لينين الرملى: بعد 45 عاما من العمل والكفاح.. الجمهور لا يعرفنى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 1:10 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لينين الرملى: بعد 45 عاما من العمل والكفاح.. الجمهور لا يعرفنى

لنين الرملى
لنين الرملى
حوار ــ إيناس عبدالله:
نشر في: الثلاثاء 28 مارس 2017 - 7:28 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 مارس 2017 - 7:28 م

* نجاح مسرحياتى نُسب لمحمد صبحى وحده بعد أن تعمد إقصائى من الصورة
* عبلة كامل سبب نهاية «ستوديو 80» لأننى لم أتحمل كم المضايقات التى تعرضت لها فى «وجهة نظر»
* لم أتعاون مع عادل إمام بالمسرح لأننى لم أقبل أن يضع سمير خفاجى اسمه معى على مسرحياتى
* الخروج عن النص أمر مرفوض تماما والشخص الوحيد الذى فعل هذا معى كان بدون رضائى
* لا أعرض نفسى على أحد فأنا موجود ومن يحتاجنى يطلبنى
* «اضحك لما تموت» ليست جزءا ثالثا لـ«أهلا يا بكوات» وأحداثها معاصرة تدور الآن
* البطولة لشخصيات تعدت السبعين وحسين فهمى وعزت العلايلى الأنسب للمسرحية
* لا أعانى من البارانويا ولدى إصرار كبير على النجاح والقلم لا يخرج على المعاش
رغم عمره الذى يبلغ نحو 70 عاما، ورحلته الابداعية فى عالم الفن والتى تمتد لنصف قرن، ورغم رصيده الهائل من الاعمال الناجحة خاصة المسرحية منها، والتى يقدر عددها بنحو 56 نصا مسرحيا، إلى جانب عدد التكريمات والجوائز التى نالها، لكن كانت المفاجأة الكبرى، حينما اعترف الكاتب الكبير لينين الرملى فى حواره معى ان لديه شعورا كبيرا أقرب لليقين بأن الجمهور لا يعرفه، وان اسمه يتداول فقط بين طبقة المثقفين، مع ان قائمة انجازاته تتضمن العديد من الاعمال ذائعة الصيت، والتى حققت نسبة كبيرة من المشاهدة والنجاح.
كان الهدف من الحوار هو الاحتفاء بعودة الكاتب لينين الرملى للمسرح القومى بعد غياب 9 اعوام تقريبا، من خلال مسرحية «اضحك لما تموت» اخراج عصام السيد واللذان قدما معا مجموعة من المسرحيات الناجحة نذكر منها «اهلا يا بكوات» و«فى بيتنا شبح».. وبقدر فرحتنا بهذا الحدث، بقدر حالة الحزن والالم الذى تجتاح كاتبا حفر حروف اسمه من ذهب فى أبو الفنون «المسرح».
* ما سبب غيابك كل هذا الوقت عن المسرح القومى؟
** لم أغب يوما عن المسرح القومى، بل هو وإدارته الذين غابوا عنى، فانا موجود واعمالى موجودة ومن يحتاجنى يطلبنى، فعلى مدى مشوارى الطويل لم يحدث يوما ان طلبت العمل مع احد، ليس تكبرا، وانما حياء شديدا، وانا لا الوم احدا، خاصة ان هناك مشروعات لمؤلفين غيرى لم يتم تنفيذها بالمسرح القومى، وقام أصحابها بتسليم نصوصهم المسرحية قبلى ولهم الاولوية بلا شك.
*هل صحيح ان «اضحك لما تموت» هى جزء ثالث من «أهلا يا بكوات» كما صرح يوسف اسماعيل مدير المسرح القومى؟
** من حق يوسف اسماعيل ان يقول ما يريد وفقا لطريقة تعامله مع النص المسرحى الذى قدمته له، ولكن الحقيقة اننى حينما كتبت هذه المسرحية منذ عامين ونصف العام، لم اتعامل معها على انها جزء ثالث من «أهلا يا بكوات» التى تم تقديمها 3 مرات فى 3 مواسم مختلفة ناجحة، وفى كل مرة كنت اتقاضى اجرا، فالفارق الزمنى بين هذه المسرحية ومسرحية «اهلا يا بكوات» و«وداعا يا بكوات» كبير للغاية، فالاحداث معاصرة تدور فى الوقت الحالى وعليه من الصعب جدا التعامل معها على انها جزء ثالث للـ«البكوات».
* هل السبب فى هذا الخلط كون البطلين المرشحين لـ«اضحك لما تموت» هما نفسيهما بطلا «اهلا يا بكوات»؟
** ربما، خاصة ان حسين فهمى وعزت العلايلى اذا وافقا على العودة مرة ثانية للمسرح القومى، وقبل الاثنان لعب دور البطولة فى المسرحية، سيعيدا لأذهان الناس ذكريات اهلا يا بكوات، خاصة ان المخرج ايضا هو نفسه عصام السيد الذى تجمعنى معه ذكريات جميلة وأعمال ناجحة وكيميا قليلا ما تتكرر، لكن ترشيحهما لهذه المسرحية لم يكن يعتمد على نجاحهما معا كثنائى مسرحى من قبل، فالمرحلة السنية لبطلى «اضحك لما تموت» تقترب من الـ 70 عاما، وانا حريص على ان يتم اختيار ممثلين فى نفس المرحلة العمرية حرصا على مصداقية العمل، ولذا فهما مناسبان جدا للعمل واتمنى ان يوافقا عليه.
* لكن ألا ترى انه من الصعب على فنان فى هذا العمر ان يقف يوميا على خشبة المسرح؟
** لا، على الاطلاق، بدليل ان الفنان أشرف عبدالغفور وهو فى نفس المرحلة العمرية تقريبا، كان يقف يوميا على خشبة المسرح ليلعب دوره ضمن مسرحيتى، فى بيتنا شبح التى قدمتها منذ 5 أعوام فقط، فالعطاء لا يمكن تقييمه بالمرحلة السنية للفنان، بالعكس فكلما نضج الفنان وكبر فى السن زاد عطاؤه، فالفن لا يعترف بلغة المعاش، كما ان القلم ايضا لا يعترف بالمعاش، فأنا اكتب حتى الان بنفس الحماس الذى كنت اتمتع به قبل 50 عاما مضت.
* كيف تصف رحلة الـ 50 عاما فى عالم الفن؟
** وصف هذه الرحلة بكلمات بسيطة امر صعب، فهى رحلة شاقة، مليئة بالتحدى والصعوبات، وما جعلنى استمر، هو اصرارى على النجاح، وعدم الاستجابة لأى ضغوط تعرضت لها، فأنا شخص لا يعانى من البارانويا، ويسعى للنجاح، لكن ما يزعجنى حقا ويؤلمنى بشدة، هو شعورى ان الجمهور العادى لا يعرفنى، وان اسمى لا يعرفه سوى شريحة المثقفين، أما اعمالى فرغم كثرتها والنجاحات الكبيرة التى حققتها نُسبت لغيرى، فالناس لا تهتم بمن كتب، ولكن بمن مثل.
* ما سبب هذا الشعور خاصة انه من الصعب ان يتفق معك احد فى شعورك هذا، فمعظم اعمالك يغلب عليها الطابع الجماهيرى؟
** اذا سألت المشاهد العادى عن صاحب مسرحيات «انتهى الدرس يا غبى»، و«الهمجى»، و«تخاريف»، و«وجهة نظر» وغيرها، سيقول بسرعة «محمد صبحى» وهو غير مدرك أو مهتم ان هناك رجلا اسمه «لينين الرملى»، تعب واجتهد وكتب هذه النصوص جميعها، وقام صبحى وزملاؤه الفنانين بتمثيل ادوارهم التى كتبتها لهم.
* لماذا اخترت محمد صبحى تحديدا رغم انك تعاونت مع فنانين غيره فى مسرحيات اخرى هل تدينه بشكل أو بآخر؟
** لا أستطيع ان أبرئه من هذا الامر، فهو تعمد اقصائى من الصورة وتصدرت صورته وحده كل الاعمال والنجاحات، وعلى مدى رحلتى الطويلة معه التى امتدت لسنوات عديدة، كنت أرى ماذا كان يفعل والتصرفات الغريبة التى كان يرتكبها، والتى لم استطع تحملها فى «وجهة نظر» التى شهدت انفصالنا بعد ان اسسنا معا «ستوديو 80» وقدمنا تجربة مسرحية رائعة كان من الممكن ان تستمر لو توقف عن افعاله، لكن حينما قررت ان اضع حدا لهذه التصرفات، اختار ان يرحل، وخيرنى من يحصل على المسرح، فحصلت عليه، ولم احصل على مليم من مستحقاتى ولم احاسبه أو اطلب منه، وغادر وقمت باستكمال المسيرة لبعض الوقت محاولا تقديم وجوه جديدة اصحاب مواهب حقيقية ولحد ما نجحت فى هذا.
* سمعنا كثيرا عن ديكتاتورية محمد صبحى بالمسرح ولكنه كان يرى ان هذا سبب نجاح مسرحياته لأنها تفرض على الممثلين الالتزام وهو سر نجاح المسرح، فما تعليقك؟
** الموضوع بعيد تماما عن كونه ديكتاتوريا أو لا، وسأحكى واقعة الانفصال وعلى القارئ ان يحكم بنفسه، فحينما كنا نعد لمسرحية «وجهة نظر»، رشحت له عبلة كامل فى دور «سنية»، وهو لم يكن يعرفها ولكنى اقنعته بها، وبالفعل تم اسناد الدور لها وكانت فى قمة الالتزام، وكانت رائعة بكل المقاييس، ومناسبة جدا للدور وحققت تفاعلا هائلا مع الجمهور ونجاحا كبيرا وساهمت هذه المسرحية فى بزوغ نجمها بشدة، لكنه كان يقول باستمرار انه غير راض عنها، وكان «يتلكك» كثيرا ويخصم لها من اجرها باستمرار، والحق انها لم تعترض ولم تشتكِ ابدا، ثم زاد الامر انه كان يوسطنى لكى انقل لها ملاحظاته وانزعجت كثيرا خاصة انه بذلك يحدث فجوة بينهما رغم انهما من المفترض ان يشكلا ثنائيا على المسرح ولابد ان يحدث انسجام بينهما، ورفضت التدخل وطلبت منه الاندماج معها، لكن فوجئت به بعد العرض، يرفض التعاون معها ويريد استبدالها بدون أى اسباب، ورشح لى فنانة اخرى لم اجدها مناسبة تماما للدور وهنا تصاعد الحوار بيننا، ووصل الامر لاستحالة التعاون بيننا مرة اخرى.
* ألم يكن محمد صبحى يخرج عن النص كثيرا مما يحرره من الارتباط بالنص الذى كتبته، وبذلك من حقه ان ينسب النجاح الذى يحققه لنفسه؟
** هذا ما كان يروجه، ولكن خروج محمد صبحى عن النص كان لهدف اخر فهو كان يسعى لاحراج زملائه فهو يتفنن فى مسح الشخص الذى يقف امامه لان نجاحه «يضايقه»، كما حدث مع عبلة كامل فى «وجهة نظر»، التى تعاملت معه بذكاء شديد، فكانت تتركه يخرج عن النص كيفما يشاء وتنتظر حتى ينتهى ثم تعود للنص الاصلى للمسرحية وتجبره على العودة اليه ايضا بكل هدوء، فأنا ضد الخروج عن النص تماما الا فى حدود وبعد مشاورات معى والحصول على رضائى وموافقتى، وصبحى هو الفنان الوحيد الذى كان يخرج على نص كتبته بدون رضائى، اما باق زملائه فكانوا جميعا ملتزمين التزاما شديدا.
* كأنك تنفى بهذا الكلام ما تردد عن عودة العلاقات الطيبة بينك وبين صبحى أخيرا؟!
** الهدف من كلامى لم يكن خاصا بعلاقتى بمحمد صبحى التى انقطعت، بقدر ما كنت أستعيد مشوارى الطويل، وما عانيته كثيرا منذ كتبت مسرحية «انهم يقتلون الحمير» اخراج جلال الشرقاوى، وبالمناسبة هذا لم يكن الاسم الذى اخترته للمسرحية، بل الاسم الذى اختاره صبحى وفاجأنى به ووضعنى فى موقف حرج للغاية لتشابه الاسم مع عمل عالمى واتُهمت بالباطل اننى مقتبس المسرحية، ثم فوجئت به فى نهاية العرض يخرج عن النص بكلام ليس له أى صلة بالموضوع، وراهنوا اننى لن استمر بالمسرح مرة اخرى بعد هذه التجربة، ولكن عدت بعد 6 اشهر بمسرحية جديدة لعب بطولتها صبحى، وتوالت الاعمال والنجاحات التى ذاق طعهما شخص واحد، تعامل معها على انه صاحب الحق الوحيد فيها.
* ولكن ماذا عن اعمالك الاخرى سواء بالسينما أو التليفزيون؟
** أنا بالاساس مؤلف مسرحى فلدى نحو 56 مسرحيا وهو رقم غير مسبوق،ومع ذلك كتبت 13 فيلما منهم 4 افلام بطولة عادل منهم، كان من بينها «الارهابى» والذى بسببه تلقى كل فريق العمل تهديدات كبيرة وصلت لحد التهديد بحرق المسرح القومى،و3 افلام مع المخرج الكبير الراحل صلاح ابوسيف، وعدد من المسلسلات التليفزيونية والاذاعية لكن تبقى الكتابة للمسرح هى اكثر ما تستهوينى على الاطلاق.
* ولماذا لم تتعاون مسرحيا مع عادل امام أو سمير غانم احد نجوم المسرح؟
** لم أتعاون مع عادل امام بالمسرح لانه فى ذلك الوقت كان يعمل مع سمير خفاجى الذى لم يكن يحبنى، خاصة اننى رفضت ان يكتب اسمه معى على مسرحيتى كشريك فى التأليف، كما كان يفعل مع كل مؤلفى مسرحياته، وأنا لا اتجنى عليه وارجعوا إلى اعماله لتروا بأنفسكم انه لا يوجد عمل يخلو من اسمه كشريك فى التأليف، وانا رفضت ان يشاركنى احدا فى تعبى وجهدى، اما فيما يتعلق بسمير غانم فلقد طلب منى كتابة مسلسل تليفزيونى له، فكتبت له «ميزو» الذى يعد انجح الاعمال الدرامية التى قدمها على الاطلاق، وهكذا هو حالى دوما، انا لا اطلب التعاون مع احد، فانا موجود ومن يحتاجنى يطلبنى.
* بعد حصولك على المسرح من محمد صبحى لماذا لم تستمر التجربة؟
** قدمت بعد انفصالى انا وصبحى مجموعة من المسرحيات قمت بتأليفها واخراجها، واعدت اخراج «بالعربى الفصيح» مرة اخرى، وحققت نجاحا أكبر مما حققة صبحى، وقمت باجراء العديد من التعديلات، واخرجت المسرحية بحب، وسافرت للاسكندرية عملت هناك لمدة 5 اعوام مع هواة، وساهمت فى اكتشاف العديد من المواهب الجديدة تحول اصحابها لنجوم كبار، ولكن الوضع تغير، وتدهور حال المسرح، ولم يعد لدى مسرح ولكن لم اتوقف عن الكتابة، وقدمت مسرحية منذ 5 اعوام والان استعد لتقديم «اضحك لما تموت» فعشقى للمسرح لن ينتهى ابدا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك