النقابة المستقلة للنقل العام: مطالبنا من أجل كل الغلابة فى مصر - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 4:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يجمعهم الطريق.. مصالح الكمسرى والسواق والراكب فى أتوبيس واحد

النقابة المستقلة للنقل العام: مطالبنا من أجل كل الغلابة فى مصر

تصوير: أحمد عبد اللطيف
تصوير: أحمد عبد اللطيف
الشروق
نشر في: الثلاثاء 27 مارس 2012 - 6:00 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 27 مارس 2012 - 6:00 ص

اعتادوا أن يستيقظوا عند أذان الفجر، ولا ينامون إلا بعد منتصف الليل. هكذا سار عليه منوال حياتهم دون أن يصلح الفتات الذى يأتى لهم عبر نقابتهم باتحاد العمال بأى إصلاح فى أحوالهم. فمازال الواحد منهم الذى قضى فى الهيئة 15 عاما يتقاضى 530 جنيها، ومازال عليه أن يسلم أتوبيسه لزميله فى الوردية، ويسرع وراء رزقه على تاكسى أبيض أو أسود، أو على مينى باص قطاع خاص من النقل الجماعى، أو عند صاحب سيارة ملاكى. فهم يعملون فى هيئة النقل العام منذ سنوات ويحملون على عاتقهم نقل 3 ملايين مواطن داخل القاهرة الكبرى كل يوم من هؤلاء الذين تتشابه ظروفهم مع السواق والكمسرى. دون أن تنجح مفاوضات نقابة النقل البرى مع الحكومة إلا فى إعطاء المسكنات التى تؤجل انفجار الأوضاع دون أن توقفه. وربما كان ذلك مبررا كافيا لأن نعرف لماذا قبل أقل من عام على الإعلان عن تشكيل النقابة المستقلة للنقل العام كانت تضم ما يزيد على 12 ألف عضو.

 

ما بين الإضراب الحالى الذى أوقف عجلات جميع الأتوبيسات فى 28 جراجا وبين أول إضراب فى مارس من العام الماضى اكتسبت النقابة المستقلة مصداقية. خاصة أنها شهدت انتخابات ديمقراطية انتقلت فيها القيادة من رئيس لآخر. وظل الرئيس السابق على فتوح يمارس عملا تفاوضيا جنبا إلى جنب مع عادل الشاذلى القيادة الجديدة. واكتسب أعضاء مجلس الإدارة فاعلية تمكنهم من اتخاذ أى قرار، مثل الإضراب عبر استفتاء من جميع أعضاء النقابة دون أن ينزل عليهم القرار من أعلى. «لا يجرؤ أحد من قيادات النقابة المستقلة أن يتخذ قرارا إلا بالرجوع إلى جميع العمال. فنحن لم نتخذ قرار الإضراب الكلى إلا بعد أن وافق عليه الجميع. ولم يثننا عن ذلك عدم موافقة نقابة النقل البرى التابعة لاتحاد العمال الذين يقفون ضد النقابة المستقلة» يؤكد مجدى حسن سكرتير عام النقابة المستقلة وأحد ضحايا الموقعة الشهيرة فى الجبل الأحمر.

 

وكان مجدى حسن قد تعرض لهجوم من جانب بعض أعضاء نقابة النقل البرى التابعة لاتحاد العمال أثناء اعتصام نظمته النقابة المستقلة عند إدارة الجبل الأحمر. وتم تقطيع ملابسه وهو يحمل هذه الملابس الملطخة بالدم فى معظم الأيام لأنها دليله على ممارسات اتحاد العمال.

 

مجدى حسن ليس الضحية الوحيدة ولكن المتحدث الرسمى للنقابة المستقلة الشيخ طارق السيد الذى يقول إن موقعة «الجبل» هى أقرب إلى موقعة «الجمل» أثناء الثورة لأنه نفس المنهج الإجرامى لاتحاد العمال.

 

«لو كانت نقابة النقل البرى تملك أى تأييد من عمال النقل العام لكانوا قد استطاعوا أن يكسروا الإضراب. ولكنهم لا يملكون تحريك أتوبيس واحد. هناك عدد كبير من العمال أوقفوا دفع اشتراكات لهذه النقابة لأنها لم تعد تمثلهم». تبعا لسكرتير النقابة المستقلة.

 

أعضاء النقابة المستقلة لا يفصلون بين حركتهم الحالية وما يقاومونه داخل هيئة النقل العام لتحسن الأوضاع وبين مصلحة الناس التى تشاركهم الأتوبيس كل يوم «على فكرة الأتوبيس الأحمر أفضل كثيرا من أتوبيس النقل الجماعى لأنه يسمح بعدد أكبر. ويكون التكدس فيه أقل، أى أنه أكثر آدمية. الناس لا تعرف أن هذه بداية خصخصة للخطوط. لأن تسيير خطوط النقل الجماعى معناه تقليل عدد الخطوط النقل العام التى يدفع فيها المواطن خمسين قرشا. يعنى بيسرقوا خط سير الهيئة، وزبون الهيئة والموقف كمان. خاصة أنهم يختارون الخطوط التى عليها إقبال كبير فنجدهم يسيرون على الخط 16 أو 17 دون أن يحاسبهم أحد» على حد قول السائق محمود محمد عضو النقابة المستقلة.

 

«لا يمكن أن يتصور الناس مقدار ما نعانيه، ونحن مضربون عن العمل. نحن نشعر بأن عملنا الأساسى هو خدمة محدودى الدخل. لأننا ندرك تماما أنهم سيعانون كثيرا لأنهم ليس لديهم القدرة على أن يركبوا تاكسى، أو حتى مينى باص النقل الجماعى يبقى مين اللى بيظلم الناس. ولماذا لا تنظم سيارات النقل الجماعى من داخل الهيئة وتستفيد من الحصيلة» يقول هانى إسماعيل نائب رئيس النقابة المستقلة.

 

«إذ عرفنا تشكيل مجلس إدارة الهيئة لاكتشفنا لماذا يصرون على أن تبقى الهيئة تابعة لمحافظة القاهرة. الهيئة تتشكل من سكرتير عام لكل من محافظة القاهرة والجيزة والقليوبية ورؤساء حى مدينة نصر والجيزة وشبرا الخيمة وخمسة مستشارين من مجلس الدولة ولواء من الشرطة. وطبعا لنا أن نتخيل كم يحصل كل هؤلاء من مرتبات» على حد قول صابر أبوسريع رئيس لجنة الاتصال النقابى بالنقابة المستقلة.

 

والعمال يربطون بين وجود مستشارين من مجلس الدولة فى مجلس إدارة الهيئة وبين فتوى صدرت تسهل حصول شرطة النقل من أموال الهيئة تحت بند مكافآت شهرية لعمال النقل العام وهى تقدر بالملايين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك