تتبع الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، وزارة الإنتاج الحربى، وتشرف عليها وزارة التعليم العالى، حيث بدأت الدراسة بها اعتبارا من عام 2015 / 2016، بهدف تخريج كفاءات متميزة من المهندسين فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة فى تخصصات الهندسة الكهربائية والميكانيكية والكيميائية، وتستقبل الحاصلين على شهادة الثانوية العامة من قسم علمى رياضة وما يعادلها وفقا لقواعد مكتب التنسيق، وتمنح درجة البكالوريوس فى الهندسة، وتصل مدة الدراسة بها خمس سنوات بنظام الساعات المعتمدة بمصروفات.
وقال الدكتور وحيد غريب، عميد الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، وعضو لجنة القطاع الهندسى وخبير تعليم فى مجال الهندسة، فى حوار لـ«الشروق»، أن الأكاديمية تعد أحد إنجازات وزارة الإنتاج الحربى، وهى المالكة للأكاديمية، وتخضع لإشراف وزارة التعليم العالى، مشيرا إلى أن الطالب الذى يدرس فى الأكاديمية يعد محظوظا لأنه تحت مسئولية وزارتى الإنتاج الحربى والتعليم العالى، وليس وزارة واحدة كما يحدث فى باقى الكليات والمعاهد الهندسية، لافتا إلى أن أكثر المتقدمين من الذكور، ولاعتقاد البعض أن الأكاديمية عسكرية.
وأوضح غريب، أن الأكاديمية تعتبر من أحدث المؤسسات التعليمية فى مصر، ويحصل الخريج على شهادة البكالوريوس فى الهندسة، مشيرا إلى أن الأكاديمية تسعى إلى تأهيل طلابها علميا ومعمليا من خلال التعليم والتدريب والبحث العلمى وتداول المعرفة عن طريق تقديم برامج هندسية على اعلى مستويات الجودة ومواكبة التغيير والتطوير فى المجتمع العلمى كما تسعى إلى تأهيلهم على القدرة فى مجالات الابداع والعمل الجماعى داخل شركات الهيئة القومية للانتاج الحربى ومثيلاتها.
وأشار غريب، إلى أن خريج الأكاديمية هو مهندس مدنى، وليس مهندسا يعمل بالقوات المسلحة كما يعتقد البعض، مشددا على أن الأكاديمية تهدف إلى تخريج مهندسين متميزين قادرين على خدمة الوطن، موضحا أن الأكاديمية تتميز بإتاحة التدريب للطلبة خلال الإجازة الصيفية، داخل مصانع الإنتاج الحربى كل فى مجاله، لمدة شهر دون أى مصاريف إضافية، ليحصل الطلاب بها على المعلومات والخبرة العملية، لافتا إلى أن خريج الأكاديمية يكون مؤهلا للحياة العملية، وفى غير الحاجة إلى إعادة التأهيل.
وتعد الأكاديمية منشأة تابعة للدولة، لا تهدف إلى الربح، ولكنها، تحاول تغطية نفقات دراسة الطلبة بها فقط، وتخريج أجيال جديدة من المهندسين قادرين على التفاعل مع ظروف العمل، ومواكبة أحدث الأساليب الفنية والتدريبية، وتوقع عميد الاكاديمية أن تصل المصروفات الدراسية هذا العام بالنسبة لطلاب المستوى العام، 30 ألف جنيه بقيمة ثابتة حتى التخرج.

ولفت غريب، إلى أن الدراسة بدأت فى الأكاديمية عام 2015/2016، فى ثلاثة أقسام، كهرباء تخصص اليكترونيكس وكومنيكيشنز، وقسم ميكانيكا تخصص ميكاترونكس، وأخيرا قسم هندسة كيميائية، مشيرا إلى أنه من المستهدف خلال الخطة الإستراتيجية للأكاديمية التوسع فى العديد من التخصصات المتعلقة بالتكنولوجيا المتقدمة خلال الفترة القادمة، منها السعى لافتتاح أقسام تخص الطاقة الجديدة والمتجددة، ولكنهم فى انتظار تخريج أول دفعة فى 2020 للحصول على شهادة الجودة، مما يساعد فى التوسع فى المجالات المختلفة، مشيرا إلى أن التخطيط الهيكلى للأكاديمية يعتمد على متابعة الخريجين عن طريق إدارة الجودة.
وأعرب غريب عن أمنيته بافتتاح قسم مختص بهندسة المواد، مشيرا إلى أن علم المواد يصرف عليه أكثر من 60% من ميزانية الأبحاث فى العالم، وهى تستهدف المساعدة على تقليل الاستيراد، مشيرا إلى أن هذا التخصص رغم أهميته لا يوجد فى أى جامعة حكومية مصرية ويدرس فقط فى بعض الجامعات الخاصة فى مصر.
وقال غريب، إن الأكاديمية تمنح الطلاب المستجدين كورسات فى الفيزياء والرياضيات، قبل الالتحاق بالمستوى العام، معللا ذلك بأن النظام التعليمى فى الثانوية العامة فاشل ومهلهل، ومعظم الطلاب ليس لديهم أدنى معرفة بأساسيات الرياضيات والفيزياء رغم نجاحهم وحصولهم على درجات مرتفعة فى الثانوية العامة.
وأكد عميد الأكاديمية، أن اختيار أعضاء هيئة التدريس يتم وفقا لمعايير الجودة، وتلقينا أكثر من 1000 طلب التحاق بعد الإعلان عن فتح باب التعيينات فى إبريل الماضى، ويتم دراستها حاليا على أن تكون المقابلات خلال الفترة القادمة بعد انتهاء الفرز، مؤكدا على أنه لا يتخذ قرار تعيين أى فرد منفردا، إنما من خلال لجنة تضم رؤساء الأفسام، مؤكدا أنه لا توجد مجاملات فى التعيينات، والالتزام باتاحة الفرصة للكفاءة، لان من أسباب انهيار مؤساسات الدولة الوساطة والمحسوبية.
وأشار غريب، إلى أن المقررات الدراسية التى تم وضعها للدراسة بالأكاديمية تم اعتمادها من قبل نخبة متميزة من أساتذة الهندسة فى الجامعات المختلفة، وتم اعتمادها من المجلس الأعلى للجامعات، وتم تجهيز القاعات الدراسية بأحدث الوسائل التعليمية بالإضافة إلى إتاحة الورش ومعامل البحث والأجهزة المتطورة التى تمتلكها وزارة الإنتاج الحربى لخدمة الدارسين.
ولفت عميد الأكاديمية، إلى أنهم وفروا بعض التيسيرات والخدمات للطلبة والطالبات الراغبين فى الالتحاق، مثل الانتقالات، وإتاحة الملاعب الرياضية والصالة المغطاة، التى تم تأسيسها لأداء جميع الألعاب والأنشطة الرياضية، وبخصوص أماكن السكن، فهناك مشروع الآن يتم دراسته أمام الوزير يهدف لإنشاء مدينة سكنية ملحق بها فندق لاستضافة الطلاب والوفود القادمة من الخارج، موضحا أن الأكاديمية تقع داخل مجمع الإنتاج الحربى بمدينة السلام، وقد تم التجهيز والإعداد لها منذ عام 2002 حتى تم الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة التعليم العالى لاعتمادها.