كرم وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، مساء السبت، عددا من الشخصيات المصرية البارزة في مجال الثقافة والنشر، وذلك خلال حفل أقامته السفارة الجزائرية بالقاهرة،
وأعرب ميهوبي، عن سعادته بالحضور إلى مصر، قائلا "إننا لا نحضر إلى فضاء فارغ، بل إلى موقع فيه الكثير من الفكر والإبداع والحضارة والفن، ونأتي إلى مصر ونحمل معنا تطلعات جديدة في كيفية الوصول إلى ما حققته مصر عبر تاريخها الطويل في خدمة الثقافة والإبداع".
وأضاف: "اختيار مصر للجزائر لتكون ضيف شرف معرض الكتاب توشيح للجزائر"، مؤكدًا أن الجزائر بقيت وافية وستظل دائمًا في مواقفها ومبادئها لصالح الثقافة العربية، كما بقيت وافية أيضًا لمن كانوا معها في اللحظة التي استدعت ذلك.
وتابع: "مصر كانت سندًا للثورة الجزائرية، ودفعت ثمنًا كبيرًا في سبيل وقفتها هذه، كما أنها منحت الجزائر النشيد الوطني، الذي لحنه الموسيقار الراحل محمد فوزي، هذا التكريم الذي قوبل بتكريم آخر من الرئيس بوتفليقة والذي منحه وسام الاستحقاق الوطني من أعلى درجة، كما منح اسم محمد فوزي لأعلى مؤسسة ثقافية وفنية في الجزائر، وهو المعهد العالي للموسيقى، وذلك عرفانًا بالجميل ويدخل ضمن ثقافة الوفاء، نحن أعداء النسيان".
وأشار ميهوبي إلى أن "تكريم اليوم هو لافتة رمزية تجاه نخبة من أبناء مصر، ممن توسمنا فيهم الخير في هذه الأمة، والذين خدموها بصدق"، مضيفًا: "نكرم اليوم نخبة من مثقفين ومبدعين وفنانين تركوا بصمة في سجل الثقافة العربية والعالمية.. نسلم اليوم درع «الكمال الثقافي» لمن قدم عملًا عظيمًا ظل محفورا في أذهان الناس".
وسلم الوزير الجزائري درع «الكمال الثقافي» لكل من المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس مؤسسة الشروق، وعبد الواحد النبوي وزير الثقافة الأسبق، وزاهي حواس وزير الآثار السابق، وجابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، ومصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وفاطمة البودي، رئيس مجلس إدارة دار العين، وأمينة صبري المديرة السابقة لصوت العرب، وصبري محمد حسن، إلى جانب تكريم اسم الإعلامي أحمد سعيد الإذاعي الراحل بإذاعة صوت العرب، والمخرج الراحل يوسف شاهين، وتسلمتها عنه ماريان خوري، وبحضور عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.
وتحدث السفير الجزائري بالقاهرة، نذير العرباوي، عن العلاقات التاريخية بين مصر والجزائر، وأهمية العامل الثقافي فيها، معربا عن تقديره لاختيار بلاده ضيف شرف الدورة الـ49 لمعرض القاهرة القاهرة الدولي للكتاب، الذي يشكل حدثا مهما نظرا لعراقته.
ومن جانبه، قال مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، في كلمة ألقاها نيابة عن المكرمين، "إننا نعتز بالصلة التي تربطنا بالشعب الجزائري، وبهذا التواجد والتشابه الحضاري، ومشاعر الحب المتبادل بين البلدين الشقيقين، فنحن ننظر إلى شعب الجزائر دومًا، باعتباره شعب شديد المراس قوي الشكيمة، ومعيارًا للقومية والإفريقية والإسلامية".
وأضاف الفقي أن "مصر لن تنسى أبدًا زيارة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، بعد أيام قليلة من نكسة 1967، يحمل شيكًا للرئيس عبد الناصر، لأجل شراء الأسلحة من الاتحاد السوفيتي السابق لردع الهزيمة"، متابعًا "مصر عرفت الجزائر دائمًا في الظروف الصعبة، كما عرفها من قبل في ظروف النضال ضد الاحتلال".
وقال «الفقي» في تصريح خاص لـ«الشروق»: «سعيد لتكريمي اليوم مع نخبة متميزة من المثقفين الذين ساهموا بشكل كبير في دعم الثقافة، ومنهم واحد من آباء النشر في الوطن العربي، وهو المهندس إبراهيم المعلم، ورئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، وغيرهم من المجموعة المكرمة.
ومن جانبها، أعربت الناشرة فاطمة البودي، رئيس مجلس إدارة «دار العين»، عن سعادتها بهذا التكريم الرسمي، كاشفة بأنه يعد التكريم الرسمي الأول لها من جمهورية الجزائر.
وقالت «البودي»، في تصريح خاص لـ«الشروق»: «العلاقات الثقافية بين مصر والجزائر قوية ومتينة من قديم الأزل وليست صدفة أن يكون النشيد الوطني الجزائري من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي، أو أن أشهر فيلم للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، من إنتاج مصر»، مضيفة: «الأدب الجزائري لم يلقى حتى الآن الاهتمام الذي يستحقه في مصر، ومن هنا اخترت أن أكون سفيرة للأدب الجزائري في مصر والوطن العربي، وقدمت خلال الفترة الماضية ما يقارب من 30 إصدار مختلف لمؤلفين جزائريين».
وكرمت «النقابة الوطنية لناشري الكتب بالجزائر»، الدكتور عز الدين ميهوب، وزير الثقافة الجزائري، وإيناس عبد الدايم، وزير الثقافة المصرية، وتسلم الجائزة بالنيابة عنها الدكتور هشام مراد، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.