- الرحلة تبدأ برصد الظواهر الطبيعية ثم تحليلها على الخرائط وتنتهى بتوقعات بالطقس

عندما تمر بشارع الخليفة المأمون، أحد أشهر شوارع القاهرة، لا يمكنك أن تلاحظ ذلك المبنى القديم الذى يقف مرتديا رداء الهيئات الحكومية المتهالكة التقليدية، رغم انه يدخل فى صميم حياة كل مواطن بشكل يومى.

"مرحبا بك فى الهيئة العامة للأرصاد الجوية" تلك هى العبارة التى ستقابلك عندما تنوى دخول ذلك المبنى العريق لتكتشف انك فى عمق الجهاز الاوحد فى مصر الذى يرصد التحولات المناخية والتغيرات الجوية كل لحظة.

بين عواصف ترابية وامطارغزيرة وانخفاض حاد فى درجات الحرارة وضباب تقف تلك الهيئة قبلها بعدة ايام تحذر المصريين وتتوقع لهم شكل حياتهم اليومية وكيف يقضونها.

"الشروق" شاركت هيئة الارصاد رحلتها اليومية مع توقعات الطقس، حيث قال مدير عام معامل التحليل الجوية إيهاب عبدالرازق الذى رافقناه إلى سطح المبنى حيث تقطن اجهزة استشعار الجو، إن تحليل ورصد الجو يندرج تحته ظواهر عدة منها الحرارة والضغط الجوى وحركة الرياح وسرعتها وكذلك الرطوبة وحركة السحب وكثافتها وبالتالى تقوم كل محطة ارصاد جوية فى منطقة ما بقياس تلك الظواهر فى لحظة ما يتفق عليها الجميع لتحليلها وبثها وتبادلها مع بقية الجهات حول العالم.

أوضح عبدالرازق أن عملية التوقعات كل يوم بحالة الجو تنقسم لعدة مراحل، المرحلة الاولى هى الرصد وتكون عن طريق عدة اجهزة كل جهاز يقوم برصد جانب معين. ينتقل عبدالرازق من السطح إلى الدور الثالث حيث توجد غرفة استقبال البيانات وتبدأ من هنا المرحلة الثانية وهى التحليل التى تقوم على رسم البيانات التى تم جمعها من الاجهزة على خريطة لمصر والمناطق المحيطة بها يتم من خلالها كتابة ارقام كل ظاهرة بشفرة معينة معروفة بين خبراء الارصاد بجوار الحالة الجوية لكل منطقة.

قال عبدالرازق إن هناك برنامجا يعمل على الكمبيوتر يكون دوره تحليل الحالة الجوية بعد إدخال البيانات عليه، ثم نقوم بعد ذلك بمقارنة تحليل خبراء الهيئة الموضوعة على الخريطة مع تحليل الكمبيوتر للتأكد من صحة التحليل وتجنب أى خطأ.

تنتقل مهمة فريق تحليل الارصاد إلى فريق التوقعات الذى يوضحه محمود شاهين وكيل المركز لـ"الشروق" بالقول إنه بانتهاء تلك المرحلة نبدأ عملية التوقعات بشكل الحالة الجوية فى الايام المقبلة موضحا ان تلك التحاليل يمكنها أن تتوقع بحالة الجو لمدة 10 ايام كاملة ولكن الهيئة تفضل الإعلان عن الحالة الجوية لمدة اربعة ايام فقط لضمان عدم حدوث تحول مفاجئ فى الجو.

يرى شاهين ان الخطأ فى التوقعات بالجو يكون محدودا جدا فى ظل التحليل الدقيق سواء من الخبراء أو برامج الكمبيوتر. ويرى شاهين الذى يعمل فى تحاليل الارصاد الجوية منذ أكثر من عشرين عاما أن لا صحة لفكرة التغيرات المناخية التى يقولها البعض بسبب تأخر فصل الشتاء أو شدة البرودة التى تحدث احيانا موضحا ان ما يحدث هو مجرد ترحيل لفترات بمعنى ان الشتاء ممكن ان يكون قارسا فى اول شهر ديسمبر من العام الماضى ثم يكون فى نفس الوقت من العام الحالى اقل برودة فى المقابل يصبح نهاية ديسمبر شديدة البرودة.

يتابع شاهين ان التغيرات المناخية امر معقد ويعد مجالا يحتاج إلى الكثير من البحث والتدقيق والتحليل مضيفا ان الإعلان عن حدوث تغير مناخى يحتاج على الأقل خمسين عاما من الدراسة والمتابعة اليومية.