كثفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حملاتها بجميع انحاء الجمهورية للتضييق على العناصر الإجرامية وتجار المخدرات قبل عيد الفطر المبارك. وصرح مصدر بالادارة العامة لمكافحة المخدرات بأن حملات الادارة خلال هذا العام أسفرت عن ضبط ٨٤ طنا من مخدر الحشيش، و21 طنا من نبات البانجو المخدر و٢٦٠ كجم هيروين و٣٫٥ كجم كوكايين و١٥٣ مليون قرص مخدر، بالإضافة إلى ٨ قضايا غسيل أموال بمبلغ ٧٠٠ مليون جنيه.
وأضاف المصدر: «الظروف الأمنية التى تعيشها مصر حاليا أدت إلى زيادة معدلات الجريمة خاصة المخدرات، وارتباط تجارة المخدرات بتجارة وتهريب الأسلحة والذخائر ألقى بأعباء جديدة على جهاز المكافحة حيث لم تعد المواجهة مع مهربى وتجار المواد المخدرة تقليدية، ولكنها زادت شراسة نظرا لزيادة الإنتاج العالمى من كافة أنواع المخدرات وحاجة المنتجين لتصريف منتجاتهم، مستشهدا بالقضايا التى تم ضبطها بالاشتراك مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتمثل نحو ١٠٠ طن من الحشيش. وتابع المصدر: «عقار الترامادول دمر عقول الشباب وهو الأكثر شيوعا وانتشارا بينهم».
وقال إن الإدارة تبذل جهودا كبيرة للقضاء على تلك الظاهرة ونعمل بخطة تتمثل فى مواجهة عمليات الجلب والتهريب، ومكافحة زراعة النباتات المخدرة ومواجهة البؤر الإجرامية التى تتاجر فى المخدرات فى الشارع ومواجهة التعاطى، لما تسببه من دمار للشباب كما يقوم الجهاز حاليا بتكثيف الحملات على تجار المخدرات استعدادا للعيد، ولدينا خط ساخن لاستقبال البلاغات على مدار الساعة بخلاف موقع إلكترونى للتعريف بالمخدرات وأضرارها، ونقوم بالتنسيق مع المجلس القومى لمكافحة الإدمان وصندوق مكافحة الإدمان الذى نجوب معهما محافظات الجمهورية، فى المراكز والنوادى وعلى المقاهى وأماكن تجمع الشباب، ومقاهى الإنترنت وأيضا فى الجامعات ونلقى محاضرات توعية فى المدارس عن أضرار المخدرات، ولدينا معهد تدريب عال جدا يستقبل طلبة المدارس والجامعات للتعريف بالمخدرات وأضرارها بالتنسيق مع وزارة الصحة، وقطاع الصحة النفسية لمن يتقدم ويطلب العلاج.
وكشف المصدر أن نسبة انتشار المخدرات، فى مصر تتراوح بين 70 و80 %، وهذه نسبة خطيرة جدا تحاول الادارة أن تقضى عليها تدريجيا، مشيرا إلى المخدرات تدخل مصر مهربة عن طريق الحدود الليبية والسودانية، وأن مدمنى عقار الترمادول نسبتهم وصلت إلى 50% من متعاطى المخدرات، وأغلب الضبطيات تكون حبوبا مخدرة والحشيش أقل.
واخترقت «الشروق» أوكار ودواليب المخدرات بمصر القديمة لتكشف استعدادات «مافيا الكيف»، فبجوار أقدم مسجد بقارة أفريقيا تتمركز منطقة الجيارة التى تعد واحدة من أفقر المناطق فى مصر فعلى بعد أمتار يقف التاريخ شاهدا على مكان اتسع للأديان السماوية، حيث يجاور المعبداليهودى كل من الكنيسة المعلقة ومسجد عمرو بن العاص، وتمتد الجيارة من محطة مترو الملك الصالح حتى موقف السيدة عائشة، وتعرف بأنها ملجأ الفتوات والبلطجة وتجارة المخدرات وتعد إلى جانب ذلك المنطقة الأولى لتصنيع الجلود والغراء على مستوى الجمهورية.
«الكينج ديلر»، زعيم الحشيش والترامادول بشارع سيدى حسن الأنور، صاحب دولاب مخدرات يحوى كل الأنواع، ويبيع على مرأى ومسمع من الجميع وعندما بدأت الحديث معه بالسؤال عن الانواع والاسعار، أعرب عن حزنه لانخفاض نسبة المبيعات على غير المعتاد هذا الموسم مقارنة بالاعوام الماضية. مشيرا إلى أنه يستعد بالاصناف الجديدة فى موسم العيد الذى ينتظره من العام للعام لبيع أكبر كمية من المخدرات وتحقيق أعلى نسبة أرباح لان مبيعات الايام العادية أقل من مبيعات الاعياد ورأس السنة.
وأوضح أن هذا الموسم يشهد أنواعا ومسميات عديدة للحشيش، لكل منها سعر ومذاق وأشهرها المفتاح وسعر الصباع 140 جنيها، ويمتلك متعاطيه إحساسا بالبهجة ويقدر سعر الكيس تجاريا 2200 جنيها، ويطلق على هذا الكيس بلغة الحشاشين كيس «تلاتات» ويقصد به كيس فئة 3 أوقيات أى يزن 14 جراما يتم تقسيم الكيس إلى 24 صباعا يتراوح ثمن الصباع بين 130 و 14 جنيها، وحشيش الجنرال وسعره 150 جنيها، ويوهم المتعاطى بالقدرة على التحدث والشجاعة، يقدر سعر الكيس فى هذا الصنف تجاريا بـ 2400 جنيه، ويطلق على هذا الكيس بلغة الحشاشين (كيس تلاتات) وهو مايقصد به كيس فئة 3 أوقيات أى يزن 140 جراما، يتم تقسيم الكيس إلى 24 صباعا يتراوح ثمن الصباع بين 120 و150 جنيها، وحشيش صدام وسعر الصباع 190 جنيها ويوحى هذا الصنف بالثقة بالنفس والرجولة وعدم الخوف من الموت وهو من الانواع القليلة المستمرة فى السوق لحب التجار والمتعاطين شخصية الرئيس العراقى الراحل ويقدر سعر الكيس تجاريا فى هذا الصنف بـ 2900 جنيه، ويطلق على هذا الكيس بلغة الحشاشين (كيس تلاتات) وهو ما يقصد به كيس فئة 3 أوقيات أى يزن 140 جرام، يتم تقسيم الكيس إلى 24 صباع يتراوح ثمن الصباع بين 1170 و1180 جنيها وحشيش الطور وهو صنف ظهر هذه الايام يتميز برخص سعره ويعتبر المضروب بعكس الاصناف الأخرى الأصلية.
وعندما سألت «أفيونة ديلر» بشارع أبو سيفين بالجيارة والذى يحتوى دولابه على جميع الادوية المخدرة بجانب الحشيش عن أنواع وأسعار البرشام قال: «ماذا تريد عندى كل الانواع وأسعارى كويسة أرخص من الدواليب الاخرى والبرشام، عندى أصلى مش صينى ولا مضروب. الترمادول الاحمر ويلقب بالتفاحة لانه مرسوم على الغلاف تفاحة وسعر الشريط 30 جنيها وفى الايام العادية قبل العيد بفترة كبيرة وبعد العيد سعره 25 جنيها ومن الممكن أن يأتى زبون يشترى فرط، حباية أو حبايتين ولكن فى هذه الحالة يكون سعر البرشامة 5 جنيهات والتامول الملقب بالساحر الابيض سعره 30 جنيها وفى الايام العدية يكون سعره 25 جنيها ومنه أيضا يوجد بيع فرط برشامة أو برشامتين وورقة البانجو بـ 25 جنيها وتذكرة الهيروين بـ35 جنيه أباتريل وسعر الشريط 100 جنيه، وعندى برشام الابترل والصراصير والترماجاك والتادول وعندى تذكرة البيسا وهى مزاج الناس الرايقة وهى عبارة عن تذكرة هروين أو كوكاين، وسعرها يتراوح من 35 إلى 50 جنيها وأسعار الحشيش عندى تبدأ من من 50 جنيها للقطعة وهى تكفى لـ«لف» 3 سجاير أو رصها على 4 حجارة شيشة حسب مزاج الزبون وتختلف مسميات الحشيش فهناك خمس خمسات، أو الكف والدولار وأيضا هناك الحشيش البلدى والمغربى والأفغانى والبسكوته والجنرال وتختلف أسعار الحشيش على حسب الحجم والمقاس حيث تجد المكعب، يباع بـ120 جنيها والصوباع بـ 140 جنيه والربع كيس بـ 700 جنيه والكيس الكامل يصل إلى 2800 جنيه، لو اشتريت كمية سأحسبها لك بسعر أرخص 30% لكن لو اشتريت شريط أو شرطين سأبيعها لكن بثمن الذى قولته لك». ولم أر تخوفا يسيطر على أفيونة، حال وقوفه نتفاوض ونتفق على شراء كمية لقضاء سهرة العيد كما قلت له.
بحثت رفقة زميل رافقنى فى المغامرة المحفوفة بالمخاطر من أين يشترى «الديلر» بضاعتهم ومن الذى يملأ دواليبهم بأنواع الكيف المختلفة وبالاستعانة بديلر اتفقنا معه على أننا نريد كميات كبيرة ونريد معرفة الاسعار من المورد الكبير بالمنطقة فأخذنا فى شوارع متداخلة ومتصلة ببعضها وبدون تخوف بسبب انعدام الرقابة الامنية وعندما وصلنا قلت له «احنا فين بالظبط» قال: «نحن بمنطقة العلواية وهنا يمكنكم شراء أى كميات وأنواع تحتاجونها من المخدرات من البانجو والحشيش، والبودرة وكل أنواع البرشام» ودخلنا من حارة لأخرى حتى وجدنا أنفسنا فى بدروم منزل قديم وعندما دخلنا اغلق باب المنزل وراءنا ووجدنا صوت شخص يقول من معك يا أفيونة فأجابه: زبائن عايزين يقابلوا المعلم، فقال انتظروا وبعث مرسال إلى المعلم وعاد الينا بقوله اتفضلوا ماذا تشربون فقلنا له لما يأتى المعلم سنشرب معه الشاى وقام بسؤالنا من أين أنتم فقلنا له من الجيزة وكنا نتعامل مع تاجر فى الكيت كات ولكنه منذ فترة لا يبيع الدخان وحضر المعلم شخصا يرتدى جلباب بلدى وبدأ بالترحيب واصطحبنا معه إلى غرفه واسعه فى نفس المنزل وسألنا ماذا نريد فقلنا له جئنا لمعرفة الاسعار والانواع والاتفاق على الكمية التى نريدها لنأتى لك قبل العيد بثلاثة ايام ونستلم الكمية، وطلبنا منه أسعار المخدارت التى يمكن لنا أن نشتريها منه فقال عندى لبنانى خمسات وتلتات سعر الكرتونه 72 ألف جنيه للأولى، و54 الف جنيه للثانية، وعندى تلتات جيد ماركة المفتاح وعندى الجنرال ومارلبورو وعندى نوع شعبى رخيص أطلقوا عليه «الطور» ويتراوح سعر المفتاح والمرسيدس والمارلبورو من 2000 جنيه لـ1600 جنيه أما «الطور» فسعره 700 جنيه، وحول النقل قال بعد التعامل مرتين على الأقل يمكن لى أن أساعدكم، كما طلب منا أن نحدد ما نحتاجه قبل العيد جملة واحدة نظرا لأن البضاعه قليلة واشتكى من سوء الحال هذا الموسم، طلبنا منه الاستئذان لنتشاور مع من يريد الكمية وسنعاود الرجوع إليه فسمح لنا، خرجنا مع الديلر الذى حاول أخذنا إلى تاجر آخر فاعتذرنا له وقلنا «إحنا هنمشى علشان نرتب أمورنا ونتفق ونرجع ناخذ كمية كبيرة».
وقال عدد من الأهالى لـ«الشروق» إن الشرطة لم تدخل منطقة الجيارة منذ أن حاول الأهالى الاعتداء على ضابط المباحث طارق الوتيدى، رئيس مباحث قسم مصر القديمة، على خلفية اعتداء شقيقه الضابط أحمد الوتيدى، على أهالى الشهداء عند مسرح البالون.