ظاهرة «الأكل البيتى».. محاولات زيادة الدخل على الطريقة المصرية! - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:59 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ظاهرة «الأكل البيتى».. محاولات زيادة الدخل على الطريقة المصرية!

كتبت : أسماء حلمى
نشر في: الأحد 27 مايو 2018 - 6:55 م | آخر تحديث: الإثنين 28 مايو 2018 - 5:15 م

-«الصحة» لها الحق في غلق المطاعم غير المطابقة للمواصفات، لكن من يراقب طعام الزبائن
-غالبية الزبائن من الموظفين والمغتربين في القاهرة والإسكندرية


انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إعداد الأكل البيتي، كمشاريع اثتصادية صغيرة تساهم فى زيادة دخول بعض الأسر وربات البيوت، عن طريق إعداد الطعام في المنازل وبيعه للسيدات العاملات أو من لديهن مسؤوليات عديدة ولا تجد وقت لإعداد الطعام لأسرتها.

من الناحية الاقتصادية، يرى الخبراء أن تلك المشاريع الصغيرة هى فرصة لزيادة الدخول ومحاربة البطالة، لكن على الجانب الآخر، من الجانب الصحي، يرى بعض الأطباء أنها ظاهرة خطيرة لأنها تتم بعيدا عن عيون رقابة مفتشى الصحة والتموين وما بين جدواها الاقتصادية وخطورتها الصحية بحثت «الشروق» في هذه الظاهرة الجديدة التى انتشرت مؤخرا.

رحاب مؤمن إحدى السيدات اللاتي يتحدثن عن تجربتها، تقول إنها بدأت في اعداد الطعام في المنزل منذ 3سنوات واكتشفت موهبتها من خلال تشجيع الأصدقاء والأقارب، إلى أن أعدت قائمه طعام منزلى لبيعه لمن يريد، وتتضمن القائمة عدة أنواع من الطعام.

وتضيف رحاب أن معظم زبائنها من العاملات والسيدات اللاتي لا يجدن وقتا لطهى الطعام وإعداده فى المنزل،"وتؤكد أنها تبلغ زبائنها بضرورة إبلاغها بنوعية وكمية الأكلات التى يرغبون فيها، لأنها الوحيدة المسؤولة عن شراء الخضروات واللحوم وكافه التجهيزات الأخرى.

وعن طريقة توصيل الطعام للمنازل، تقول إن طريقة التوصيل لا تكون من خلال خدمة التوصيل العادية بسبب تكلفتها المرتفعة، لذا يفضل بعض الزبائن المجئ للبيت لاستلام الطعام أو توصيل الطعام بنفسها فى بعض الأحيان.

أما سالي عيسى والتي تعتبر من أوائل من أطلقن مشروع الأكل البيتي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تقول إنها استطاعت، خلال عامين فقط، جذب العاملات والطلاب والموظفين المغتربين في القاهرة والإسكندرية، من خلال ابتكار دجاج من نوعية وتتبيلة خاصة للأطفال، ويناسب الأسر أثناء المصيف أيضا، وهو دجاج «تيك أواى» يناسب التنقل ولاأكل فى الشارع.

وتضيف أن طلبات الولائم تزداد في رمضان والأعياد بسبب التجمعات العائلية، كما أنها تزداد في المناسبات مثل الخطوبة والعقيقة وما إلى ذلك، لافتة إلى أنها تعتمد على خدمة توصيل الطلبات للمنازل.

تنزل سالى خصيصا للقاهرة لشراء بعض البهارات غير المتوفرة فى كفر الشيخ، وبعض أنواع البهارات حققت معها نجاحات عديدة دفعتها للاستعانة بصديقتها لمساعدتها.

بين الأكل المصري والأكل السوري:

لا يقتصر الأمر على المصريين فقط، فالنساء السوريات أيضا دخلن المجال وبقوة، نظرا لجودة المطبخ السوري، وحب المصريين له، وفي هذا السياق تقول «لوجين شحادة» شيف الأكل البيتي السوري أن الحلويات السورية هي السبب الرئيسي في شهرتها وسط الناس خاصة خلال رمضان السابق، حيث كان إقبال المصريين شديد وخاصة الأمهات التي تحاول أن جذب
أولادها للأكل البيتي.

وتضيف أن الأطفال المصريين الذين تعودوا علىتناول ساندويتشات الشاورما السوري خلال الخروجات والتنزه، بديلا للمطاعم ، هم من أبرز زبائنها، مشيرة إلى أن بعض الأسر السورية التي تقيم حفلات وولائم في رمضان هم من زبائنها أيضا.

«غياب الرقابة»:

ما بين عدم وجود وقت لتجهيز الطعام بالمنزل والخوف على الأطفال من أطعمة الشوارع، تبرز أهمية الاهتمام بالجانب الصحي ومدى مطابقة الغذاء للمواصفات، وهو ما يعتبر عاملا رئيسا في الحكم على الظاهرة.
ترى الدكتورة جيهان رابح، أستاذ التغذية العلاجية، أنه لابد من وجود رقابة على جميع المشروعات الغذائية التى تعد بالمنزل، من قبل وزارة الصحة، وهدف الرقابة هو تنظيم قواعد تتبعها السيدات مثل قص الأظافر وارتداء قبعة أو طربوش الرأس وارتداء القفازات، وأن تكون الأماكن المستخدمة في إعداد الطعام خالية من الحشرات والتأكد من نظافة الأدوات.

وأضافت أنه يجب التأكد من أن العاملات بهذا النوع من المشاريع لا يعانين من أمراض حتى لا ينتقل المرض خلال الطعام ويتسبب بعدوى للأخرين و ينطبق هذا على من يساعدهن، فالأفراد العاملين في مطاعم لديهم شهادات صحية ووزارة الصحة لها الحق في غلق المطاعم التى تقدم طعام ليس بالمواصفات السليمة، ويجب أن تشمل مظلة الرقابة مساعدين أو مساعدات أصحاب تلك المشاريع.

أما من الجانب الاقتصادي، فالدكتور عبد الخالق فاروق الخبير اقتصادي، يوضح أن مشروع الأكل البيتي ظهر منذ أكثر من ١٠ سنوات والقائمين على المشروع معظمهم سيدات لا يعملن أو عاملات داخل مؤسسات حكومية، تطهى السيدة منهم الطعام في المنزل ثم تبيعه لزملائها أو جيرانها أو أى أحد يطلب ذلك.

وبحسب فاروق، فإن هذه النوعية من المشاريع تخلق مصادر جديدة للدخل لبعض الأشخاص وهذه خطوة إيجابية في زيادة دخل الأسرة.

وتندرج هذه الأعمال تحت بند المشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر، لكنه من غير المؤكد، بنسبة كبيرة، تحول أحد هذه المشروعات إلى مطاعم كبيرة نظرا لعدم قدرته على المنافسة مع مطاعم كبيرة لها باع طويل وأفرع عديدة منتشرة فى أنحاء الجمهورية، ومن جانب آخر فإن فرصها ضعيفة فى الانتشار بسبب حالة الركود الاقتصادي الذي يجعل هذه المشروعات صغيرة وتكون فى إطار أصغر يتم بصورة «تحويلات مالية» بين الأسر الغنية والفقيرة بشكل عام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك