تاكسى النيل: من المعادى إلى الزمالك فى عشرين دقيقة فقط - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:06 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاكسى النيل: من المعادى إلى الزمالك فى عشرين دقيقة فقط

تاكسى النيل
تاكسى النيل
كتب ــ أحمد عبدالحليم:
نشر في: السبت 28 مارس 2015 - 3:36 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2015 - 3:36 م

سمى قدماء المصريين نهر النيل «حابى» ومعناه «السعيد / جالب السعادة»، وتمحورت حضارة قدماء المصريين حول النهر بشكل أساسى، بعد أن منحهم ملاذا آمنا، وحلا لمعظم مشاكلهم، ويبدو أن النيل الذى منح المصريين الحياة منذ آلاف السنين، مازال قادرا على منحهم حلا لأزماتهم اليومية، بعد أن بزغ أخيرا كحل للهروب من زحام الشوارع.

إحدى الشركات المتخصصة فى النقل، قررت تسيير خدمة تاكسى النيل أو «نايل تاكسى» بحسب مارك جونى، مدير التسويق بالشركة، وقال إن الخدمة التى تقدمها شركتهم – ولم تحصل على تراخيص التشغيل بعد ــ هدفت إلى تشغيل وسيلة مواصلات سريعة جدا هروبا من زحام الشوارع طوال اليوم، لتوفير الوقت وتوفير الطاقة والمجهود الضائعين فى الزحام، أو انتظار فتح الإشارة، خصوصا مع ارتفاع نسبة الحوادث فى الشوارع والطرق المصرية.

وأضاف جونى أن استخدام مجرى نهر النيل فى النقل، لابد أن يصبح على رأس أولويات قطاع النقل فى مصر، خصوصا مع مردوده المتوقع فى تخفيف الزحام وتوفير الطاقة المهدرة، وخفض معدل الحوادث وتخفيف العبء على الطرق.

ويستخدم مشروع «تاكسى النيل» فى الوقت الحاضر، خمسة زوارق سريعة لنقل الركاب، لكن الشركة تخطط لاقتناء 30 زورقا قادرين على نقل 15 ألف راكب يوميا، عند انتهاء خطط التوسع فى المشروع، خاصة أن نقل الركاب عبر الأنهار، خدمة مطبقة فى العديد من الدول الأوروبية، ومنها استوحوا الفكرة التى لاتزال غير منتشرة حتى الآن بين عموم المصريين.

وأضاف مدير التسويق بـ«نايل تاكسى»، أن الشركة وفرت كل متطلبات الأمن والحماية للركاب بتوفير طوق نجاة لكل راكب فى حالة حدوث أى طارئ، بالإضافة إلى المتابعة مستمرة للتاكسى عبر تقنية الجى بى إس لتحديد مكانه فى مجرى النيل، والتواصل المستمر مع البحار «السائق».

هل تخيلت يوما أنك قادر على قطع المسافة من المعادى إلى الزمالك فى 20 دقيقة فقط، فى وقت ذروة ازدحام شوارع القاهرة يوم الخميس!؟ بعيدا عن ضجيج وصخب الشوارع وكلاكسات السيارات ووقفات الإشارات وتقاطعات الشوارع والتكدسات المعتادة عن مطلع الكوبرى، أى كوبرى.

مصطفى «بحار» أحد التاكسيات، يشرح لنا أن التاكسى عبارة عن موتور لانش، تم بناء هيكل «فايبر» له بمواصفات معينة لتعديله بما يسمح له باستيعاب حتى 15 راكبا بالإضافة للبحار، مضيفا أن هناك عشر محطات للتاكسى تقع فى المسافة بين «حلوان ــ القناطر»، مضيفا أن الوقت اللازم لقطع المسافة بين المعادى والزمالك لا تتجاوز 20 دقيقة، فى حين أن طريق السيارات العادى يقطعها فيما لا يقل عن ساعة.

وأضاف مصطفى الذى عمل سابقا كبحار لنشات فى البحر الأحمر، أن القيادة فى النيل أسهل كثيرا من القيادة فى البحر، فصفحة مياه النيل «ناعمة» بلا أمواج ولا مطبات ماء، بعكس البحر «الغدار» الذى تتغطى أحيانا ارتفاع الموجة الواحدة فيه 3 أمتار، بالإضافة إلى أن المياه المالحة تسبب تآكل اللنش، بسبب ملوحتها، وهو ما لا يحدث فى النيل، الأمر الذى يطيل من عمر اللنش.

وبالإضافة إلى توفير الوقت والإجهاد الذهنى والعصبى الناتج عن زحمة العاصمة، فأنت فى الوقت نفسه تستمتع برحلة نيلية على صفحات نهر النيل الخالد، ترى فيها القاهرة بلا حواجز أو لافتات الإعلانات والهياكل الأسمنتية، تلفحك تيارات الهواء الباردة فتنعشك بعيدا عن الهواء المخلوط بعوادم السيارات وتراب الشوارع، يشق اللانش صفحة الماء فيفرقها على جانبيه ويعبرها تاركا إياها تفور، قبل أن تظلم الدنيا أثناء عبورك من أسفل الكبارى الواصلة بين ضفتى النيل، لتشرق الشمس مرة أخرى بعد خروجك من أسفلها.

لا تقل تكلفة أجرة تاكسى النيل عن 30 جنيها للفرد الواحد فى الرحلة الواحدة بما يعنى أن تكلفة الذهاب والعودة لن تقل عن 60 جنيها، وهو مبلغ لا يستطيع قطاع واسع من المصريين توفيره بشكل يومى، إلا أولئك المعتادين على استخدام التاكسيات فى تنقلاتهم بشكل دائم، يبدو المبلغ عاديا بالنسبة لهم، وهم بالطبع الشريحة التى يستهدفها مقدمو الخدمة.

تبدو أسباب أغلب ركاب التاكسى النيلى فى اختيارهم له واحدة، فهى تتراوح بين توفير الوقت والبعد عن الزحام والتكدس المرورى، والهروب من الشوارع المزحومة، بالإضافة إلى أن سعرها تقريبا هو نفس سعر التاكسى الأبيض، مع فارق توفير الوقت والمجهود.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك