شهود عيان: الإرهابيون أطلقوا الرصاص بجنون نحو منازل «الروضة» وليس المسجد فقط - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهود عيان: الإرهابيون أطلقوا الرصاص بجنون نحو منازل «الروضة» وليس المسجد فقط

كتب – مصطفى سنجر:
نشر في: الإثنين 27 نوفمبر 2017 - 7:05 م | آخر تحديث: الإثنين 27 نوفمبر 2017 - 7:05 م
العثور على 18 جثة فى مواقع بعيدة عن المسجد فى اليوم الثانى للمذبحة.. كنا نتوقع استهداف القرية لكن لم نتصور وصول الحقد والكراهية إلى هذا المستوى

مصادر: عمليات أمنية غير مسبوقة لتطهير مناطق بئر العبد وجنوب العريش والشيخ زويد من الإرهابيين

«اتحاد القبائل» يتأهب لمعاونة قوات الأمن فى عمليات الثأر.. وقوات تأمين المنشآت الحيوية مستعدة للتصدى لأى هجوم إرهابى
واصل أهالى قرية الروضة فى محافظة شمال سيناء سرد تفاصيل الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجد القرية، وأسفر عن استشهاد وإصابة مئات الأشخاص. 


وقال شاهد عيان فضل عدم ذكر اسمه: «لقد أوقف الإرهابيون سيارة دفع رباعى (بيك اب كروز) فوق تبة عالية جنوب القرية ووجهوا مدفعا رشاشا عيار نصف بوصة نحو القرية، حيث كان أحدهم يطلق الرصاص بجنون نحو البيوت وليس المسجد فقط.

وأضاف أن رصاص الإرهابيين لم يقتصر على رواد المسجد فقط وإنما طال رجالا داخل البيوت وآخرين كانوا فى طريقهم إلى المسجد أو كانوا يمرون على الطريق الدولى، حيث كان القتل جماعيا دون تمييز».

وذكر محمد أبو سالمان من سكان القرية: «لقد وجدنا جثثا على مسافة بعيدة من المسجد.. ربما كانوا مصابين فارين من المسجد وماتوا إثر النزيف أو لاحقهم الإرهابيون دون أن يعلم بهم أحد سوى فى اليوم الثانى للكارثة»، مضيفا: «قمنا اليوم بجمع 18 جثة من مناطق بعيدة عن المسجد، لقد لاحقوا مصابا حاول الفرار والاحتماء داخل مأذنة المسجد وقاموا بقتله بالرصاص وهو مصاب، كما ألقوا قنبلة يدوية داخل الزاوية المجاورة للمسجد مما تسبب فى احتراق محتوياتها».

وأكمل: «خلال دفن الشهداء فى مقابر جماعية، كان الحديث يدور حول أشخاص فقدوا 7 أو أكثر من عائلاتهم منهم الأب أو العم أو الأبناء أو الأطفال يحتسبونهم عند الله من الشهداء».

وتابع أحد السكان: «كنا نتوقع أن يتم استهداف القرية ولكننا كنا نعتقد أن الإرهابيين ربما سيستهدفون فردا أو أكثر أو تفجير الزاوية الصوفية وهى خالية ولم نكن نتصور أن يصل حجم الحقد والكراهية إلى هذا المستوى»، مضيفا: «لقد أوقفنا حلقات الذكر فى الزاوية منذ أسابيع بعد تهديدات وصلت لسكان القرية».

وأضاف شاب من مركز بئر العبد خلال زيارته للمصابين فى مستشفى العريش: «أنا سائق حفار لودر.. حضرت إلى القرية بعد الحادث مباشرة ورأيت مشاهد مروعة فى المسجد وخارجه.. 
وشاركت ليلا فى عمل حفر لدفن الشهداء، ودفنا أحيانا 10 أشخاص فى حفرة و احدة».
وفى مشهد تضامنى حمل أهالى المناطق والقرى القريبة من قرية الروضة، الطعام والمشروبات وتوافدوا إلى مستشفى العريش العام ومستشفى بئر العبد العام، لتقديمها للمصابين وأقاربهم المتواجدين فى ساحة المستشفى.

وضمت قائمة الشهداء أفرادا من قطاع التربية والتعليم والإسعاف والمصالح الحكومية الأخرى ووافدين من محافظات أخرى، فكان بينهم الشاب عبدالرحمن أبو ملحوس موظف حكومى، والذى نزح مع أسرته من جنوب الشيخ زويد، هربا من جحيم المعارك، واستوطن فى القرية بجوار أهالى عشيرته، وكان يعمل على تنسيق وصول مساعدات الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى وتوصيلها للأسر الفقيرة جنوب الشيخ زويد والروضة، حتى وافته المنية إثر إصابته بعيار نارى قاتل فى الرقبة.

وضمت قائمة الشهداء أحد رموز قبيلة السواركة الحاج المسن محمد أبو تركمان أحد سكان قرية الخروبة بالشيخ زويد والذى نزح مع أسرته إلى قرية الروضة. 

وضمت قائمة المصابين مدير عام إدارة بئر العبد التعليمية الدكتور سليمان شميط، والذى كان حريصا على تعليم أبناء القرية، والذى فقد نجله الوحيد فى الحادث وهو طالب فى جامعة سيناء.
وقال نائب دائرة الشيخ زويد ورفح إبراهيم أبو شعيرة خلال وجوده فى مستشفى العريش لمتابعة أوضاع المصابين، أن من بين شهداء مذبحة مسجد الروضة 70 شخصا من النازحين من الشيخ.

يأتى ذلك فيما تشير الأوضاع على الأرض إلى أن قوات الأمن فى المحافظة مدعومة بعناصر قبلية تعد لعمليات أمنية غير مسبوقة لشن حملات موسعة تشمل مناطق مختلفة فى آن واحد تحت غطاء جوى، لضرب البؤر الارهابية التى يرجح وجودها فى الظهير الصحراوى لمركز بئر العبد وجنوب العريش وجنوب الشيخ زويد ومزارع رفح.

وتقوم القوات الجوية حاليا بعمليات محدودة لاستهداف مناطق بجنوب الشيخ زويد وجنوب العريش، بالتوازى مع أعمال التمشيط المعتادة، التى تركز على البحث عن العبوات الناسفة بجوار الطرق التى تسلكها آليات الجيش والشرطة، مستخدمة عربات تحمل أجهزة تشويش لاعتراض إشارات تفجير العبوات عن بعد.

وفى السياق ذاته، تتخذ أفراد الحراسة حول المقرات الأمنية وفى الكمائن وأمام أفرع البنوك والبريد أوضاعا متأهبة استعدادا للتصدى لأى هجمات محتملة.

وذكرت مصادر أنه تم الدفع بقيادات أمنية من وزارة الداخلية لدعم جهود مديرية أمن شمال سيناء، والاطلاع على آخر المستجدات وتحديث المخططات الأمنية، وفقا لآخر المعلومات التى تتوفر لدى الاجهزة الأمنية. 

من ناحية أخرى، يتأهب «اتحاد قبائل سيناء» فى تنفيذ تهديده للجماعات الإرهابية التى شنت هجوما على مسجد الروضة، حيث لا تزال فعاليات قوات إنفاذ القانون والشرطة هى التى تتم على الأرض فى مناطق مختلفة، كما تتخذ قبيلة الترابين أراضيها ميدانا للانطلاق بالتنسيق مع القوات المسلحة.

وكان البيان الصادر عن اجتماع اتحاد قبائل سيناء قد حمل وعيدا لمرتكبى مذبحة الروضة، مطالبا أبناء القبائل بالاتجاه إلى البرث جنوب رفح للانضمام لاتحاد القبائل وقوات الجيش والانطلاق فى عمليات كبرى للثأر وإنهاء الإرهاب تماما، مؤكدين أنه لا عزاء إلا بعد الثأر من الإرهابيين.

يذكر أن قرية الروضة التى حدثت فيها المذبحة غير المسبوقة، كانت تشكل شوكة فى حلق العناصر الإرهابية، حيث حصنت تخومها ونشرت أبناءها منذ شهور للتصدى لأى محاولة لاختراق القرية من الجهة الجنوبية الصحراوية، ويستقر فيها أبناء عشيرة الجريرات إحدى عشائر قبيلة السواركة التى تمتلك حجرا تاريخيا على الأراضى يصل إلى رفح مرورا بالشيخ زويد حتى أطراف مركز بئر العبد حيث توجد القرية.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك