وقال مصدر أمنى إن شهود العيان من المصابين أكدوا أن الإرهابيين كانوا يستقلون سيارتين ربع نقل، وأطلقوا وابلا من الأعيرة النارية تجاه الركاب، وسط الطريق الصحراوى المؤدى إلى الدير، موضحا أن الأمن لم يخطر بخط سير الضحايا أو تحركاته.
كما لفتت مصادر فى مصلحة الأمن العام، أن قوات الشرطة تؤمن مبنى الدير الذى يبعد عن مركز العدوة بأكثر من 50 كيلومترا وسط الصحراء الغربية، مؤكدة أنه يشهد استنفارا أمنيا منذ أحداث تفجيرات الكنائس والأديرة، حيث تم منع راحات الضباط والأفراد، وصدرت تعليمات لجميع القساوسة والمطارنة بتوخى الحذر والحيطة فى التجمعات فى السفر والرحلات، وإخطار الأجهزة الأمنية بأية رحلة منعا لتكرار الأحداث الإرهابية.
وأشار مدير إدارة البحث الجنائى فى مديرية أمن بنى سويف اللواء خالد حسين، إلى أن مثل هذه الرحلات معتادة بين الأهالى لزيارة الدير، لذا لم يحصلوا على تصاريح مسبقة، لأنها زيارة عادية وغير مرتبطة بأى طقوس دينية.
وأكد وكيل مطرانية بنى سويف القمص فرانسيس، أن الأقباط الذين نالتهم أيدى الخسة كانوا جميعهم من قرية نزلة حنا، التابعة لمركز ببا جنوب بنى سويف، وكانوا فى طريقهم إلى دير العدوة فى محافظة المنيا، وأثناء استقلالهم الأتوبيس تعرضوا لهجوم مسلح من العناصر الإرهابية، التى أطلقت عليهم وابلا من الأعيرة النارية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وأضاف: «نعزى أنفسنا فى ضحايا الارهاب الغاشم، الذى يهدف إلى النيل من الوطن ووحدته».
وقال مدير إدارة البحث الجنائى فى المديرية اللواء خلف حسين، إن قوات الأمن فرضت كردونا أمنيا حول المنطقة، كما تم وضع نقاط تفتيش لضبط الجناة، بالتعاون مع مديرية أمن المنيا، فيما انتشرت القوات المتحركة والثابتة فى جميع الطرق بالمحافظة، وأمام الكنائس والمصالح الحكومية.
وأعلنت مديرية أمن أسيوط حالة الاستنفار على طرق ومداخل المحافظة بين الوادى الجديد والمنيا وسوهاج، وطريق أسيوط ــ البحر الأحمر، وقال مدير الأمن اللواء عاطف قليعى، لـ«الشروق» إنه تم فرض كردونات أمنية مشددة أمام المنشآت العامة والخاصة، وإجراء تفتيشات موسعة للسيارات والمواطنين على المداخل والمخارج الحدودية للمحافظة.
وأضاف قليعى أن قوات الأمن المركزى والمباحث الجنائية والشرطة العسكرية مشطت الشوارع والميادين المحيطة بجميع الكنائس والأديرة والمنشآت العامة، من بينها مبنى مديرية الأمن، ومبنى المحافظة، ومجمع المحاكم، واستراحات ومساكن قيادات وضباط الشرطة.
وأصدر مدير أمن جنوب سيناء اللواء أحمد طايل تعليمات لقوات الأكمنة الثابتة والمتحركة بضرورة رفع حالة الاستنفار الأمنى، وفحص أى مشتبه به قادم إلى المحافظة، مع تفتيش الوافدين دون استثناء، مع فحص جميع المركبات التى تقل سائحين أو مصريين، أثناء زيارتهم الأديرة.
كما تم إغلاق الطريق الأوسط الرابط مع محافظة شمال سيناء، خاصة الدروب الجبلية، لضبط أى محاولات لتسلل الإرهابيين، وأجريت عمليات تفتيش دقيقة بداية من نفق الشهيد أحمد حمدى وحتى طابا، وفرضت قوات مشتركة من الشرطة والجيش الثالث الميدانى طوقا أمنيا فى طريق سيناء الأوسط المعروف باسم «طابا النقب».
وتفقد مدير أمن سوهاج اللواء مصطفى مقبل، الخدمات الأمنية فى عدد من الكنائس، التى تم تشديد التأمين عليها وعلى المنشآت الحيوية، ووجه إدارة المرور بالتعامل مع أى مركبات أو سيارات يلاحظ وقوفها أمام المنشآت أو التجمعات السكنية، ومشط خبراء المفرقعات محيطات الكنائس كإجراء احترازى، وتم توسيع دائرة الاشتباه، والاستعانة بكاميرات المراقبة لرصد التحركات المشبوهة.
كما قام مدير أمن الفيوم اللواء خالد شلبى، بزيارة مفاجئة للخدمات والحراسات المعينة على كنائس مدينة الفيوم، ومركز أطسا، ودير الملاك، والتمركزات الأمنية فى سنورس، لمتابعة عمليات التأمين.
وانتشرت المدرعات بجانب التعزيزات الأمنية فى محيط كنيسة العذراء بالأقصر، والمزارات السياحية المجاورة لها، بجانب تسيير دوريات الشرطة فى الشوارع، وأشار مدير الأمن اللواء عصام الحملى، إلى تنفيذ حملات موسعة لتمشيط الجزر النيلية والمناطق الجبلية المتاخمة للكنائس والأديرة، وتشديد الوجود الأمنى فى محيط مطار الأقصر، والفنادق والمنتجعات السياحية. وشدد مدير أمن البحيرة اللواء علاء الدين شوقى إنه تم وضع خطة أمنية، بالتنسيق مع مطران البحيرة والخمس مدن الغربية الأنبا باخوميوس، لتأمين الكنائس، ومبنى المطرانية، ومنطقة الأديرة فى وادى النطرون، عن طريق وضع كاميرات مراقبة داخل وخارج الكنائس لرصد حركة المترددين عليها، ومنع أى مشتبه فيه من دخول أى كنيسة إلا بعد فحصه والتحقق من شخصيته.
كما شدد مدير أمن قنا، اللواء صلاح الدين حسان، على تمشيط الطرق الصحراوية من المجموعات القتالية، للبحث عن المتهمين في الحادث، وأى عناصر تكفيرية تتخذ من المناطق الجبلية على طريق «قنا – سوهاج» مخبأ لهم.