذية، فضلاً عن كونها محرّكاً رئيسيا للاقتصاد الوطني.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك