نائب مرشد الجماعة الأسبق الدكتور محمد حبيب يروي: تفاصيل تزوير انتخابات الإخوان الداخلية.. والتصعيد «المريب» لعصام العريان - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 4:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نائب مرشد الجماعة الأسبق الدكتور محمد حبيب يروي: تفاصيل تزوير انتخابات الإخوان الداخلية.. والتصعيد «المريب» لعصام العريان

صورة جماعيه لقيادات الجماعة _ ارشيفية
صورة جماعيه لقيادات الجماعة _ ارشيفية
إعداد ــ محمد سعد عبدالحفيظ:
نشر في: السبت 28 فبراير 2015 - 12:52 م | آخر تحديث: السبت 28 فبراير 2015 - 12:52 م

في حلقة اليوم من «الإخوان المسلمون والصعود إلى الهاوية» «الإخوان أيضًا يُزوّرُون» ..

عاكف يطلق يد «شقيق المدام».. وعزت يسيطر على «مفاصل الجماعة» رغم «قلة الحيلة وضعف المؤهلات»

حبيب يحتد على المرشد: هو إنت شايفنى «أهبل» ولا «عبيط».. وعاكف يرد: دعنى أقبل رأسك

منذ تولى عاكف منصب المرشد ونحن نعانى أزمات كثيرة.. والحقيقة المؤسفة والمؤلمة أنه ترك الحبل على الغارب ولم يكن يتابع شيئًا

 

يرصد الدكتور محمد حبيب ــ النائب الأول لمرشد الإخوان ــ فى هذه الحلقة من مذكراته «الإخوان المسلمون والصعود إلى الهاوية» تفاصيل تزوير انتخابات الإخوان الداخلية على مستوى مكتب الإرشاد والمرشد العام وكيف أطيح به هو والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح فى تلك الانتخابات التى جرت نهاية 2009.. وإلى نص الحلقة:

بعد أزمة الحوارات الإعلامية التى أجريتها مع الـ«الجزيرة» و«القاهرة اليوم» و«الشروق» اكتشفت ــ للأسف ــ أن بعضا من أعضاء مكتب الإرشاد (الدكتور محمد مرسى تحديدا) انطلق يعقد لقاءات مع بعض المكاتب الإدارية ليروج لفرية مفادها أن المكتب قام بتوجيه اللوم للدكتور حبيب، بل وصل الأمر إلى درجة التحقيق معه!! ليس هذا فقط، وإنما أشاعوا لدى الإخوان فى بعض المحافظات أن النائب الأول أخطأ فى كذا وكذا، مستغلين فى ذلك اتصالهم بأفراد الصف الذين لا يعرفون حقيقة ما جرى.
كنت أود أن تنقل الصورة كاملة، حتى لو كان هناك لوم أو تحقيق. لكن ما نقل كان من منطلق «يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة»! وتلك هى خيانة الأمانة بعينها، كان واضحا أن المؤامرة تمضى قدما حسبما كان مخططا لها لتشويه صورتى ومحاولة اغتيالى معنويا بأسلوب لاأخلاقى..

المحطة الأخيرة


بعد مداولات كثيرة وخطابات متتالية بين حبيب والمرشد وأعضاء مكتب الإرشاد ذكرها حبيب فى مذكراته تفصيلا مدعومة بالوثائق انتهى الأمر إلى الاتفاق اللجوء إلى مجلس الشورى لاستطلاع رأيه فى إجراء انتخابات مكتب الإرشاد
يقول حبيب بعدها: سافرت إلى القاهرة يوم الجمعة 4 ديسمبر.. وفى صبيحة اليوم، التقيت المرشد فى مكتبه، وإذا به يفاجئنى بأنه سيغادر موقعه كمرشد فى منتصف يناير.
أخذنى الذهول، قلت والألم يعتصر قلبى: هل هذا هو ما اتفقنا عليه؟ فلم يرد..ثم أردفت: يا أستاذ عاكف.. إن الإنسان منا كلمة. فلم يعقب. فقلت: إذا كنت ستغادر موقعك فى يناير، فمعنى هذا أن أغادر أنا اليوم أو غدا. ولم يجد ما يقوله. فتركته ومضيت إلى مكتبى وأنا أجر ساقى جرا.


فى هذا اليوم جاءت استطلاعات مجلس الشورى العام، وكانت نتيجتها:


37 صوتا مع إجراء انتخاب المكتب عن طريق مجلس الشورى العام الحالى.
32 صوتا مع إجراء الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الجديد، أى بعد يونيو 2010م
16 صوتا مع إجراء الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الجديد، لكن بعد عام، أى بعد الانتخابات البرلمانية.
ودارت مناقشات طويلة حول هذه النتيجة: 1) رأى يقول بإجراء انتخابات المكتب عن طريق مجلس الشورى الحالى على اعتبار الـ37 صوتا، ورأى يقول بإجراء الانتخابات عن طريق مجلس الشورى الجديد، على أساس ضم الـ32 صوتا إلى الـ16 صوتا.
فى صبيحة يوم الإثنين 7 ديسمبر، طلب عاكف منى أن نجلس معا فى مكتبه.. وحينما خلا المكان، قال وكأنه يسر إلى شيئا: أريد أن آخذ رأيك فى أسماء اللجنة التى ستشرف على عملية انتخاب المكتب الجديد، فأنا أريد أن أطمئن إلى وجوده قبل أن أمضى فى يناير. صعقت..إن الرجل لم يتأثر إطلاقا بما قلته له قبل يومين، وها هو يريد أن يتخذ الخطوة الأخيرة نحو ما يريد..ودار بيننا الحوار التالى:


قلت بلهجة حاسمة: أستاذ عاكف.. أريد أن أسألك..هل ترانى متخلفا عقليا؟! هل أنا أهبل أو أهطل؟!
قال: لماذا هذا الكلام؟
قلت: هل ترانى «بريالة» أمشى بالشارع وأقذف الناس بالحجارة؟!
صمت ولم يقل شيئا..
قلت: هل رأيتنى ألبس «زكيبة» وأقف على باب السيدة وأمد يدى بالسؤال؟!
قال: وبعدين يا أخ محمد؟
قلت: لأنك أخلفت عهدك معى..لأنك غششتنى..لأنك تعاملت معى بطريقة لا تليق ولا تجوز.
قال: «مالوش لازمة» هذا الكلام.
قلت: نحن مازلنا نناقش استطلاع رأى مجلس الشورى، مع أن رأيى أن يجرى الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الجديد حيث يرى 48 عضوا ذلك.
قال: ومن قال إن الـ16 صوتا يجب أن تضم إلى الـ32 صوتا؟
قلت: المنطق والعقل يقولان ذلك..( طبعا أيقنت أن المناقشة التى جرت فى هيئة المكتب منذ يومين قد نقلت إليه، بل تم إقناعه بتغليب الرأى القائل بإجراء الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الحالى، وهو ما يريده شخصيا).. ثم استطردت: إذن فلنعد إلى مجلس الشورى.
قال بعصبية ــ بعد أن ضرب بقبضة يده على مكتبه ــ: لن أعود لمجلس الشورى.
قلت: إذن سوف أحاربك على هذه (وأشرت بيدى على عنقى).
قال (صارخا): لن أرجع.
قلت: افعل ما بدا لك.. وسوف يكون لى موقفى.. وتركته وانصرفت إلى مكتبى وأنا غير مصدق لما حدث.
فى صبيحة يوم الثلاثاء 8 ديسمبر، كان فى مكتبى الحاج أسعد زهران والدكتور عصام العريان حين دخل علينا عاكف وجلس قبالة عصام الذى بدأه بالحديث، فقال: أستاذ عاكف..أرى أن الاتفاق على تسمية المرشد القادم هو الأساس، ومتى تم الانتهاء منه فسوف تحل كل المشكلات.
ثار عاكف فى وجه العريان وقال: لا.. المهم أن يأتى مكتب إرشاد قوى أول.. أما مسألة المرشد فهى سهلة ولا تحتاج إلى جهد. ودار جدل عقيم بينهما، وأنا صامت لا أتكلم.


وحين هم عاكف بالانصراف نظر إلى فقلت له: أنا ما زلت على موقفى، فما صنعته معى فيه إهانة.. اختلف معى كما تشاء، لكن يجب أن يكون الاختلاف برجولة وشرف.. دون كذب، أو غش، أو خداع، أو تآمر.. ثم أردفت: قل لى بالله عليك: ماذا سنورث لهذا الجيل من الشباب، إذا كان هذا هو سلوكنا وخلقنا؟ قال عاكف: ليس لأحد فى هذه الجماعة حقوق. قلت: من علمك هذا الفهم المغلوط؟ من أين أتيت بهذا الفهم؟ إن الواجبات فى الجماعة يجب أن يقابلها حقوق؛ معنوية وأدبية.


وفى الوقت الذى كان يغادر فيه مكتبى، دخل مرسى الذى حاول أن يهدئ من روعى، ويقول: نريد أن نتجاوز هذه المرحلة، ثم نصحح بعد ذلك(!).. قلت: إن الجرح قد فتح ويجب ألا يغلق إلا بعد أن يتم تطهيره. وفى أثناء ذلك عاد عاكف ليقول: يا أخ محمد..أريدك لحظة. قلت: تفضل فى غرفة الاجتماعات.. وهناك ابتدرنى قائلا: يا أخ محمد يعز على أن أراك غاضبا! قلت: نحن لسنا مختلفين على إرث أو على رصيد فى بنك وكيف يتم توزيعه..أنا أرى منظومة قيمية أخلاقية وإيمانية تنهار، ولابد من إيقاف هذا الانهيار. قال: أريد أن نكون يدا واحدة.. دعنى أقبل رأسك. قلت: بل أنا الذى أقبل رأسك ويديك وقدميك.. لكن لابد من وقفة، وأنت تعرف رأيى فيما يجرى وفيما تنوى أن تفعل. قال: غدا الأربعاء إن شاء الله سيتم تكريم الأخ محمد فريد عبدالخالق بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه، وبعد الغداء ننتقل معا إلى المزرعة حيث نقضى ليلتنا هناك ونصفى كل شىء. قلت: تانى يا أستاذ عاكف.. تانى!!


بعد صلاة الظهر جاءنى الإخوة محمود عزت، وسعد الحسينى، ومحمد مرسى.. وكان اقتراح الأول بالنسبة لما سيجرى فى اليوم التالى، وهو يوم اجتماع المكتب، أن أكتب اقتراحاتى للمرحلة المقبلة حيث يتم عرضها ومناقشتها بهدوء كى نصل فيها إلى حل. قلت: ليس لدى مانع.
وفى مساء ذلك اليوم (الثلاثاء 8 ديسمبر)، التقيت المستشار فتحى لاشين وعرضت عليه نتيجة استطلاع رأى مجلس الشورى، فقال: لا يحتاج هذا إلى رجل قانون لتفسيره.. هو واضح ولا يقبل أى مناقشة.. وتطوع الرجل وأملى على رأيه فى المسألة برمتها.


حاولت للمرة الأخيرة مع عاكف التأكيد على ما قاله المستشار فتحى لاشين، وهو أن يكمل مجلس الشورى الحالى دورته، وبعد اختيار المجلس الجديد يتم اختيار مكتب إرشاد جديد ثم تسمية المرشد القادم. هنا فقد عاكف أعصابه، وثار ثورة عارمة.. حاولت تهدئته والتفاهم معه، لكنه كان منطلقا فى ثورته، وإذا به يصيح قائلا: سأجرى انتخاب المكتب قبل أن أغادر فى يناير«غصبا» عنك، واذهب واكتب فى «الجرايد» ما تريد.
أثارنى هذا الموقف.. إذ كيف يقال نعود لاستطلاع رأى الشورى، وفى الوقت ذاته يقطع بإجراء انتخاب المكتب؟!!


بدا لى أن المسألة معدة سلفا.. إذ كان من المفترض أن يقول انتظر حتى نرى استطلاع مجلس الشورى.. لكن يبدو أن عصبيته كشفت دون أن يدرى عما كان يريد أن يخفيه.
واجهته بعنف، وقلت: يا أستاذ عاكف.. لقد كنت سببا فى توريط الجماعة فى مواقف كثيرة، وها أنت الآن تريد أن تصيبها بالتشرخ والتصدع.. كفاك مخالفة للنظم واللوائح.


حاول الإخوة أعضاء المكتب تهدئتنا، لكن ثورتنا فاقت كل حد. وصحبنى الدكتور رشاد ــ بعد جهد ــ إلى خارج غرفة الاجتماع لتهدئتى. وعدنا إليها بعد قليل. ووافق أعضاء هيئة المكتب على العودة إلى مجلس الشورى لاستطلاع رأيه. ومن أسف أن عاكف ضمن استمارة استطلاع الرأى ملحوظة تقول: إن المرشد مصر على مغادرة موقعه فى يناير!!


فى صبيحة يوم الأربعاء (16 ديسمبر) عقد المكتب جلسته برئاسته عاكف، وجاءت نتيجة استطلاع رأى مجلس الشورى، وكانت كما يلى:
1 ــ 54 صوتا مع انتخاب مكتب الإرشاد عن طريق مجلس الشورى الحالى (الآن)!!
2 ــ 31 صوتا مع الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الجديد، أى بعد شهر يونيو 2010.


أثارت هذه النتيجة عندى عدة تساؤلات:


هل من المعقول أن يغير الـ 16 عضوا جميعا رأيهم من إجراء الانتخاب بعد عام إلى إجرائها الآن؟ وما هو تفسير ذلك؟ ولماذا غير واحد من الـ 32 الذين صوتوا لإجراء الانتخاب عن طريق مجلس الشورى الجديد (بعد ستة أشهر)، وانضم إلى الذين صوتوا مع مجلس الشورى الحالى؟
وفاجأ عاكف أعضاء المكتب بأنه سيشرف على عملية الانتخاب بنفسه، وأنه سيتحمل مسئوليتها كاملا، وأنه اختار لجنة من أعضاء مجلس الشورى لهذا الغرض!! حاولنا أن نثنيه عن عزمه، وأن هذا يجب أن يعرض على المكتب، فرفض. وقام من فوره، وأمر الدكتور رشاد بيومى فقط أن يتبعه إلى مكتبه!


وفى تلك الليلة (16 ديسمبر) كان هناك برنامج «بلا حدود» فى قناة «الجزيرة»، والذى كان ضيفه الدكتور عزت. كان اللقاء فاترا وباهتا (...) فى هذ اللقاء أقر الدكتور عزت بأن انتخاب المكتب وكذا تسمية المرشد الجديد سوف تتم قبل 13 يناير 2010م، وهو الموعد المقرر لمغادرة عاكف موقعه.


فى صبيحة يوم السبت (19 ديسمبر)، اجتمعت هيئة المكتب برئاسة المرشد بشكل سريع، ولم يكن هناك حديث.
فى الساعة الحادية عشرة من اليوم التالى (الإثنين 21 ديسمبر)، جاءنى أربعة من السادة النواب وتحدثوا معى عن زيارتهم لعاكف، وأنه لن يعلن أسماء أعضاء مكتب الإرشاد الجديد، وأنه منتظر عودتهم وأنا معهم. حاول النواب حملى إلى مقر مكتب الإرشاد حملا، فرفضت. وحدث فى هذه الآونة اتصال بين أحدهم وبين عاكف حيث طلب الأخير أن أتكلم معه، فرفضت أيضا، وقلت: يكفى أن يجلس هو مع المكتب ويقروا ما حدث من إجراءات، ولن أعترض شخصيا على ذلك. ونزل النواب من عندى بعد صلاة الظهر مباشرة، وفوجئوا بعاكف يعلن أسماء أعضاء المكتب الجديد قبل وصولهم إليه!!


فى عصر ذلك اليوم جاءنى أحد الذين كانوا يقومون بفرز الأصوات (هو الدكتور أحمد عبدالرحمن، مسئول مكتب إدارى الفيوم)، وأخبرنى بأن 14 عضوا من 16 فازوا من أول مرة، حيث حصلوا على الأغلبية المطلقة. وتعجبت لذلك.. لقد نجح 3 من 5 من أول مرة فى الانتخابات التكميلية التى جرت فى مايو عام 2008م، وكان فيها ما فيها من ملاحظات. فكيف ينجح 14 من 16 رغم أن عدد الناخبين واحدا، وهو 85 عضوا، ليس هذا فقط ولكن نفس أشخاص الناخبين؟ وقد سألت بعض أساتذة الإحصاء حول هذه النتيجة، فأكدوا استحالة ذلك، إلا إذا كانت هناك «قائمة» متفقا عليها!


كان من اللافت للنظر ــ والتأمل ــ أيضا نجاح الدكتور عصام العريان وهو الذى رسب فى الانتخابات التكميلية عام 2008م من نفس أشخاص الناخبين. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الدكتور عصام كان مغضوبا عليه من قبل أعضاء المكتب، لأدركنا أن ثمة علامة استفهام كبيرة وراء العملية الانتخابية، ومن قاموا بتوجيهها على هذا النحو!


أما فيما يتعلق بتحديد الخمسة الذين سيتم تسمية المرشد من بينهم، فقد وقع اختيار أعضاء الشورى الـ 85 على الأسماء الآتية مرتبة ترتيبا تنازليا: محمد بديع، محمد حبيب، محمود عزت، جمعة أمين، ورشاد بيومى.


لقد قيل إن السبب الرئيسى وراء رسوب النائب الأول للمرشد فى انتخاب المكتب هو خروجه إلى وسائل الإعلام وإفشاء «أسرار» الجماعة! قلت هذا ادعاء غير صحيح وزعم باطل مردود، إذ كيف يرسب النائب الأول ويفوز محمود عزت وجمعة أمين ورشاد بيومى فى انتخاب المكتب، بينما هو يتفوق عليهم فى اختيار الخمسة الذين سيتم تسمية المرشد منهم، حيث كان ترتيبه الثانى؟
(وقد أخبرنى الدكتور جمال نصار بعدها بأشهر أنه علم من الأخ محمد السروجى أنه سأل الدكتور مصطفى الغنيمى، الأمين المساعد لمحمود عزت لقطاع وسط الدلتا، قبل أن تجرى انتخابات المكتب عن توقعاته، فقال له: الدكتور حبيب لن يأتى!!)
فى مساء يوم الإثنين 28 ديسمبر جاء لزيارتى فى بيتى بأسيوط محمود حسين ومحمد سعد الكتاتنى وسعد الحسينى. وكان الهدف من الزيارة هو معرفة رأيى فى مسألة تسمية المرشد والإجراءات التى يمكن أن تتبع فى ذلك. ودار بيننا حوار طويل، وفى النهاية قلت لهم: إن لى اجتهادى فى فهم اللائحة (شرحته لهم)، فقالوا: وإذا كان لنا نحن فى المكتب اجتهاد آخر؟ قلت: لا بأس فى ذلك، وأرى أن تشكل لجنة من ثلاثة من المستشارين الكبار، هم الأساتذة: طارق البشرى، كمال عبدالعزيز، وفتحى لاشين، وهؤلاء مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة ولا يستطيع أحد أن ينكر فضلهم.

وقلت: من الضرورى أن يجلس هؤلاء لدراسة الاجتهادين، وأى اجتهاد يقرونه أنا ملتزم به. وقاموا من عندى على هذا الأساس.


وقبل ظهر يوم الخميس 31 ديسمبر، فوجئت بهم يقومون بتوزيع ورقة استطلاع رأى على أعضاء مجلس الشورى العام متضمنة ثلاثة أسماء فقط (محمد بديع، جمعة أمين، ورشاد بيومى) لاختيار واحد من بينهم ليكون المرشد الجديد. ولم تتضمن القائمة اسمى ولا اسم محمود عزت الذى اعتذر عن عدم الدخول فى المنافسة. وبناء على ذلك أرسلت برسالة إلى بعض أعضاء مجلس الشورى العام ليتولوا تعميمها فيما بينهم، وقد بعث بها أحدهم إلى موقع إسلام أون لاين (..) أعلن فيها اعتذارى وعدم رغبتى فى الترشح لموقع المرشد.
بالطبع جرى اختيار الدكتور محمد بديع مرشدا كما كان مخططا، وتم لهم ما أرادوا. وبقى أن يمارسوا ضغوطهم على كاتب هذه السطور حتى يحضر ما أطلقوا عليه «حفل التنصيب» فى 16 يناير 2010م. والحقيقة أنهم بذلوا جهدا كبيرا فى ذلك، حيث ساقوا أعدادا غفيرة من الإخوان، خاصة ممن لهم مكانة فى قلبى، لكنى ظللت على موقفى، متماسكا، قابضا على قيمى ومبادئى، غير عابىء بتلك المحاولات.

من المسئول؟


منذ تولى عاكف منصب المرشد، ونحن نعانى أزمات كثيرة. ومن الإنصاف أن نقول إنه كانت هناك أزمات أيضا فى أيام مصطفى مشهور والمأمون الهضيبى.


لقد كان هناك البعض الذى يرى فى عاكف ــ رغم كل مآسيه ــ رجل المرحلة، فهو الرجل القوى الذى لا يدخر وسعا فى صب جام غضبه (من خلال التصريحات العنترية) على النظام القمعى الباطش، وفى سبيل ذلك يمكن أن نغض الطرف عن ممارساته التى تجاوز فيها كل الأعراف.
والحقيقة المؤسفة والمؤلمة أن عاكف ترك الحبل على الغارب. إذ لم يكن الرجل يتابع شيئا، وانعزل عن كثير مما يحدث داخل الجماعة من تردٍّ بالرغم من تحذيرى المتكرر له..


من الأمانة ــ وأنا أدلى بشهادتى للتاريخ ــ أن أقول إن عاكف قام بتسليم زمام الجماعة لصهره وخال أولاده، الدكتور محمود عزت. قد يكون هذا الكلام شديدا، لكنها الحقيقة التى لا أشك فيها والتى سوف ألقى الله تعالى عليها. فلم يكن المرشد يستمع إلا له، ولا يثق إلا فيه، ولا يعتد إلا برأيه، وكان ذلك واضحا أمام الجميع فى كل المواقف، والأمثلة على ذلك كثيرة، وهى أجل من أن تحصى.
ونظرا لهذا الوضع الغريب، اتسعت وتضخمت صلاحيات الدكتور عزت إلى درجة خطيرة صار معها متحكما فى كل مفاصل الجماعة. ولأنه لم يكن بإمكاناته أو قدراته مؤهلا للقيام بدور الأمانة، أصبح معوقا لكثير من الأمور، وبات معروفا للجميع ــ كبيرا أو صغيرا ــ أن كل أمور الجماعة لا يمكن أن تمر إلا من خلاله.!!



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك