إنذار فنان الجرافيتى جنزير للثورة: الفيروس ينتشر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنذار فنان الجرافيتى جنزير للثورة: الفيروس ينتشر

جنزير يرسم إحدى لوحاته استعدادا للمعرض بعد أيام تصوير دينا قابيل
جنزير يرسم إحدى لوحاته استعدادا للمعرض بعد أيام تصوير دينا قابيل
دينا قابيل
نشر في: الخميس 27 سبتمبر 2012 - 11:15 ص | آخر تحديث: الخميس 27 سبتمبر 2012 - 11:15 ص

الفنان جنزير الذى ملأ جدران الثورة برسوم الجرافيتى يقيم معرضا فنيا فى مطلع أكتوبر القادم بقاعة سفر خان بالزمالك. كان يكفى سماع هذا الخبر حتى «تمصمص» الشفاة وتتسع عيون الدهشة عن آخرها وتتردد فى الأذهان عشرات الأسئلة، هل يترك فنان الجرافيتى شوارع المدينة الواسعة ليحبس رسومه فى القاعات الأنيقة المغلقة؟

 

هل خفتت روح الاحتجاج ولم تعد الثورة مستمرة ــ كما كتب مرارا فى رسومه ــ لتتحول إلى معارض تجارية؟ وهل الجرافيتى، بصفته فن الشارع بامتياز، يظل محتفظا باسمه لو انتقل إلى قاعات الفن؟

 

داخل قاعة سفر خان وهو غارق وسط البوية والقصاصات المطبوعة التى طالما استخدمها أيام الثورة، مستفيدا بتقنية الطبقات المتراكمة التى تميز رسوم الجرافيتى يرد جنزير. «هذا ليس معرض جرافيتى، وهدفى ليس إقامة جرافيتى ثورى داخل القاعات المغلقة» مشيرا إلى أنه ليس فقط فنان جرافيتى بل يندمج جنزير فى الحركة الفنية المعاصرة منذ عام 2007 وشارك فى معارض دولية منذ ذلك الحين.

 

جنزير الذى اشتهرت رسومه، من غير أن يعرف أحد شكله، لجداريات الشهداء و«قناع الحرية» والكائنات الخيالية المجنحة التى يذيلها بكتابات قوية تدين ما يدور من عنف ضد الشعب الغاضب، الذى انتشرت رسومه التحريضية على الشبكة العنكبوتية من خلال مدونته حيث دعا الناس لطباعة ملصقاته اللاذعة كنوع من التظاهر السلمى مثل «الجيش فوق الجميع» أو «بنات مصر خط أحمر» لازال يحتفظ اليوم بنفس الروح المقاتلة ويريد من خلال معرضه أن يقدم للناس جميعا فنا لصيقا بالشارع وبقضايا الناس العادية، فنا يهم فئات المجتمع المختلفة وليس مجرد طبقة واحدة.

 

يود لو يقتنص هذه اللحظة النادرة التى اجتمع الناس فيها حول فنه، مع غيره من فنانى الجرافيتى، ليزيل الحاجز المنيع بين العمل الثورى والعمل المبدع، ويدعو الناس للتعامل مع المعارض الفنية والتفاعل معها كما يفعلون مع المسرح والسينما.

 

يود لو تصبح هذه الروح الاحتجاجية التى تنهض للدفاع عن الحق والتى لا تتوانى عنه مثل الفيروس الذى ينتشر فى الهواء، وهو الشعار الذى أعطاه عنوانا لمعرضه الجديد «الفيروس ينتشر» حيث يتذكر جنزير حينما كان يسارع بانجاز رسوم الجرافيتى فى شوارع وسط البلد، وتحديدا حينما كان يقوم بوضع جدارية ضخمة لأحد الشهداء أمام دار القضاء العالى، وكيف تعاون معه المارة وتطوعوا بالمساعدة لإيمانهم بأهمية ما يقوم به. أدرك جنزير منذ ذلك الحين أهمية فن الشارع بالنسبة للناس «دائما ما يكون الجرافيتى مؤثرا، كما يقول الفنان، إما أن يقابله المار بالرفض والغضب أو بالحماس والتقدير لكنه أبدا لا يمكن أن يمر عليه مرور الكرام».

 

القائمون على قاعة سفر خان أدركوا أهمية إحداث هزة عنيفة فى الحركة الفنية، وها هم يفتتحون الموسم الفنى الجديد من أول أكتوبر ولمدة شهر كامل بأعمال جنزير بعد أن شهدت جدران القاعة أعمال الرواد العمالقة. استسلمت منى سعيد مديرة القاعة تماما لشطحات الفنان، حيث ينتوى تحويل طابقى القاعة إلى عمل فنى مركب مترابط يمثل الدور العلوى منه اللوحات المتعارف عليها على قماش الكانفاس، بينما الدور الأرضى يحمل روح المعاصرة ونبض الشارع العريض الذى تطل واجهة القاعة الزجاجية عليه. وإذا كان شعار «يسقط حسنى مبارك» كان بمثابة الإرهاصة الأولى التى خطها جنزير فى 25 يناير 2011 لفن الجرافيتى الثورى، فاليوم يدرك الفنان أن الفيروس ينتشر وأن «المجتمع سيظل لديه العديد من القضايا التى ينبغى أن تنعكس فنيا وليس فقط فى وقت الثورة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك